كتب : مدحت عويضة
الشوشيال ميديا بكل ما فيها من مميزات وعيوب أصبحت مرأة تعكس ما يدور في المجتمع، وتعكس التفاعلات التي تحدث والقضايا التي تشغل بال المجتمع علي مستوي الدولة أو حتي علي المستوي الدولي أحيانا، مع بداية شهر يونيه ظهرت مطالبات لشباب الأقباط علي السوشيال ميديا بعودة جلسات النصح والإرشاد قبل إشهار الإسلام ، وبدأت مطالبة برفع سن التحول بين الأديان من سن ١٨ لسن ٢١ وهو السن القانوني في مصر لمباشرة الحقوق المدنية، وهم أمرين معقدين جدا، خصوصا أن الطلب الثاني لا يلقي تفهما ولا إلتفاتا دوليا سواء حكوميا أو علي مستوي نشطاء حقوق الإنسان لإعتبار سن ١٨ في الغرب هو سن الرشد وسن ممارسة الحقوق المدنية أيضا في أغلب دول العالم.
نشط الشباب في هذا الاتجاه وحتي تلك المنظمات التي أخترقت وجدت نفسها في موقف محرج ومخزي وبدأت تنضم لمطالب الشباب، وكنت أتابع الحملة بفرح وشغف ولا سيما أنها تنتشر علي صفحات المصريين وكل يوم كانت تزيد وتنتشر، وفجأة هبطت علينا أمطار أطفأتها واختفت الحملة وأنشغل الناس بالحرب مع فاطمة ناعوت. فهل هناك من أعد ونظم لهذه الحرب لننسي قضيتنا؟؟ أم هي الصدفة وحب المشاحنات؟؟ الله وأعلم.
فاطمة ناعوت أرسلت دعوة للبابا لحضور صالونها الثقافي، البابا رد عليها بدعوتها وضيوفها للمقر البابوي لعقد صالونها الثقافي في حضور قداسته؟؟. إلي هنا ليس هناك خطأ من ناعوت فأي كاتب وأي شخص يتمني عقد لقاءه مع أصدقائه في المقر البابوي وفي حضور قداسة البابا، وأنا شخصيا لا أري هناك خطأ للبابا ربما فقط هو إعطاء هذا الأمتياز لشخص معين دون الغير غير ذلك كل الأمور تسير بشكل جيد.
ومن لحظة الإعلان عن الصالون وحتي وقتنا هذا وبدأت حملة شديدة جدا علي فاطمة ناعوت لا أدري مصدرها ولكنها أصبحت هي الشغل الشاغل لكل السوشيال ميديا، هجوم عنيف علي ناعوت وإتهامات عديدة لشخصها ولكتاباتها ولشعرها ولم يتركوا ورقة لها إلا وقلبوها، ،أصبح الصوت الذي ينادي بوقف الهجوم عليها هو صوت خائن وعميل!!!!. بالرغم أن الأصوات التي نادت بوقف الهجوم علي ناعوت كانت تريد أن لا ينسي الشباب حملتهم التي بدأوها والإنشغال بقضية لا منفعة من ورائها.
ما زاد الطين بله هو أن السيدة فاطمة ناعوت قامت بالرد علي كثير من التعليقات أحيانا، وأحيانا تكتب مقالا أو تصور فيديو أو بوست طويل، ويبدو أنها كانت تكتب وهي في حالة نفسية صعبة فجاءت كتاباتها عصبية وردودها مفتقده الدبلوماسية بل ونزلت بردودها لمستوي منتقديها وأغلبهم شباب صغار السن، وقامت بإتهام بعض أقباط المهجر أنهم وراء الحملة بالرغم من أنهم لا ناقة لهم ولا جمل في القضية، وكانت كل مرة وكل رد تشعل المعركة أكثر وأكثر كمن يسكب البنزين علي النار المشتعلة.
أنا شخصيا أحترم كل صاحب قلم كتب حرفا في قضيتنا،واؤمن أن قضايا الأقليات ستحل عندما يؤمن بها الأغلبية في أي مجتمع، وفي مقالي السابق كتبت أن قضايا السود في الغرب لم يتم حلها إلا بعد انضمام الغالبية البيضاء للمطالبة بالمساواة.
طالب العقلاء فاطمة ناعوت بالسكوت وعدم الرد ولكنها لم تستجب!!!. ولو كانت ناعوت قد اكتفت بالمشاهدة فقط وعدم الرد لتوقفت الحرب بعد يومين من بدايتها، ولكن ردودها كانت ومازالت تشعل المعركة كل يوم. ولا أدري ما السبب؟؟.
في النهاية انشغلنا في الحرب مع ناعوت ونسينا واحدة من أهم القضايا التي تؤرق مضاجعنا وتدوس علي كرامتنا وهي قضية خطف البنات والحقيقة أنا لا أهتم بمن يقوم بتحويل دينه وأعتبرها حرية شخصية، ولكن التغرير ببنت مراهقة وتسهيل كل الطرق أمامها لتتخذ قرار كهذا هو ما يشغلني، إرفعوا السن ل ٢١ سنة وأعطوا الأسرة فرصة الاجتماع ببنتهم هذا هي مطلبنا في هذه القضية، مع المطالبة بأن يكون هناك قانون واحد يسري علي المتحولين من كل الأديان أنها المساواة التي تتشدقون بها نريدها واقعا ملموسا وليس نسج من خيالكم. وكم أتمني أن أري في الأيام القادمة عودة حملة الشباب للمطالبة بعودة جلسات النصح والإرشاد ورفع سن قانون التحول ل ٢١ وأصلي أن تكون الحملة أقوي وأشد من بدايتها ونظل في حملتنا حتي يتم تحقيق مطالبنا.
أحبائي
أبناء الوطن الواحد حقوقهم متساوية في كل أمر مادامت سوية
وفي كتابي ( في حب أقباط مصر ) قلت رأيي الصريح في المسالة القبطية
الأقباط والمسلمون هم نسيج واحد وعنصر واحد كون الدولة العصرية المصرية
هناك قصر نظر من البعض يعمل على افتعال أحداث لتعكير صفو الأخوة الوطنية
وانتقال شخص من دين الى دين ليس هو الذي سيخل بالميزان في الحالة الدينية
وتمنيت كثيرا وناشدت من يقومون بذلك أن يتوقفوا عن افعالهم المخططة ويتركون للفرد الحرية
اما استضافة قداسة البابا لصالون أدبي فهو ليس عيبا من جانب ومن جانب آخر هذا رجل تتعلم منه البشرية
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم الى حسن التعليق وآدابه….واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
جمال بركات…رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة
اسناذنا الأديب الكبير جمال بركات
المساواة في الوطن والوطنية من الأمور البديهية
الذين يعكرون صفو الأوطان هم دائما قلة لكنها قادرة على التغرير وتوريط آخرين
هناك من يجند بعض الشباب المغرر بهم ويغريهم بالمال لكي يوقعوا البنات في حبائلهم
التنقل بين الأديان السماوية بل وغير السماوية يتم في الغرب بكل بساطة لأنه تنقل عن اقتناع وليس تغرير واعتباره انتصارا في موقعة حربية بأسلمة بنت قبطية
مازال أمامنا الكثير ونحتاج بحق الى تنوير
تحياتي وقبلاتي