كتبت : كرستين عوض
الجيش هو رمز الوطن وسياجه، ويلعب الجيش دور هام ورئيسي في حفظ الأمن الداخلي للدولة. والمحافظة على الحدود البرية والمياه الإقليمية والمجال الجوي للدولة.إضافة إلى حماية الدولة وتحصينها من الإعتداءات الخارجية، كما يتدخل الجيش أحيانا في حالة فشل أجهزة الأمن المدنية في السيطرة على الأوضاع الأمنية بداخل الدولة ، كما يتدخل الجيش أيضاً في حالة وقوع كوارث طبيعية.
• تاريخ تأسيس الجيش اللبناني :
يتألف الجيش النظامي اللبناني من ثلاث فروع رئيسية وهم “القوات البرية، والقوات الجوية، والقوات البحرية” وتعمل الدولة بكافة مؤسساتها على النهوض بالجيش وتزويده بأحدث وأهم المعدات والأسلحة النظامية كما يتم إرسال بعض الضباط اللبنانين إلى عدد من الدول الأوروبية لتلقي التدريبات اللازمة بما يساعد في تأهيل وتجهيز الجيش .
يرجع تشكيل نواة الجيش اللبناني في القرن السابع عشر الميلادي (1516-1840) تحت قيادة الأمير فخر الدين الثاني المعني ،وبلغ عدد جنود الجيش أنذاك 5000 جندي وحقق الجيش أنتصار كبير في أولي معاركة مع المعسكر العثماني في 31 اكتوبر 1922،وقد خضع الجيش اللبناني منذ عام 1916 حتي عام 1944 إلى سيطرة الحكومة الفرنسية حتي تم الإستقلال وتجمع الجيش اللبناني تحت لواء وقيادة واحدة.
وفي عام 1926تم إنشاء أول فوج قناصة لبناني من القوات الخاصة في الشرق ، وهو يعتبر النواة الاولى لتشكيل الجيش اللبناني ، وفي 1 أغسطس 1945، وضع الجيش اللبناني تحت السلطة الكاملة للحكومة الوطنية اللبنانية، ويتم الاحتفال بهذا اليوم سنويا باعتباره عيد الجيش اللبناني.
• المعارك التي خاضها الجيش اللبناني :
خاض الجيش اللبناني الكثير من المعارك ، وقدم تضحيات كبيرة على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهها وأبرزها النقص في العتاد والأسلحة المتطورة. ولكن على الرغم من كل ذلك، إستطاع جنود المؤسسة العسكرية وببسالة، تحقيق الانتصارات وحماية السلم الأهلي وإحتضان كل الشعب اللبناني.
وسنقدم لكم أبرز المعارك والأحداث الهامة التي مرت على الجيش اللبناني عبر التاريخ:
– حرب فلسطين( 1948) :
شارك الجيش اللبناني في حرب فلسطين 1948 حيث قامت الحكومة اللبنانية بإرسال مجموعة من العتاد والإسلحة وبعض فرق وضباط الجيش لمساندة فلسطين في الحرب ضد الإحتلال الإسرائيلي. . وأظهر العسكريون اللبنانيون شجاعة فائقة في القتال على الرغم من عدم التكافؤ في موازين القوى. وقد استشهد آمر الوحدة اللبنانية المهاجمة النقيب محمد زغيب إلى جانب 8 عسكريين خلال هذه المعارك .
– الحرب الاهلية اللبنانية(1975 – 1990) :
حجم التضحيات التي قدمها ضباط وجنود الجيش اللبناني في الحرب الأهلية اللبنانية ،حيث دفع الكثير من الجنود أرواحهم نتيجة للأنقسامات والنزاعات التي شهدتها لبنان أثناء الحرب والتي طالت بالأخص الوحدات والمعسكرات التابعة للجيش
وأسفرت هذه الحرب عن مقتل ما يقدر بـ 120 ألف شخص. وفي عام 2012كان ما يقرب من 000 76 شخص لا يزالون مشردين داخل لبنان. كان هناك أيضا نزوح لما يقرب من مليون شخص من لبنان نتيجة للحرب.
وفي اغسطس 1989تم الاتفاق بين اطراف الصراع واصاغوا “وثيقة الوفاق الوطني “التي وضعت حداً للأحداث الداخلية، وأعادت للجيش دوره المنشود في إرساء عهد جديد من الأمن والاستقرار، الأمر الذي مكن المقاومة الوطنية من تصعيد كفاحها ضدّ العدو الإسرائيلي وصولاً إلى التحرير.
إثر توقيع اتفاق الطائف في 30 سبتمبر 1989، بدأت عملية توحيد المؤسسة العسكرية وبنائها، انطلاقاً من ركائز أساسية ثلاث وهي:
إرساء الثوابت الوطنية والعقيدة العسكرية المستمدّة خطوطها العريضة من وثيقة الوفاق الوطني.
اعتماد النهج المؤسساتي في العمل.
توفير الطاقات البشرية والوسائل المادية للتمكن من تنفيذ المهمات المطلوبة.
– حرب إسرائيل على لبنان( 2006):
قدم الجيش اللبناني العديد من الإغاثات والمساعدات إلى الشعب اللبناني وقام برفع الإنقاض أثر العدوان الإسرائيلي على لبنان في 2006 كما حاول الجيش التصدي بكافة الأسلحة إلى القصف الإسرائيلي الذي طال أماكن ومؤسسات هامة بالدولة ودفع الكثير من الجنود أرواحهم ثمناً لذلك العدوان.
– معركة مخيم نهر البارد( 2007) :
أدي تعرض الجيش اللبناني في عام 2007 للهجوم من قبل ارهابيو” فتح الاسلام ” في مخيم نهر البارد إحدي المخيمات الفلسطينية في لبنان ،إلى مقتل ما يقرب من 171 شهيداً ومئات الجرحى في هذه المعركة القاسية ،إلا أن الجيش نجح في التصدي وأحكم سيطرته على الوضع خلال فترة قصيرة. حيث قامت وحداته بردة فعل سريعة، تمكنت خلالها من استرجاع مراكزها والقضاء على الإرهابيين.
– احداث طرابلس اكتوبر ( 2014) :
بتاريخ 24اكتوبر2014، وعلى أثر توقيف أحد العناصر الإرهابية في منطقة الضنية، عمد عدد من المسلحين المناصرين له، إلى الاعتداء على مراكز وعناصر الجيش، ما تسبب باستشهاد عدد من العسكريين بينهم ضابطان. على أثر ذلك، قام الجيش بعملية عسكرية واسعة لحسم الوضع على الأرض وإنهاء ظاهرة المسلحين في بعض مناطق مدينة طرابلس وعكار، انتهت بطرد المسلحين وقتل وأسر عدد كبير منهم، فيما سقط للجيش 11 شهيداً بينهم 3 ضباط. تميزت هذه المعركة بالسرعة والحرفية العالية اللتين تجلتا في إنهاء الوضع الشاذ (خلال 24 ساعة)، وإعادة فرض سلطة الدولة على جميع مناطق الاشتباكات.
– عملية فجر الجرود (2017 ) :
بتاريخ 19 اغسطس 2017 أعلن قائد الجيش العماد جوزاف عون بدء تنفيذ عملية “فجر الجرود” ضد تنظيم داعش الإرهابي في جرود رأس بعلبك والقاع، وفي التاريخ نفسه زار فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غرفة عمليات قيادة الجيش حيث استقبله قائد الجيش بحضور رئيس الأركان اللواء حاتم ملاك وعدد من كبار ضباط القيادة. وقد استمرّت العملية حتى تاريخ 27 اغسطس 2017، واستخدمت فيها مختلف أسلحة الجيش الرشاشة والصاروخية والمدفعية الثقيلة والطائرات، وأسفرت عن انتصار حاسم على الإرهابيين وتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من الوجود الإرهابي.
• دور المرأة في الجيش اللبناني :
اصبحت المرأة اللبنانية تنافس الرجل في مجالات عدة، حتى وصلت في سبعينيات القرن الماضي إلى خوض غمار القوى المسلحة اللبنانية. فبدأت التجربة مع المديرية العامة للأمن العام الذي كان أول جهاز أمني يقدم للمرأة وظائف عديدة ضمن صفوفه. ثم لحقت به مؤسسة الجيش، ومن بعدها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. وقد اقتصرت هذه الوظائف على الميادين الطبية والإدارية، فلم تشارك “الجندية” اللبنانية بأي عمل قتالي حتى الآن.
وانخرطت المرأة اللبنانية في صفوف الجيش اللبناني عندما سنحت لها الفرصة أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حين شهدت البلاد آنذاك أشرس المعارك التي كلفت الجيش دفع ضريبة دماء جديدة، دفعته إلى البحث عن سبل لملء الفراغ الحاصل في وحداته، ترافق ذلك مع مطالبة المرأة اللبنانية بحقها في القتال في صفوف الجيش فقط دون سواه.
صدر القرار الوزاري الرقم 376 تاريخ 8سبتمبر1989 الذي تضمن أحكاما تطبيقية تتعلق بتطويع اللبنانيات وخدمتهن في الجيش، تماشيا مع حقوق المرأة في المساواة، كما قانون الدفاع الذي يعطي الحقَ في التطوع للبنانيين كافةً. ثم أُتبع القرار بمذكّرة خدمة صادرة عن قيادة الجيش حددت فيه طريقة تطويع اللبنانيات .
وكان عام 1992، قد شهد افتتاح دورة للضباط الاختصاصيين (ذكور وإناث) في الكلية الحربية حالياً، التحقت بها 32 متطوعة من حملة الإجازات في اختصاصات طب الأسنان وإدارة الأعمال.
وفي عام 2017، انخرطت 2500 امرأة في المؤسسة العسكرية، تخرجت منهن 1640 في الشهرين الماضيين بما شكل أكبر دورة نسائية في تاريخ الجيش، علما بأن انخراط المرأة اللبنانية في صفوف المؤسسة بدأ في أواخر ثمانينات القرن الماضي، في ظل الحرب التي دفعت القيادة إلى البحث عن سبل لملء الفراغ الحاصل في الوحدات.
وتشير المصادر إلى وجود 3000 عنصر نسائي حاليا في الجيش موزعات على الوحدات كافة أي الإدارات والحرس الجمهوري وأفواج الحدود ووحدات دعم القتال والوحدات المساندة والطبابة، كما أن هناك 4 نساء في فوج المغاوير، لافتة إلى أنه تمت ترقية 3 نساء مؤخرا لرتبة عميد و17 لرتبة عقيد.
• الرتب العسكرية في الجيش اللبناني :
تحدد الألقاب التنظيمية في الجيش صلاحيات العسكريين ومسؤولياتهم, وبالتالي التراتبية التي تحكم أفراد الجيش وعناصره والتي بموجبها يتم تحركه ويتحدد دوره ،وسنعرض في ما يلي معاني رتب العسكريين ابتداءً من رتبة جندي وانتهاء برتبة عماد، أعلى رتبة في سلم رتب الضباط في الجيش اللبناني:
• الجندي:
يقال جند الجنود أي جمعها، وتجند أي صار جنديا، كما يقال أيضا اتخذ جندا للأمر أي تفرغ له. وكلمة الجند تجمع على أجناد وجنود كما أن ثمة استعمالاً لكلمة تجنيد والتي تأتي بمعنى جمع الجنود، ومنها ابتكرت وسيلة لجمع الجنود تلجأ إليها الدول في أيام الحروب، وعرفت باسم التجنيد الإجباري.
إشارة الى أن الشارة المرفقة هي شارة جندي أول.
• العريف:
تجمع على عرفاء أي العالم بالشيء ومن يعرف أصحابه، والقيم بأمر القوم، كما يقال أمر عريف أي معروف.
• الرقيب:
تجمع على رقباء، الرقيب هو الحارس، فيقال هو رقيب نفسه أي أنه ينتقد أعماله فلا يدع سبيلا للناس إلى لومه، وهو برأي البعض الحافظ والمنتظر.
ورقيب الجيش أخيرا طليعته.
• المعاون:
إنه المساعد الأبرز والمعين لمختلف الفئات ويكون مسؤولا عن ثلاث حظائر تضم كل واحدة منها أحد عشر عسكريا يوضعون بإمرته، ويكونون على جهوزية تامة ودائمة لتنفيذ الأوامر والقيام بالمهمات الموكلة إليهم.
• المؤهل:
هو القادر المقتدر وصاحب المؤهلات التي تعتبر من الاستعدادات الطبيعية التي تجعل الرجل مؤهلاً لأمر ما، وإليه عادة توكل المهمات الصعبة التي تحتاج خصوصًا إلى عامل الخبرة.
• الملازم:
إنه الشخص الذي يلزم الشيء ولا يفارقه. أما سبب التسمية فيعود إلى أنه يلازم فصيله ولا يفارقه، وهو اليوم يشغل منصب آمر الفصيلة أو الرعيل. وفي المصطلح اللغوي للكلمة لزم الشيء، أي ثبت عليه، وفي اصطلاح العلماء ما يمنع انفكاكه عن الشيء. أما الملازم عند أهل البيان فما يستلزم شيئًا آخر والملازم عند أرباب السياسة فوق النفر.
• النقيب:
هو شاهد القوم وضمينهم وعريفهم أي كفيلهم ورأسهم، لأنه ينقّب أحوالهم ويعرفها، وهو الذي يتقصّى أحوال قومه، وهو الرئيس الأكبر. وقيل له نقيبًا لأنه يعرف دخيلة أمر القوم ويعلم مناقبهم وهو الطريق إلى معرفة أمورهم. والنقباء هم الذين أشرفوا على بواطن الناس فاستخرجوا خفايا الضمائر.
• الرائد:
هو الذي يرتاد المواقع والمواضع الملائمة لنزول العسكر ويضطلع عادة بمهمة التعرف على منطقة إقامتهم وإعداد هذه المنطقة لنزول القوات بها واقامتهم فيها، مع تنظيم إجراءات الحيطة والأمن الاحترازية لحماية القوات. ويقال راد الأرض أي تفقّد ما فيها من المراعي والمياه ليرى ما إذا كان صالحًا النزول فيها . والرائد هو الرسول الذي يرسله القوم لينظر لهم مكانًا ينزلون فيه ومنه قولهم: الرائد لا يكذب أهله أي لا يكذب عليهم في صفة المكان الذي يصفه لهم لأن المصلحة مشتركة بينه وبينهم.
• المقدم:
هو الآمر الذي يتقدم الطليعة من الجيش وقد أطلق العرب على المقدم تسمية «آمر الكردوس» الذي يقود ألف مقاتل، وقد عرف قديمًا باسم «مقدم العسكر».
• العقيد:
عقيد القوم زعيمهم الذي يمسك بخيط العقد وهو لقب أطلق على الضابط الذي كان يتولى عدة سرايا مؤطرة في تشكيل كان يعرف باسم «الرتل»، أي الطابور. أما سلطته فقد وضعت على فوجه باسم «السلطة الفوجية».
• العميد:
إنه لغةً السيد المعتمد عليه في الأمور أو المعمود إليه، وعميد القوم سيدهم وسندهم الذي يعمدون إليه في الحوائج. ويقال: إستقام القوم على عمود رأيهم أي على الوجه الذي يعتمدون عليه. ويقال العمود والعمدة، وقد وردت لفظة العمدة كرئيس للبلدية، مثلًا «عمدة باريس».
• اللواء:
هو كبير القادة الذي توكل إليه مهمة تسيير الجيش وإدارته في السلم والحرب، وأصله «مير لواء» أي أمير الجيش، وقد استعملت لفظة الأمير في معنى من يتولى إمارة الجيش وهو الذي يقود عشرة آلاف مقاتل.
• العماد:
عماد الجيش أي القائد العام للجيش أوكلت إليه مهمة قيادته. وهذه الرتبة تعطى في لبنان لقائد الجيش فقط. ولفظة عماد من عمد أي عمد إليه أو أوكل إليه، والعماد هو الركن الأساسي المعتمد لكل أمر.