يبدو من صغره كطفل غريب الاطوار,, فى فهم امره تحتار,, تنتظر ان تسمع صوته او يدخل معك فى حوار,, و لكن عجبا لا تجد للكلمة بنت الشفاه اى آثار,, أو حين تريد ان تنظر اليه سرعان ما تجتهد عينيه بالهرب و الفرار,, تعلو الاصوات بنداءات اسمه بإجهار,, لعله يستجيب و لكن اسفا لا يبدى اى اصدار,, كثيرا ما تجده يتحرك فى دوائر تصيبك بالدوار,, و كأنه يريد ان يغلق بأحكام على نفسه حول عالمه المليئ بالاسرار,, تخاصم تقاسيم وجهه الطفولى انفعالات الفرح و السعادة كما لو يحجبها عن الانظار,, و ان تألم لا يبدو عليه إظهار ,,ينسحب الى ركنه الخاص ليحميه عن اى صخب او يخفيه عن مجالس الحضار,, جميعها علامات لاضطراب طيف التوحد تصيح بالاخبار,, و من هنا ينبغى التدخل السريع لوقف هذا التوحد عن الانتشار,, و الالحاق بحياة الطفل المزيد من الاضرار,, و ما ان عرفنا مظاهره نكافحه باصرار,, فهيا نعرف المزيد عن العلامات المنذره لاضطراب طيف التوحد
التوحد Autism
اضطراب نمائى عصبى ,, يظهر على الطفل فى سنواته الاولى و يصعب تشخيصه قبل عمر العامين الا انه تظهر علامات منذرة بالاصابة به تشملُ ضعفاً في التفاعل الاجتماعي، ومهارات اللغة، والتواصل بجِانب سلوكيَّاتٍ وحركاتٍ نمطية غير مألوفة
و هو اضطراب منتشر بكثرةٍ بين الأطفال، حيث أظهرت الإحصائيات بأنّه يصيب طفل من بين كلّ ست وثمانين طفلاً
و هو اكثر انتشارا بين الذكور عن الاناث .. فيصاب به الاطفال الذكور اربعة اضعاف الاناث
تظهر علامات التوحد على الطفل بداية من شهره الاولى و تستمر الى مدى الحياة و لكن مع العلاجات المختلفة قد تقل و تتحسن مظاهره المزعجة .. و لا يوجد علاج للشفاء الكامل لهذا الاضطراب
ويجب التأكيد على أنّ طيف التوحد هو مرض مزمن ولا شفاء منه، وأنّ غرض العلاج هو مُحاولة تحسين قدرة الطفل على التّواصل والعيش كشخص راشد مستقل.
و من اهم العلامات الاولى المنذرة بطيف التوحد:
عدم إصدار الطفل لأيّة أصواتٍ خلال الشهور الأولى، وعدم إظهار أية مهاراتٍ لفظية خلال مراحل الحياة الأولى، و تأخر الطفل عن المناغاة و تحدثه بلغه الاطفال فى عمر سنة وتُعتبر من اوضح العلامات التى تنبغى التنبه لها
عدم ابتسام الطفل لمن حوله عندما يداعبونه او يحملونه ,, و عدم اظهاره اى انفعالات للسعادة حتى و ان كان فرحا بعد الستة اشهر الاولى
عدم تفاعله بالايماءات الحركية او الجسدية و قله و ندرة تقليده للتعابيرات الاجتماعية .. كالتلويح بيديه عندما يودع احدا ,و تغيير تعابير الوجه فى المواقف المختلفة و ذلك خلال التسعة شهور الاولى
تجنب الطفل للتواصل البصرى و عدم رغبته فى النظر فى عيون من حوله و ان حدث و تلاقت العيون تكون من النادر و سرعان ما يحول رأسه
عدم رغبته فى جذب انتباه مع حوله عكس معظم الاطفال الذين يصدرون اصوات او افعال للفت الانتباه اليهم
عدم الاستجابة و التجاهل عند النداء عليه باسمه و الطفل الطبيعى يستجيب لذلك فى عمر 10 شهور
يلعب بالدمى بطرق غير ملائمة او مألوفه كتدوير الالعاب الغير قابلة للدوران
يبدى انزعاج شديد فى حالة تغيير اي شئ فى روتينه اليوم ,, او عند نقل اى شئ خاص به من مكانه المخصص
فيكون له نظام محدد فىى ترتيب اغراضه ينزعج بشدة فى حين اختلافه
له طعام محدد و يرفض العديد من انواع المأكولات
كثيرا ما يتحرك حول نفسه بحركات دائرية,, و تكرر بعض الحركات بشكل واضح كالرفرفة بالايدى او التنقير امام العينين و الجبهة
و يتدقق بالنظر لمده لا تقل عن 5 ثوانى عند امساكه ببعض الاغراض
عندما يشعر بالالم لا يبدى استجابات تدل على تألمه
لا يتأثر بمشاعر حزن او فرح الاخرين ممن حوله
يهتز احيانا للامام و الى خلف عند جلوسه او وقوفه
يضايقه العناق او التربيت او التقبيل و كافه المشاعر الوجدانية
لا يحاول تقليد الاصوات او حركات من حوله
و ظهور بعض من هذة العلامات علىالطفل ليست معناه انه مصاب بالتوحد … و لكن يمكن الخضوع للفحوصات لزيد من الاطمئنان
علامات و اشارات قد تبدو فى عين البعض مألوفة و قد تبدو برؤية اخرين غير ملائمة و الان نكشف القناع عن تلك السلوكيات الخطيرة التى قد نلمح فى انعكاسات ظلالها طيف اضطراب التوحد الذى يحاول اخفاء هوية لاطول فترة ممكن و عقبها تفاجئ تجلياته الخارجة عن السيطرة فى سلوك اطفالنا
اخصائية نفسية
ماريا ميشيل