الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الكنيسة القبطية
المتنيح القمص مرقس عزيز

رامي كامل يكتب : عشت فى زمن مرقس عزيز

فى ازمنة الضعف نتذكر القوة و فى ازمنة الانهيار نتذكر ايام المجد وفى ازمنة التراجع نتذكر ايام الصمود هكذا نحن و هكذا ذكرتنا تستدعى ما يلطف الصدمات و يعزى فى الاحزان .


دوما ما نتذكر الراحلون كابطال ولا نتذكر ان نحتفى بابطال يعيشوا بيننا تارة خوف من ادعاء مصلحة و تارة تحت ضعف الطبيعة البشرية.


لكن سنتوقف طويلا لنحكى للاجيال القادمة بكل فخر أننا عشنا فى زمن رجل بسيط فى حياته عنيف فى حبه قوى فى إيمانه صامد ضد الظروف التى هجمت عليه كموج النهر ثم كموج البحر ثم كامواج المحيطات فجعله الله مدينة حصينة وسط الامواج الهائجة ضده .


عندما اتذكر القمص مرقس عزيز فانا لا اتذكر لقاء خاص بيننا فلم احظى يوما بلقاء الرجل لكنى اتذكر مكالمتين احدهم كانت بسبب فض الاعتصام القبطى الاول امام مبنى ماسبيرو وكان عاتب جدا على قرار الفض ولما وضحت له اسباب الفض وان الامر استحال معه الاستمرار تفهم بابوية كاملة و قال بالحرف ان كل من نزل الى ماسبيرو ولو ساعة فهو بطل حقيقى رافض للظلم.


هذا العجوز الذى لم يهدأ يوم ولم يهادن و لم يحيد عن مساره تربينا على مقالاته القاطعة اليقين فى زمن كان الجميع يلهث وراء مصالحه .


ان تعيش فى زمن مرقس عزيز يعنى لك الكثير مثل ان تستيقظ صباحا على خبر ان القمص مرقس عزيز اوقف ندوة فى احد هيئات حقوق الانسان و طلب من صحفى قبطى ان ينصرف و هدد بأن هذا الشخص أن لم ينصرف سوف ينصرف هو لأنه كان صحفى افاق يكتب فى مواقع الاخوان حينها.


لم يكن يبالى ابدا الا بالحق و أوضاع ابنائه و أهله الأقباط و أسس و دعم قنوات تليفزيونية قبطية عديدة ورغم كل طعنات الخيانة التى تلقاها و اتذكر منها ان احد الخدام فى قناة ما سرق الكاميرات و ادعى انها باقى حسابه فما كان من الرجل الا أن ابتلع الطعنة بهدوء و عمل على اعادة بناء هذا الكيان الاعلامى من جديد محافظا على وجود منبر للأقباط فى الاعلام.


كانت القضية القبطية عنده تتقدم على كل شئ فما يحدث للاقباط هو معياره الوحيد فالرجل الذى عاش مراحل السادات و مبارك و المجلس العسكرى و مرسى و السيسى لم يتوانى يوم عن مهاجمة اى نظام علانية بسبب ما يحدث لاهله .


ان تذكرت و كتبت مواقف عشتها و اعرف ابعادها عن القمص مرقس عزيز فانا احتاج لكتب عن نضال الرجل و ابوته و محبته و لم يسعنى ان اكتب عن الرجل فى فترة تغيبى عن الكتابة لكن يعلم الله مدى الحزن الذى اصابنى عندما وصلنى خبر الرحيل و حدثت نفسى اننى ساكون فخورا انى “عشت فى زمن مرقس عزيز” فمن لم تصادقه او تصاحبه نضاله يكفيك ان تعيش فى زمن شهادته للحق و تتذكر زمن القوة فى زمن الضعف و الهوان و التفريط
.
فى ذكرى الاربعين لرجل مقاتل قل ان يجود الزمن بمثله اعزى اسرته بالجسد و اسرته بالبنوة وكل محبيه .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.