كتبت : هناء عوض
النظام السياسى هوالعلاقة بين الحكام والمحكومين أو الدولة وكل ما يتعلق بشؤونها أو السلطة الكبرى في المجتمعات الإنسانية وكل ما يتعلق بظاهرة السلطة.
وهناك مصالح سياسية مشتركه بين مصر وليبيا ،بالإضافة الى انها بلد الجوار من الناحية الغربية لمصر على طول الحدود.
العلاقات المصرية الليبية قديماً:
العلاقات المصرية الليبية ضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا، فقد حكمت الأسرة 23 من الملوك “المشواش” الليبيين مصر العليا بين عامي 880 و734 قبل الميلاد، وأنشئت العديد من المستعمرات اليونانية في كلا البلدين مثل “قوريني” في ليبيا والإسكندرية في مصر.
كما حكم أيضًا البطالمة مصر وشرق ليبيا “برقة“، ثم أصبحت كلا من مصر وبرقة من مقاطعات الدولة الرومانية، وفتحت الجيوش الإسلامية مصر بقيادة عمرو بن العاص زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، ومن مصر بدأ الفتح الإسلامي للشمال الأفريقي، فكانت البداية بالمناطق المتاخمة لمصر ناحية الغرب، فكانت برقة ثم طرابلس في ليبيا، وفي زمن الحكم الإسلامي بشكل عام، كانت طرابلس تعد مستقلة عن مصر في بعض الأحيان، وخاصة خلال فترة حكم الأغالبة من 800 حتي 909 م، بينما في أوقات كثيرة أخرى كان البلدين متحدين في كيان إداري واحد، خاصة في عهد الخلافة الفاطمية من 909 حتي 1171 م.
كما اصبحت الدولتان جزءًا من الدولة العثمانية عام 1517. وطرابلس في 1555، ومع ذلك كان كل من البلدين يتمتع باستقلالية كبيرة.
العلاقات الخارجية الثانية بين كل من مصر وليبيا، كانت مصر من أوائل الدول التي تعاملت مع ليبيا رسمياً بعد استقلالها في أوائل الخمسينات من القرن العشرين. وذلك حينما حرصت إيطاليا على احتلال ليبيا، وكانت تفكر في جعلها امتدادًا لها من جهة الجنوب، وعندما خسرت الحرب العالمية الثانية وخرجت القوات الإيطالية من ليبيا، لتكون مصر أولى الدول المعترفة باستقلال ليبيا.
العلاقات السياسية :
مرت العلاقات بين البلدين بمراحل مختلفة ارتبطت بحكم الرؤساء المصريين ، وارتبطت بتغييرات مواكبة لحكم كل رئيس.
فى عهد جمال عبد الناصر:
كان الرئيس المصرى جمال عبد الناصر مؤيدا للثورة الليبية 1969، وقد قام كل من الرئيسين بالزيارات المتبادلة.
على الرغم أن حكم عبد الناصر لم يعاصر ثورة القذافي إلا عاماً واحداَ حيث توفي الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970، فقد تأثرت الثورة الليبية في بدايتها عام 1969 بثورة يوليو، لا سيما أن القذافي كان معجبًا بالتجربة الناصرية ولذلك سعى في الثماني سنوات الأولى تطبيق النموذج الإشتراكي كنظام حكم يضم كافة القوى السياسية.
كما سعى القذافي للوحدة مع الدولة المصرية وذلك بتوقيع ميثاق طرابلس في ديسمبر 1969 الذى تضمن ما يسُمي بالجبهة القومية العربية، وفي مرحلة لاحقة انضمت سوريا وتم إعلان اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وليبيا وسوريا في 17 أبريل 1971.
في عهد محمد انورالسادات:
حسب الوثائق المسربة من ويكليكس في أبريل 2013، والتي تحمل اسم مراسلات كيسنجر، يقول هرمان آيلتس السفير الأمريكي في مصر في السبعينيات:
فبالنسبة للمصريين، يستحضر اسم مبارك ذكرى الطائرة الليبية المدنية التي أسقطتها إسرائيل في صحراء سيناء في فبراير 1973، وهو الحادث الذي طالب القذافي على أثره السادات بفصل مبارك من منصبه بسبب الإهمال، الأمر الذى رفضه السادات آنذاك، ما لاقى قبولاً شعبياً واسعاً لدى المصريين، بسبب النبرة المتعالية التي وجه بها القذافي طلبه.
، وساعدت ليبيا مصر في حرب أكتوبر 1973، حيث قامت بعقد صفقة طائرات «ميراج» مع فرنسا، واستخراج جوازات سفر ليبية للطيارين المصريين من أجل التدريب في فرنسا وعندما واجهت مصر مشكلة شراء الدبابات «تي 62» قامت ليبيا بدفعها، كما قامت بإرسال سربين من الطائرات إحدهما يقوده مصريون وآخرون ليبيون.
ومرت العلاقات بفترة من التوتر خلال حكم الرئيس الراحل انور السادات ،
. نشأت توترات بين البلدين بسبب التقارب المصري مع الغرب.
ونتج عن ذلك الحرب المصرية الليبية عام 1977، حرب الأيام الأربعة بعد تطاول معمر القذافى على القياده المصريه و تدخله فى شأن مصر ، و انتهت بانتصار مصري سريع بعد ما احتل الجيش المصري مدن و مناطق في ليبيا ومن ثم تم تعليق العلاقات لمدة اثني عشر عاماً.
اسباب الحرب:
بعد ما بدأت مصر تحضر لعمل اتفاقية سلام مع اسرائيل ، تدهورت العلاقات بين مصر و نظام الكولونيل “رُتبة عسكرية رفيعة المستوى من رُتب ضباط هيئة الأركان العامة بالقوات المُسلحة” فى طرابلس، ففى يونيه قام القذافى بطرد حوالى ربع مليون مصرى من العاملين فى ليبيا ، و حشد القذافى مظاهرات حاولت اقتحام الحدود المصريه للوصول للقاهره لعمل اضطرابات ،فلما تصدى لهم حرس الحدود امر القذافى بضرب مدينة السلوم الحدوديه المصريه بالمدافع .
ولكن جيش مصر و امكانيتها يتفوق على جيش و امكانيات القذافى.
ففى 21 يوليه 1977 بدأت العمليات العسكريه و المعارك على حدود البلدين و دخل الجيش المصرى ليبيا و هاجم الطيران المصرى المطارات و القواعد العسكريه التابعه لنظام القذافى ، لكن الرئيس السادات لم يكن هدفه إن مصر تحتل كل ليبيا ولكن رغبته فى ان يلقن الكولونيل درس يثبت فيه ان مصر التى حاربت ضد جيش اسرائيل القوى اربع حروب فى حوالى 25 سنه لا يصعب عليها انها تقهر جيشه و تحتل منطقته بسهوله ، و تدخلت اطراف دوليه ونتج عنها هدنه فى 24 يوليو 1977 و انتهت الحرب يوم 25 يوليه 1977 و انسحبت القوات المصريه من المدن و الاماكن التى احتلتها فى ليبيا.
عهد محمد حسنى مبارك :
بعد رحيل عبد الناصر تغيرت الأوضاع ودبت الخلافات بين البلدين إلى أن جاء الوقت لعودة العلاقات بين مصر وليبيا بعد اغتيال السادات وتولي مبارك الحكم.
وذلك بعد لقاء القذافي مع الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك في المغرب عام 1989 أثناء إنعقاد مؤتمر القمة العربية في المغرب ثم إلغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين، ونتج عن هذا التحسن الكبير في العلاقات توقيع عشر اتفاقيات تنظم كافه أوجه التعاون بين البلدين وذلك في عام 1991.
تحسنت العلاقات بشكل مضطرد منذ عام 1989، ومع الرفع التدريجي للعقوبات على ليبيا من قِبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة في الفترة بين عامي 2003 و2008، حصل تطور كبير في العلاقات بين البلدين، وتم فتح مجالات للتعاون المشترك في صناعات النفط والغاز الطبيعي.
ومع بدء ظهور أزمة لوكيربي، “هي قضية جنائية ترتبت على سقوط طائرة ركاب أميركية تابع لشركة طيران بان أمريكان أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي في اسكتلندا سنة 1988” عقب إجراء تحقيق مشترك مدته ثلاث سنوات من قبل شرطة دامفريز وغالواي ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، أصدرت أوامر بالقبض على اثنين من الرعايا الليبيين في نوفمبر 1991 والحصار الأمريكي الذي تُوج بحصار دولي رسمي بقرار من الأمم المتحدة عام 1992.
زاد التعاون المصرى الليبى، ونتج تنسيق بين البلدين لإداره الأزمة، وبذلت مصر مساعى لمسانده ليبيا على اعتبارها ، سندًا لها في اتصالاتها مع العالم الخارجي.
كان قذاف الدم هو المسئول عن ملف العلاقات المصرية الليبية وقد تمكن من أن يمتلك شبكة من العلاقات الرسمية والشعبية فاقت التصور.
ولكن عادت العلاقات للتوتر من جديد بسبب جلوس قذاف الدم مع مرشد الإخوان، وذلك عندما شاهدوه عبر الشاشات، وهو يتناول الإفطار بجوار مرشد الإخوان مهدي عاكف، عام 2005 بعد تلقيه دعوة من مكتب الإرشاد، ليلقى اتصالًا من الرئاسة المصرية تعبر عن انزعاج السلطات المصرية من التعاون بين ليبيا والإخوان، لتخف العلاقات الليبية المصرية بعد ذلك الحادث.
ثورة يناير 2011 :
كان القذافي من أشد المعارضين للثورة المصرية ثورة يناير 2011 خشية انتقال العدوى إليه، وهو ما حدث بالفعل، كما رفضت السلطات المصرية السماح للأسر الليبية باللجوء إلى مصر هربًا من عنف ميليشيات القذافي ، حيث تم غلق منفذ السلوم الحدودي في وجوههم ومنعهم من دخول مصر.
لم تكن معرفة أحمد قذاف الدم (المنسق السابق للعلاقات الليبية – المصرية) الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك معرفة عابرة، بل كانت مزيجًا من العلاقات العسكرية والسياسية والأسرية أيضًا.
ورغم ذلك كله لا يُخفي أحمد قذاف الدم أن العلاقة بين مبارك والقذافي، كانت في كثير من الأحيان تبدو كأنها تسير إلى الهاوية، إلا أن الظروف تتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكي تستمر العجلة في الدوران.
فقد كانت ليبيا تحتاج إلى مصر في أزماتها الكثيرة مع العالم الخارجي، وكانت مصر تحتاج إلى ليبيا بسبب نحو مليوني عامل مصري يعملون في ذلك البلد النفطي المهم.
ويقول قذاف الدم فى حوار له : في فترة مبارك، الذي تولى الحكم منذ العام 1981 استفدنا من أخطاء كثيرة حدثت في عهد السادات، لكن العلاقات لم تعد بين البلدين إلا في أواخر الثمانينات، وعليه قررنا أن نفصل بين الاختلاف السياسي ومصالح الناس، وأصبح لدينا أكثر من مليوني مصري يعملون في ليبيا.
ووقعنا الاتفاقات العشر، ومنها حرية الحركة والإقامة والتنقل دون قيد أو شرط، وأصبح التنقل بين البلدين في بعض الفترات ببطاقة الهوية الشخصية المحلية. والحقيقة مبارك أعاد العلاقة بين مصر والعرب.
ويقول قذاف الدم الذي حضر هذه الوقائع: أخطر نقطة مرت علينا، في العلاقات المصرية الليبية أيام مبارك، كانت في القمة العربية الخاصة بغزو العراق الكويت.
ثورة 2011 الليبية :
إن موقف مصر تجاه أحداث الثورة الليبية 2011 في ليبيا وما أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيانه من عدم مشاركة التحالف الدولى بالقيام بعمليات عسكرية لحماية المدنيين بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 1973 له موقف متزن وشجاع ومناسب وفقا للأوضاع في ليبيا .
لان ليبيا تعد دولة شقيقة وبها مليون ونصف مصرى لذلك جاء الموقف المصري راعيا لمصلحة المصريين ومصر والتأكيد على الرعاية التي وفرتها مصر للمصريين والليبيين والأجانب الوافدين من ليبيا عبر الحدود البرية أو البحرية أو الجوية.
التوتر في العلاقات المصرية الليبية في ظل حكم المجلس العسكري:
شهدت العلاقة حالة من التوتر لاسيما في ظل موقف المجلس العسكري من الثورة الليبية، حيث لم يكن المجلس متحمسا للثورة ، وهو ما اثار حالة من الاستياء لدى صفوف الثوار خاصة المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي كان يقود الثورة في حينها.
عدم التحمس هذا يمكن إرجاعه لعدد من الأسباب من بينها الاستثمارات الليبية الضخمة في مصر التي كان يسيطر عليها قذاف الدم، الذي كان مسؤولا عن تنسيق العلاقات بين البلدين، فلم يستجب المجلس العسكري الحاكم وقتها في مصر لطلبات تسليمه للسلطات الليبية بعد الثورة بدعوى أنه شخص يحمل الجنسية المصرية’ لان أمه مصرية.
ايضاً رفض السلطات المصرية السماح للأسر الليبية باللجوء إلى مصر هربا من عنف ميليشيات القذافي.
وعدم المساهمة المصرية في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1973 الخاص بالمشاركة في التحالف الدولي للقيام بعمليات عسكرية لحماية المدنيين من ميليشيات القذافي، وهو القرار الذي شاركت فيه كل من قطر والامارات وتركيا.
هذا بالرغم من موقف مصر الرافض تماماً لما يحدث في ليبيا إلا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أوضح في بيانه انه اتخذ العديد من الإجراءات لتوفير ما يلزم للعابرين المصريين من ليبيا كما انه اتفق مع تونس علي تنظيم استقبال المصريين القادمين وتتولي مصر لطيران نقلهم من تونس إلي مصر وتمت الموافقة علي نقل مساعدات إلي الشعب الليبي كما أن القوات المسلحة المصرية هي التي تتولي بنفسها استقبال المصريين علي الحدود .
عهد محمد مرسى:
شهدت الأيام جدلاً واسعاً بشأن ما تردد عن توتر العلاقات المصرية الليبية، وطرد السفير المصرى محمد أبوبكر من طرابلس، وذلك على خلفية الحكم ببراءة أحمد قذاف الدم، أحد أبرز رموز نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، ومنسق العلاقات الليبية المصرية السابق.
لاسيما وأن القضية التي تمت تبرئته منها لا تتعلق بأعمال الفساد التي ارتكبها في ليبيا، وإنما لمقاومته السلطات المصرية أثناء وجود بعض المطلوبين الليبيين بداخل شقته في الزمالك (وسط القاهرة)، مما دفعه إلى اطلاق النار على أفراد الشرطة ، فقتل اثنين منهم .
وكان هناك سعي لتصحيح مسار العلاقات، حيث تم الاتفاق على العديد من القضايا المحورية ذات الأهمية منها:
1- ضبط عمليات التهريب عبر الحدود من خلال الاتفاق علي تشديد إجراءات الرقابة على المنافذ الحدودية المشتركة،
2- وضع ضوابط لتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات للمصريين.
3- مساندة كل طرف للطرف الأخر فيما يتعلق باحتياجاته بعد الثورة ، فمن جانبها أكدت الحكومة المصرية استعدادها تقديم جميع أوجه الدعم لليبيا.
4- الاتفاق على شراء 30 ألف برميل من النفط الخام الليبي يومياً لمدة عام.
في عهد عبد الفتاح السيسي :
منذ سنوات كانت مصر تراقب الصراع في ليبيا الذي يهدد بنشر التوتر وعدم الاستقرار على الحدود، والآن يتجه الجنرال خليفة حفتر الذي قاد القوات العسكرية الليبية في شرق ليبيا لسنوات – للاستيلاء على العاصمة وتوحيد المزيد من المدن. يعد ذلك نصرًا كبيرًا لمصر، ليس فقط من أجل تأمين حدودها والعثور على شريك قوي للعمل في ليبيا، ولكن من أجل دورها الإقليمي أيضاً.
وقد التقى وزيرالخارجية نبيل فهمي على هامش الاجتماع الوزاري الدولي بشأن دعم ليبيا بروما في 7 مارس 2014 برئيس الحكومة الليبية علي زيدان بمشاركة وزير خارجيته محمد عبد العزيز وقد تمت مناقشة العلاقات الثنائية المصرية الليبية وكيفية حماية أمن ورعاية المصريين المقيمين في ليبيا منعا لتهديدهم واستهدافهم .
وأكد زيدان حرص حكومته على القيام بكل ما يمكن لتوفير أفضل الظروف الممكنة لهم ولعملهم.
كما ناقش كيفية تحقيق الأمن في ليبيا ودعم الحفاظ على أمن الحدود الليبية وهو ما يحقق مصلحة ليبيا والمصلحة المصرية.
في أغسطس 2014 نشرت صحيفة نيويورك تايمز خبراً على صفحتها الأولى حول تعاون عسكري مصري إماراتي في ضرب ميليشيات إسلامية داخل ليبيا.
نفى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قيام القوات المسلحة المصرية بأي عمل عسكري خارج الحدود المصري، في حين التزمت الإمارات العربية الصمت. وعلى حسب نيويورك تايمز فقد انطلت طائرات إماراتية من قواعد مصري لقصف ليبيا.
بعد زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني لمصر، وبعد يوم واحد من تعهد اللواء الليبي السابق خليفة حفتر باستعادة المدينة من أيدي من سماهم “الجماعات الإرهابية”.
نفت مصر على لسان السفير علاء يوسف الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ما رددته بعض الوسائل الإعلامية عن قيام طائرات مصرية بقصف أهداف في ليبيا.
في 12 يناير 2015، كانت داعش قد نشرت صور 21 عامل مصري تم اختطافهم في ليبيا هددت باعدامهم ذبحاً.
في 15 فبراير بثت داعش تسجيلاً مصوراً قاموا فيه باعدام 21 قبطياً مصرياً على ساحل العاصمة الليبية طربلس، وظهر في التسجيل عملية قطع رؤوس المصريين أثناء ارتدائهم الملابس البرتقالية.
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة طارئة ردا على مقتل 21 مصري من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا بأنه حان الوقت للتعامل مع الإرهاب بدون أي ازدواجية في المعايير مشيرا إلى أن مصر تمتلك حق الرد من داعش.
ووجه الرئيس حكومة محلب بإتخاذ كافة الإجراءات للوقوف مع أهالي الضحايا بكل الطرق الممكنة بالإضافة إلى منع المصريين من السفر إلى ليبيا.
كما وجهت أجهزة الدولة لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لعودة المصريين الراغبين في العودة لأرض الوطن .
في 16 فبراير بدأ التدخل العسكري المصري بغارات جوية على مرافق تابعة لداعش في ليبيا الغارات استهدفت مواقع تدريبية ومخازن للأسلحة ، بالتنسيق مع الحكومة الليبية الرسمية ، ثم عادت جميع الطائرات العسكرية لقواعدها سالمة. كذلك قامت القوات الجوية الليبية بغارات في درنة، التي احتلتها داعش منذ 2014.
كما تأسست مجموعة دول الجوار الليبي عام 2014 بعضوية الجزائر ومصر وليبيا، وتونس والسودان وتشاد والنيجر وتم تشكيلها أثناء القمّة الإفريقية في غينيا الاستوائية ، تعمل دول الجوار الليبي ، خاصة دول الجوار المباشر كمصر والجزائر وتونس بغرض تقديم الدعم السياسي والأمني لليبيا من خلال العمل الجماعي للتعامل مع الموقف في ليبيا وفق آلية مشتركة لدول الجوار، بالتنسيق والتعاون مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي من أجلى بلورة رؤية مشتركة وخارطة طريق وفق إرادة الليبيين وأولوياتهم تعرض على دول الجوار لاعتمادها.
كما ابدت مصر اهتماما كبيرا بالاوضاع في ليبيا في مرحلة مابعد عهد القذافي(عقب ثورة 17فبراير 2011) حيث استضافت مصر العديد من اللقاءات التي جمعت قوى سياسية وممثلين ليبيين ، في إطار المحاولات لإيجاد حل للأزمة بأيدي الليبيبن أنفسهم، فضلا عن مشاركة مصر في مؤتمرات دولية حول ليبيا سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وآخرها مؤتمر باليرمو بجنوب إيطاليا (12 – 13 نوفمبر2018 ) الذي شارك فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك الاجتماع الوزاري الـ12 لآلية دول جوار ليبيا بالخرطوم (29 نوفمبر 2018 ) وشارك فيه وزير الخارجية المصري .
تعد الأزمة الليبية إحدى أولويات السياسة الخارجية المصرية في الوقت الراهن، فتربط البلدين مصالح أمنية واقتصادية، فضلا عن الروابط الاجتماعية، ولاسيما لكون ليبيا بوابة مصر الغربية حيث تشكل الحدود الممتدة بين البلدين على طول الخط الحدودي من الشمال عند البحر المتوسط وإلى الجنوب حيث الحدود مع السودان مسافة نحو 1200 كيلو متر.
ولا تدخر مصر جهدا لمساعدة الليبيين على العبور ببلادهم إلى بر الأمان وتجاوز هذه المرحلة العصيبة من تاريخهم، وجمعت الفرقاء الليبيين بالقاهرة في محاولة إعادة التلاحم فيما بينهم وتضافر جهودهم مع مصر وجميع الدول المحبة للسلام والمحبة لليبيا.+