كتبت : كرستين عوض
إن كل ما تركه الأجداد عبر الزمن، من عادات وتقاليد هو ارث يخلفه للاجيال القادمة فهو يعبر عن تاريخ امة ، ويشكل جانبا مهما في البناء الثقافي للشعب وهويته ، كفنون الأدب الشعبي، والموسيقى، والرقص، والغناء، والحكايات والأساطير، والأمثال، والألغاز، والمعتقدات الشعبية، والأثاث والأزياء والصناعات الحرفية والمأكولات .
وتتميز لبنان بتنوع حضاراتها وثقافتها في بلد لها تاريخ طويل وعادات وتقاليد كثيرة ، وبالرغم من تعدد الحضارات التي مرت علي الدولة اللبنانية منها : الفينيقية والمصرية واليونانية والفارسية والرومانية والعربية والصليبية، والعثمانية والفرنسية،إلا ان ظل الشعب اللبناني متمسك بعاداته وتقاليده ولكنه طور من نفسه وثقفته ، لذا يتهمهم البعض بانهم يتصرفون كالاوروبيين .
العادات المتعلقة بالحمل والولادة :
إن لم تحمل المرأة، يقدمون النذور للمزارات الدينية، واما إن حملت في الأشهر الأولى من الحمل وخاصة عندما تشعر المرأة بإضطراب جسماني يعتبر ذلك عندهم (أشهر الوحام) فيحرصون على إشباع رغباتها ومتطلباتها.
وإذا تعسرت الولادة، كانت تلبس المرأة الحامل بعض ثياب زوجها مثل الطربوش أو السترة.
أما السرور والفرح الأكبر عندهم عندما تلد الحامل ذكراً، فيحضرون المغلي ويقدمونه للزوار.
وعند ختان الطفل يحتفل به فيوزعون الحلوى، أما عندما تظهر أسنان الطفل، يوزع الأهل السنينية وهي عبارة عن قمح مسلوق مضاف إليه السكر وماء الزهر واللوز.
عادات نعي الميت :
يقرع جرس الكنيسة ببطء في القرى المسيحية، حيث يسمونها دقة الحزن وفي القرى الإسلامية يتم النعي عن طريق المناداة في الجوامع، تليها تلاوة آيات من القرآن الكريم.
المآتم هو يوم حزن كبير فيه الندب والنوح، والبعض ينظم مسيرات وحمل التابوت وإقامة ذكرى أسبوع عن روح الميت، وكذلك أربعين الميت، والأخذ بالخاطر أي زيارة عائلة المتوفى ومواساتها بالفقيد والترحم عليه .
عادات الضيافة :
اللبنانيون شعب مضياف، وفي ثقافتهم يعتبر شرف عظيم أن تكون ضيفا في منزلهم ،ويتم تقديم الشاي أو القهوة على الفور للضيوف، ومن حسن الخلق أن تقبل مثل هذه العروض ، ولا ترفض ابدا مثل هذه العروض لان رفضها يعتبر إهانة .
• عادات التحية في لبنان :
ابتسامة دافئة ومرحبا يرافقها المصافحة بينما كلمة “مرحبا” هي تحية يمكن أن تعطى للجميع، ويشتهر الشعب اللبناني بالتقدير وإظهار الحب والاحترام فيقومون بمضاعفة التحية ، فمثلا عندما تقول لأي شخص في لبنان مرحبا فيرد عليك مرحبتين .
واما التحية عند الأصدقاء المقربين يعطيون تحية مع ثلاثة قبلات على الخد.
الزي اللبناني التقليدي :
يشتهر نمط ارتداء الملابس على الطريقة الغربية في معظم مدن لبنان، وتكون النساء في المناطق الحضرية على درجة عالية من الوعي، ولا تزال الملابس التقليدية منتشرة أكثر في بعض القرى الريفية، والتي تشمل الفساتين الطويلة الفضفاضة ذات ألوان زاهية مطرزة للنساء، والسراويل والسترات السوداء للرجال، التي تكون ممتلئة وفضفاضة من الخصر إلى الركبة، ثم تصبح ضيقة من الركبة إلى الكاحل، وتكون ستراتهم ذات زخارف متألقة، وألوان زاهية، ومطرزة، ويستمر بعض الرجال الريفيين الكبيرين في السن في ارتداء القبعة القصيرة التقليدية ذات الفرو البني والمخروطي الشكل، ومع ذلك، فقد استخدمها معظم الرجال اللبنانيين المعاصرين في الكوفية، ووشاح الرأس العربي المشترك.
عادات تقديم الهدايا :
في لبنان تقدم الهدايا ليس فقط في اعياد الميلاد والمناسبات الخاصة، وانما يمكن إعطاء الهدايا لشخص شخص عائد من رحلة من الخارج.
و إذا دعيت إلى منزل فى لبنان، فمن المعتاد أن تقوم بتقديم الزهور ، وإذا دعيت لتناول وجبة، يمكنك ان تجلب الحلويات أو المعجنات.
او هدية صغيرة كحلوي للأطفال ،و يمكن إعطاء الهدايا مع اليد اليمنى أو كلتا اليدين ، فمن الأفضل عدم تقديم الهدية مع اليد اليسرى.
عادات الاكل :
تشتهر لبنان باشهي الاطعمة فهي مزيج من فرنسا، وتركيا، و الشرق الأوسط ، ويشمل الطعام الرئيسي في لبنان البقلاوة، وهي أحد أنواع الحلويات، وتشتهر بالمناقيش فهي أحد اهم مكونات وجبة الافطار ، أما بالنسبة لوجبة الغداء فعادة ما يتم تقديم ، المخلل والسلطات ، ومحشي ورق العنب ، والكبة المصنوعة من كرات اللحم عبارة عن البرغل أو الأرز واللحم المفرومة، والكباب، والكفتة، وهي لحم مطحون مع الأعشاب والتوابل .
اما اهم عادات الاكل تجمع أفراد العائلة والقيام بالمناقشات أثناء وجبات الطعام ، فمن غير المعتاد بالنسبة للشخص اللبناني تناول الطعام بمفرده، ويتشابه العشاء مع وجبة الإفطار.
ومن اشهر الاطعمة اللبنانية ايضا : “المجدرة” وهي من الرز والعدس وقد تكون من البرغل والعدس.. و”المخلوطة” من العدس والحمص والبرغل وما شاكل … و “الرشته” فارسية بمعنى الخيط وهي من العجين المفتول والعدس… و”الغمة” وهي طبخ رأس الغنم او من الكراعين (القوائم) والكرش المحشي باللحم والرز…و”الهريسة” وهي طبخ العظام مع اللحم بالقمح المدقوق والمقشور…و”الشوربا” وهي الحساء عند العرب من اللحم والرز سائلة…
و”بابا غنوج ” يعد البابا غنوج بشكل أساسي من الباذنجان ويمزج مع الطحينة والبهارات والمطعمات الأخرى المختلفة ومنها الثوم ، وفي بعض الأحيان يشوى الباذنجان على نار مفتوحة قبل التقشير ، حتى يأخذ طعم مدخن…و” التبولة ” وهي تعد سلطة شعبية تتألف من البقدونس، والبندورة والبرغل، ويضاف إليها زيت الزيتون، والليمون، والملح .
الفنون اللبنانية :
تتنوع الحياة الثقافية في بيروت، فهي توفر خلفية رائعة لمهرجانات الموسيقى السنوية، كمهرجان بعلبك الدولي، كما تنافس الأوبرا الدولية، والباليه، والسيمفونية، والشركات الدرامية من جميع الجنسيات تقريباً لإثراء الثقافة اللبنانية. بدأت الحياة الثقافية في لبنان تظهر تدريجياً، ونشط بعض اللبنانيين في الأوبرا العالمية، وفي شركات المسرح، وفي الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ونشط البعض الآخر في الحصول على جمهور أوسع للموسيقى والمسرح العربي الكلاسيكي، فمثلاً تعتبر فيروز مطربة معروفة، ورمزاً ثقافياً، كما شجعت الصحوة الثقافية على إحياء الفنون الشعبية الوطنية، ولا سيما الأغنية، والدبكة، وهي الرقصة الوطنية، والزجل وهو الشعر الشعبي، وصقل الحرف التقليدية، وكان اللغويون اللبنانيون في القرن التاسع عشر في طليعة الصحوة الأدبية العربية، حيث برز العديد من الكتاب كجبران خليل جبران، وجورج شحادة، وميشال شيحة، وحنان الشيخ، الذين كان لهم جمهور دولي.
الحرف والهوايات اللبنانية :
تشمل الحرف اللبنانية التقليدية صناعة السلال، والسجاد المنسوج، والسيراميك، والحرف الفخاريّة، والنحاسية، والتطريز، والنفخ الزجاجي، والذهب والفضة، كما تشتهر لبنان أيضاً بأجراس الكنيسة المصنوعة بدقة، وغيرها من الحرف والهوايات المشهورة.
عادات وتقاليد الاعراس في لبنان :
– تدبير الزواج:
كانت الأم أو الأخت الكبرى، أو الخالة، أو العمة تقوم بهذه المهمة،عندما يعجب شاب بفتاة، يتم جس نبض الاهل للتأكد من رغبة الفتاة بالشاب. ويرسل اهل العريس احد الاصدقاء لاستكشاف الامر. فإذا لقِي ترحيبا، وقدمت له “النعمانية” يأكلونها معا، فالنعمانية تعني كلمة “نعم”. وإن لم يرق لهم العريس المرشح ، لا يقومون بتقديم النعمانية .
– الخطوبة :
كانت هدايا الخطبة في أكثر الأحيان النّقل والحلوى والملابس والذهب. وفي أثناء الخطبة ترتفع الأصوات مهللة بالزغاريد، وكانت تقام حفلات الرقص والمساجلة بالمعنى والقرادي. وتختلف عادات الخطبة باختلاف المناطق، والطبقات الاجتماعية، والطوائف.
– الفرح :
يمر العرس اللبناني في بعض القرى القديمة على أدق وأصغر التفاصيل المتعلقة بالتراث، بثلاثة أيام احتفالية تبدأ في باحة الضيعة في سهرة يحضرها جميع قاطنيها ويرأسها المختار الذي يرقص معهم الدبكة اللبنانية وهي رقصة فولكلورية شعبية تتألف من عشرة أشخاص على الأقل يشكلون دائرة ويرقصون على أنغام الأغاني اللبنانية القديمة للشحرورة صباح، السيدة فيروز وغيرهم.. وتقدم خلال السهرة أشهى المأكولات والحلويات البيتية التي تبدأ النساء بتحضيرها قبل أسبوع على الأقل كالتبولة والكبة وخبز الصاج وورق العريش والفتوش والمهلبية والمشبك والسحلب…، في اليوم الثاني يجري الاحتفال عائلياً حيث تجتمع عائلتا العروس والعريس في منزل الأخير فيسلّم والد الفتاة ابنته رسمياً لزوجها ويوصّيه عليها، أما الليلة الثالثة هي ليلة العرس الرسمية حيث تخرج الفتاة من منزلها برفقة عريسها فيرمي المحتفلون حبوب الأرز عليهم لما يشكّله من رمز للخصوبة والرخاء والسعادة، وقد تطوّر هذا التقليد وأصبحوا يرشّون الأزهار والورود على العروسين، مع الأرز، رمزاً للتجدّد فيقفان في باحة الضيعة ليدوسا على أقدام الحاضرين من العازبين، تعبيراً عن أنّ العزوبية أصبحت فعلاً ماضياً بالنسبة إلى العروسين، ويتمّ إطلاق حمامتين في الهواء كنوع من التفاؤل ويتجول العروسين على حصان أبيض في أحياء الضيعة حيث تستقبلهم النساء بالزغاريد اللبنانية الشهيرة والتي تقول: “أووهاويا صحن تينأووها ومجلل باياسمين أووها وعروستنا صغيرة وما طبقت العشرين ويها ياعرق الماسا ويها ومشكول بالراس أويها.. وعروستنا حلوة أويها وصلّو على النبي يا ناس” .
وبعد انتهاء حفل الزفاف تحمل العروس قطعة من العجين وتلصقها على باب منزلها الجديد، تعبيرا عن أنها ستكون ربة منزل جيدة وستلتصق ببيت زوجها تماماً كما لصقت العجينة على باب دارهما. ويقوم العريس بحملها عند دخولهما إلى منزلهما خوفاً من أن تتعثّر في خلال دخولها، الأمر الذي يجلب سوء الحظ لهما. في اليوم التالي للعرس، تزور والدة العروس بيت العروسين حاملة معها الكنافة اللبنانية ووجبة غذاء معدّة باللحم الغنم والدجاج لاعتقادها أن ابنتها بحاجة للغذاء وخاصة في هذه المرحلة.