إسماعيل حسنى
قد يؤدي قرار القضاء الأردني بحل جماعة الإخوان والمتزامن مع إعتبارها جماعة إرهابية ومطاردة أعضائها في مصر والسعودية والإمارات وغيرها إلى انكماش وإضعاف وكمون الجماعة لبعض الوقت ، ولكن هذه الإجراءات كلها لن تقضي على جماعة الإخوان نهائيا.
فالإخوان فكرة ، والأفكار لا تموت بالأحكام القضائية والمطاردات الأمنية.
إن فكرة الإخوان باختصار هي رفع يد البشر عن إدارة شئون الأرض وإسناد هذه المهمة إلى السماء.
وهي فكرة تجتذب البسطاء في البلاد التي تحكمها أنظمة سياسية مستبدة فاسدة ، تحتكر السلطة ، وتُقصي الناس عن المشاركة السياسية ، وتعجز عن تحقيق العدالة والمساواة في إدارة وتوزيع ثروات البلاد ، مع نظم تعليم ومناهج دراسية متخلفة تزرع الرجعية والإنغلاق والجمود في عقول الناس.
سوف تبقى فكرة الإخوان تداعب خيال اليائسين ما بقيت الأنظمة السياسية الفاسدة ، ولن يتم القضاء عليها إلا بحياة سياسية ديموقراطية سليمة ، يتداول فيها الناس السلطة ، ويشتركون جميعا في اتخاذ القرارات السياسية ، في ظل دولة قانون تسودها النزاهة والشفافية وتكتسب ثقة الناس في قدرتها على إدارة وتحسين ظروف حياتهم.
لا تنسونا من صالح الدعاء.