الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
المتنيح القمص مرقس عزيز

محفوظ ناثان يكتب: “في ذكرى الأربعين لكاهن عظيم”

في ذكرى الأربعين للمتنيح القمص مرقس عزيز الذي انتقل إلى فردوس النعيم في السابع من مايو الماضي بالولايات المتحدة الأمريكية عن عمر يناهز 74 عاما، يطيب لنا أن نسلط الضوء على حياته الحافلة بالإنجازات والمليئة بالأحداث.

وُلِد القمص مرقس عزيز في القاهرة عام 1945 باسم وهيب عزيز، وتخرج في كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1966.

سيم كاهنا عام 1980 بيد المتنيح البابا شنودة الثالث باسم القس مرقس عزيز على كنيسة العذراء والقديسة دميانا بمصر القديمة المعروفة بالكنيسة المعلقة، وترفع إلى درجة القمصية عام 1994.

كرس حياته للدفاع عن الأقباط وتسبب ذلك له في الكثير من المتاعب، كما تعرض لمحاولات اغتيال عدة فتارة بإطلاق الرصاص وتارة أخرى بمحاولات التصادم بالسيارة.

تعرض لضغوط كبيرة أثناء حكم السادات ومبارك، فقد أُعتقِل بسبب مقالاته ودفاعه عن البابا شنودة أثناء التحفظ عليه بدير الأنبا بيشوي عام 1981.

رفع قضية على رئيس الجمهورية الأسبق المخلوع حسني مبارك وبعض الوزراء ومحافظ القاهرة لوقف الكوبري الذي كانت الدولة بصدد إنشائه في منطقة كنائس مصر القديمة، وسبب رفضه للقضية أن المنطقة كانت أرض رخوة وعائمة على المياه الجوفية.

حكمت المحكمة لصالحه وتم إيقاف بناء الكوبري. انتدبه المتنيح البابا شنودة للخدمة في كندا والولايات المتحدة. في عهد المخلوع محمد مرسي تم الزج باسمه في قضية الفيلم المسيء للرسول رغم نفيه القاطع بأي علاقة بذلك الفيلم، وحُكِم عليه في عهد الإخوان بالإعدام وكانت تلك المرة الأولى في تاريخ مصر أن يُحكَم على كاهن بالإعدام.

كان يقدم برنامج أقباط في حب مصر الذي كان يذاع يومي الأحد والإثنين من كل أسبوع، فقد كان يدافع فيه عن الأقباط وما يحدث لهم من اضطهاد. كان يتميز بعلم غزير وثقافة واسعة وله العديد من المؤلفات التي تجاوزت 600 كتاب أشهرها موسوعة “استحالة تحريف الكتاب المقدس”، “كيف أشهد للمسيح؟”، “هذا هو الحق” وغيرها.

صرح أكثر من مرة أنه يجب أن تُعطى الكنيسة فرصة كافية للتغيير، وكان ينادي بأن ترفع يدها عن العمل السياسي وتشجيع الشباب القبطي في الانخراط في العمل السياسي دون وصاية عليهم، كما أشاد بمجهودات البابا تواضروس الثاني الحثيثة بترتيب الكنيسة من الداخل وانفتاحه على الكثير من القضايا.

كان يتمنى أن يعود إلى مصر، فقد صرح في أحد المرات: “أحلم باليوم الذي أعود فيه إلى بلادي التي أعشقها، وإلى الكنيسة المعلقة التي تسري في دمي”.

راحة ونياحة لنفسه الطاهرة مع الأبرار والقدسين وعزاء لأبنائه ومحبيه.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.