الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

ماجد سوس يكتب : امحُ الذنب بالتشهير

كتب الآباء الرسل مقولة في كتاب الديسقولية – تعاليم الرسل الكرام – والذي كتب لينظم الحياة الكنيسة في الكنيسة الأولى، مناشداً الأب الأسقف أن يمحو الذنب بالتعليم وقد أخذ بهذه المقولة العديد من الآباء بعد ذلك
وكان من أبرزهم في العصر الحديث المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث تأكيدا على أهمية التعليم كمدخل أساسي في إصلاح الإخطاء داخل الكنيسة

على أن معرفة من له حق التعليم لا تقل أهمية عن التعليم نفسه، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى

ومع التسليم أن هناك من له حق التعليم علينا أن نقف على عِلم ودراسة هذا الشخص فالأمر أصبح خطيراً

في ظل وسائل اتصالات وتواصل مجتمعي جعل منها مسرحاً كبيرا يقف عليه كل من يشاء بلا علم

ولا دراسة ولا بحث بأهداف بعضها معلن وغالبيتها مبهما مريباً فقليلون مؤهلون صامتون وكثيرون سطحيون صاخبون والأخطر منهم هم البسطاء المُعثَرون.

البيانات حدّث ولا حرج فقدت أهميتها والغرض منها وأصبحت غالبيتها للحد وللتشهير وأصبح ييتفقها صفحات بعينها وجدت لا من أجل الوحدة أو الإيمان كما يدعون بل من أجل الفرقة وتمزيق الكنيسة

وجعلها أحزاب بعضها لبولس وبعضها لأبولس وتناسوا المسيح ومنهجه وأصبحت فكرة حماية الإيمان شماعة يعلق بها البعض تبريرهم للهجوم غير اللائق على آباءهم وأساتذتهم.

منذ أيام اجتمع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني وقبل أن ينتهي المجمع فوجئ الجميع ببيان سُرِّب من داخل المجمع ووضع على صفحات على الفيسبوك وتويتر صفحات معينة بالذات صفحات دأبت على مهاجمة قداسة البابا الثالث

باستمرار بحجة الإيمان والحفاظ عليه بتشنج وتطاول وناهيك عن كل هذا غرابة صدور بيان من آباء كرام

لهم كل الاحترام والتقدير، لديهم آلية قوية لتقديم ما يشاؤون داخل مجمعهم المقدس

دون حاجة لبيان ينشر للشعب ولا سيما أن قداسة البابا حكيمٌ حليمٌ لأقصى درجة.

إحدى القنوات الفضائية استضافة نيافة الحبر الجليل الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس والرجل تحدث عن قرارات المجمع وتوصياته في هدوء وفي تعليق أكثر من رائع عن كل قرار أو توصية أتخذها المجمع

وحينما أتت التوصية التي طلبها بيان الآباء تكلم نيافته بكل لياقة عن أهمية استخدام القنوات الشرعية داخل المجمع لئلا يستغل البعض هذا الأمر لعمل انقسام في الكنيسة وحين سأله المحاور عن أحد الآباء

الذي إعتاد على نشر بيانات ضد كل ما يقوله البابا رد نيافته ان المشكلة أن يأخذ أحدهم

وكان يقصد من خارج المجمع

كلمة من هنا او هناك وسطر من هنا أو هناك للوقيعة بين أعضاء المجمع وهؤلاء بالمعقدين نفسياً

وهنا تصور البعض أن الرجل يقصد زملاءه في المجمع وهذا لم يحدث وعلينا أن نقف ضد

أي إنسان يحاول أن يعمل على انقسام الكنيسة.

أنا ضد وضع قانون لإيمان الكنيسة حالياً في ظل هذه الأجواء الملتهبة

وأتمنى أن يمتنع المجمع المقدس عن فعل هذا في هذا الزمان فهو بالطبع سيؤدي إلى انقسام حاد

وشروخا في جسد الكنيسة يصعب معه ترميمها وسأقولها بكل صراحة

وأرجو أن يتفهمني البعض جيداً نعم إيمان واحد معمودية واحدة وعقيدة واحدة

ولكن دعونا نتحدث بكل صراحة ووضوح كل يأخذ ما يشاء من كتابات الآباء وأقوالهم ليخدم معتقده

فمن يتمسك بشروحات البابا شنودة الثالث للإيمان والعقيدة سيتمسك بها دون أن يسمح لأحد

مناقشته ومن يتمسح بشروحات الأب متي المسكين سيفعل أيضاً وكل له حججه واسانيده

وهذه له شعبيته الجارفة وذاك له شعبيته الجارفة أيضاً فالأمر يتطلب حكمة نازلة من فوق.

نعم أنا طالبت من قبل أن يعقد مجمع مسكوني أرثوذكسي بحضور علماء دارسين متخصصين

على درجات عليا في اللاهوت والعقيدة، إكليروس وعلمانيون ويضعون أمامهم كل تعليم طرح في الكنائس الأرثوذكسية

ويعكف العلماء على الدراسة والبحث بكل نزاهة ودون إلتفات لمن الكاتب ومكانته أومن القائل ويجعلون من الروح القدس مرشدهم وقائدهم وحتى يتحقق هذا الحلم علينا ألا نزيد الأمر تدهوراً

إذا قمنا بوضع قانوناً جديداً للإيمان ولو عن طريق سؤال وجواب وخاصة في الأمور التي يصعب التوافق عليها كحلول الروح القدس والخطية الجدية وشركة الطبيعة الإلهية وخلافة ونعمل على قبول الآخر وعدم التشهير به حتى يأتي اليوم الذي نمحو فيه الذنب بالتعليم لا بالتشهير.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.