بقلم – ماجد سوس
منذ سنوات بعيدة – وكعادتي اليومية – كنت اقوم بتحريك مؤشر البحث على الشبكة العنكبوتية الانترنت لأعرف ماهو الجديد في عالم الفكر والأدب و السياسة فوقع نظري على مقالة في احدى الصحف العربية واسعة الإنتشار مكتوبة بإسلوبٍ لم أقرأ له مثيلاً منذ أمد أي منذ رحيل جهابزة الفكر العربي وأفذاذه
مقالة ذات أسلوب إنشائي بديع كأسلوب عميد الأدب العربي طه حسين وفصاحة أستاذنا العقاد و خطابة مي زيادة عروس الأدب النسائي. أو كأني أقرأ لأحلام مستغانمي الأديبة الجزائرية فيلسوفة اللغة العربية
المقالة تجمع بين براعة إستخدام اللغة وإتقانها مع قوة الموضوع و عمق تأثيره على القاريء ، كلماتها حركت مشاعري ، وجدت نفسي معها مكبل بالأغلالِ غير قادرٍ على الحراك من أمام تعبيراتها البديعة وكلماتها التي أَسَرَتني و أوقعتني صريعها ، فأعدت قراءتها مرات و مرات بشغفٍ
بدأت بالبحث بِنَهمٍ عن كل ما سطرته وتسطره يد الأستاذة صاحبة هذا الإسلوب البديع في الكتابة والذي جعلني اتيقن انني امام موهبة فذة جليّة كُشِف لها سر من أسرار الحياة في الإبداع و في علم المعاني و البيان مع استخدام بلاغة اللغة وجمال عبارتها ليتمخض لنا لحناً شجياً من معزوفةٍ لمايسترو رائعة، تكتب نوتتها الموسيقية وتعزفها و بالكلمات.
والكاتبة العظيمة ينطبق عليها قول الأديب و المترجم الفرنسي ويليام مرسيه ان العبارة العربية – في يديها – كآلة العود اذا نقرتَ على احد أوتارها رنَّت معها جميع الأوتار و خفقت فتتحرك أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر لتُحرِك موكبا من العواطف و الصور .
هذا قليلٌ من كثيرٍ تستحقه الأديبة و الشاعرة و المترجمة المصرية و الناشطة الحقوقية الأستاذة فاطمة ناعوت والتي سمح لي الله ان ألتقي بها وأتعرف عليها منذ بضعة سنوات وشرفتنا بزيارتها في ولاية كاليفورنيا و استمتعنا بلقاءاتها و ندواتها و حوارها و دفاعها المستميت عن المظلومين والمقهورين و حسها الوطني الممتدة جذوره لعصور الحضارة والمجد من عمالقة الفراعنة الى جبابرة التحرير.
فاطمة ناعوت المترجمة لا تقل عبقرية عن ناعوت الأديبة والشاعرة ، فترجماتها لنفائس الكتب تثري المكتبة العربية بالإنفتاح على فكر الآخر و للعمل على تطوير الفكر العربي مع تعريف القاريء بكبار الأدباء والمفكرين العالميين في ظل العولمة و تكنولوجيا الإتصالات و حرب الفضائيات .
أما في دفاعها عن الحق ، فتُظهِر بسالة وجسارة لامثيل لها،لا تخشى الموت ولا تهابه بل تفضل ان تموت واقفة على ان تحيا منحنية . فتاريخها يشهد لها بأنها الثائرة التي صرخت يوماً في وجه حكومة ماقبل الثورة قائلة أنه على الحكومة أن ترحل لأنها أفسدت الحياة السياسية ، قبل أن تفترش التحرير و تشارك ثوارها أزهي ساعات النضال الوطني في التاريخ الحديث .
إمتد نضالها الى ما بعد ثورة 2011 المجيدة ، يوم ان رأت سارقي الثورة يخرجون من جحورهم متسلقين على أكتاف الثوار الشرفاء ، حينما رخصت أمامهم دماء الشهداء و أرواحهم، داهسين بأقدامهم جثامينهم و دماءهم البارة دون إلتفات، ساعينَ نحو كرسي في البرلمان يغتصبوه بعوز الفقراء.
ناعوت آثرتْ أن تكون شمعة تحترق كي تضيء و تكون نبراساً لكل من يبغي المسير في طريق الحق المليء بالأشواك تعلى كلمة الحق في زمن قل فيه الإخلاء و تنامت فيه روح الكذب والنفاق والمتاجرة بالأديان وبات الباطل و كأنه الحق والزيف و كأنه اليقين .
التقاء النقيضين هي المعضلة التي أصابتني بالحيرة و الدهش . كيف تجمع بين العاطفة الجياشة في اشعارها و كتاباتها وبين الواقعية والجدية في كتاباتها في الشأن السياسي. أشعارها تمَس الفؤاد و تغذي نفوس العطشى للحب و الجمال .و في مقالاتها السياسية تجد قلمها كالسيف لا يعرف الالتواء او المهادنة في وجه الظلم .
الشيء الذي يجمع بين هذين النقيضين – في نظري – بجانب حبها لما تفعل ، تلك البديهة السيالة لكل ما تسطره يداها بإسلوب و معان بديعة تنسال انسيالا وكأنها المطر الهطول مع إحساسٍ مرهف يخترق النفس و يصل للأعماق حتى يشعر القاريء و كأنها واحدة من ذوييه ، تشعر بآلامه وهمومه .
. عزيزتي فاطمة ناعوت ، وقفتُ مذهولا امام هذا الكم الهائل من الالقاب الجميلة ، التي لم أستطع حصرها التي اطلقها عليكي محبيكي و قراءك فها هم يلقبونك برسول الحب و آخرون بصوت صارخ في الوطن وآخرون ينادونك بذات اللقب البديع التي لُقِبتْ به أميرة ويلزالراحلة ديانا وهو ، اميرة القلوب ، وهناك من يفضلون ان يضفوا عليك ذاك الاسم النبيل الذي لاحمد بك شوقي بمناداتك بأميرة الشعراء أو بأميرة الأدباء وغيرها من الكُنيات التي نُعتِ بها يا ناعوت وأنت تستحقينها عن إستحقاق ،على أني ان اردت ان أزيد على القابك لقبا هو انك الأستاذة .
#ماجد_سوس
أحبائي
الشخصيات العامة في هذه الحياة لها الكثير من المحبين
لكن على الطرف الآخر اعتدنا أن يكون لهذه الشخصيات بعض الكارهين
والشاعرة الزميلة فاطمة ناعوت وصلت الى مرحلة شهرة أثارت الحاقدين
الحقد موجود في حياتنا العادية بين كل البشر ولكن الأمر يزداد ضد المبدعين
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه….واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
جمال بركات..رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة