الجمعة , نوفمبر 22 2024

ماجد سوس يكتب : للدين رجاله وللدنيا رجالها

تساؤلات كثيرة طفت على سطح المجتمع في الآونة الأخيرة حول هيمنة بعض رجال الدين المسيحي والإسلامي على حياة الناس ولا سيما فيما يخص الأحوال غير الدينية والروحية الخاصة بهم وهل تلك الظاهرة قد أصبحت متفشية بين المصريين إيّما وجدوا سواء داخل مصر أم خارجها.

الأمر الذي يتطلب معه دراسة هذه الظاهرة وأسبابها والنتائج المترتبة عليها وكيفية مواجهتها في ضوء البنوة الروحية وبتجرد دون المساس بكرامة رجل الدين أو هيبته اللائقة في حدود اختصاصه ودوره في المجتمع كخادم أمين لدينه وفي حدود علمه ودراسته وأبحاثه، إن وجدت، خاصة أن كلنا يعلم دور رجل الدين وتأثيره القوي في كل مجالات الحياة بل حتى على الحاكم والمحكوم .

أصبح المصري يستشير رجل الدين في كل تفاصيل أموره الحياتية حتى تلك التي تخرج، كما أسلفنا، عن المجال الروحي أو الشرعي متصورا أن رجل الدين يعرف في كل شئون الدنيا والدين حتى ولو دون علم أو تخصص أو دراسة فصاروا يسألون رجل الدين في الاقتصاد والسياسة والطب والهندسة والقانون وعلم النفس وخلافه.

أصبح تأثير رجال الدين على المجتمع يأتي قبل تأثير العلماء المتخصصون وقبل الإعلام والصحافة بل وأحياناً قبل الآباء والأمهات وقد قال لي صديقاً ،صار كاهناً شهيراً ،ضاحكاً: ” أن كل ما كنت أتكلم به وسط الناس وما كنت أنصح به الشباب لعدة سنوات دون أن يلتفت أحد لآرائي أنجزته في أقل من سنة واحدة بعد أن أصبحت كاهنا” فسألته ما تفسيرك لهذا طالما أنت أنت لم تتغير فقال لي أنه الجلباب الأسود يا عزيزي الذي له تأثير قوي على الناس فقلت له هذا جيد ولكن ماذا لو لأنك لست بخبير في مجال ما وسئلت عن امر خاصاً فهل ستجيب هنا سنقف أمام مشكلتين الأولى تأتي من جانب السائل الذي يتوقع أن يجاوبه رجل الدين عن أي شيء بل البعض يأخذ رأيه أنه صوت الله حتى والمشكلة الأخرى من الجانب الآخر وهو رجل الدين والذي الدفة بيده فله أن يوجه السائل نحو الطريق الصحيح الذي يقوده إلى الإجابة الصادقة وعليه أن يطلب منه الذهاب لمتخصص يقوم بدراسة الأمر جيدا وكل هذا لا يمنع أن يركز رجل الدين في الجانب الروحي وأهمية الصلاة والطلبة وطلب مشورة الله.

والأمثلة كثيرة جدا فتجد هناك من يأخذ رأي رجل الدين في الهجرة خارج البلاد من عدمه رغم أن رجل الدين هذا قد يكون لم يتغرب من قبل أو يعلم أي شيء عن حياة المهاجر أو الدولة التي سيذهب إليها فتجده إما أن يغلق باباً قد فتح أمام السائل أو يغلقه.
وهناك من يسأل رجل الدين ليختار له الوظيفة أو العمل وقد قابلت رجلا يحمّل رجل دين مسئولية فشله في أحدى الوظائف حين قال له لا تأخذ هذه الوظيفة واقبل الأخرى وحين فشل في الأخرى ألقى بمسئولية فشله على رجل الدين.

صدقوني حتى في أمر الزواج عليك أن تطلب من رجل الدين أن يصلي فقط من أجلك ولكن لا تطلب منه أن يختار لك فهو لا يرى الأشخاص إلا من الخارج في ظواهرهم وهو أمين على اعترافات الناس فلا يجوز له أن يكشف لك عن أسرارهم ففي الزواج عليك مع الصلاة أن تدقق في إختيارك وتأخذ فترة كافية في الخطوبة وأن تتحمل أنت مسئولية اختيارك في النهاية وحين تقع في مشاكل زوجية إن رغبت في التصالح أو رأب تصدع الأسرة اذهب لرجل الدين عله يصلح بينكما ويصلي من أجلكما لكن هذا لا يمنع أن كل ما هو طبي اذهب به للطبيب وما هو حسابي اذهب به للمحاسب وما هو قانوني اذهب به للقانونيين وكل هذا لا يمنع من اللجوء للتصالح في مجال الأحوال الشخصية على ان عليك ألا تحمل رجل الدين أخطاءك حين طلبت منه أن يتدخل في أمر في غير تخصصه.

حاول اليهود من قبل أن يدخلوا المسيح له المجد في أمور سياسية ومالية فسألوه : هل ندفع الجزية لقيصر أم لا فأجاب أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله. فلسان حال السيد الرب أن هذا ليس من شأن الخادم أو رجل الدين أن يُفتي فيه بل عليكم أن تتبعوا قوانينكم المدنية والمالية.

حتى الرجل الذي طلب منه أن يقول لأخيه أن يقاسمه الميراث قال له من أقامني قاضياً عليكما وكم من شخص أدخل رجال الدين في مشاكل وخلافات مادية وكانت النتائج وخيمة وحين ثارت المشاكل مرة أخرى أرجعوها لرجل الدين.

والأمر الذي دفعني للكتابة عن هذا الأمر هو الحادث البشع الذي حدث في أستراليا منذ أيام حينما قتل زوج قبطي زوجته بطريقة بشعة بعد أن استحالة العشرة بينهما على أنه قيل أن أحد الآباء الكهنة قال لها لا تتركيه فهو صليبك وآخر قال لها أبقي معه لأن هذا هو تعاليم الكنيسة ولكنهما تناسوا ما قاله بولس لأهل رومية أنه إن كان ممكن فبقدر طاقتكم سالموا جميع الناس فهو يعلم أن للإنسان طاقة لا يمكن أن نضغط عليه فيها.

الأمر الآخر و سأفرد له مجال ومقام آخر هو الحديث عن الطلاق والتطليق في الكنيسة الأمر الذي بات من الأهمية القصوى خروج قانون الأحوال الشخصية للنور وتدريب رجال الدين على التعامل في تلك الأمور .
أضع الكنيسة في يد الرب يسوع مصليا أن يحميها ويحمي عائلاتها وشعبها وقادتها ويعطي عزاءا لأسرة الزوجة الضحية.

أحبائي أرجو ألا يُفهم من كلامي أنها دعوة لعدم اللجوء لله في كافة أمور الحياة وفي كل مشاكلنا حاشا فالله هو ملجأنا وهو ضابط الكل وفي يديه حياتنا بالكامل . سأوضح لك الأمر بمثال من الكتاب ففي أخبار الأيام الثاني 12:16 “وَمَرِضَ آسَا فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ مِنْ مُلْكِهِ فِي رِجْلَيْهِ حَتَّى اشْتَدَّ مَرَضُهُ وَفِي مَرَضِهِ أَيْضاً لَمْ يَطْلُبِ الرَّبَّ بَلِ الأَطِبَّاءَ”. لم تكن المشكلة أن آسا طلب الأطباء، بل أنه “لم يطلب الرب”. اللجوء إلى الطب والأطباء أمر هام وضروري وقد قال الرب يسوع لا يحتاج الأصحاء للطبيب بل المرضى، على أن الكتاب هنا أراد أن يطلب منا أنه حتى عند اللجوء إلى الأطباء يجب أن تكون ثقتنا في الله وليس في الطبيب في نهاية الأمر.

لذا اجلس مع الله ومع أبيك الروحي أطلب المشورة الروحية من الكنيسة ولكن اِذهب لتأخذ المشورة اللازمة من المتخصصين كل هذا مع صلاتك واتصالك الدائم بالله ليختار لك في النهاية ما هو الصالح.

شاهد أيضاً

سوهاج

خالد المزلقاني يكتب : أوكرانيا وضرب العمق الروسي ..!

مبدئيا أوكرانيا لا يمكنها ضرب العمق الروسي بدون مشاركة أوروبية من حلف الناتو وإذا استمر …

تعليق واحد

  1. اشكرك علي اتاحة الفرصة لنا لفهم بعض الحقائق ومناقشتها ومنها موضوع ( هذا صليبك ) هل كتب علي الشعب فقط أن يحمل صلبان وأما كل من لة بالكهنوت غفرت لهم صلبانهم ألسنا جميعاً بغض النظر عن انسابنا الدنيوية فنحن أبناء وبنات المسيح ولدنا من نفس الجرن جرن المعمودية وإن كنّا جميعاً هكذا لماذا لا نعامل معاملة واحدة لماذا
    تغفر وتحل خطايا أقارب ومعارف وشلل وأبناء أهل الكهنوت ونصلب نحن شعب المسيح
    لماذا نري أطفال يربون أطفال أيتام وبنات في ملاجئ تحلم باليوم الذي تخرج فية الي بيت وشباب وبنات يقضون أكثر من نصف أعمارهم بديلة خطوبة وشيوخ وسيدات يلبسون المسوح ونحن كا كنيسة نبني ونصرف علي أصنام الملاييين من الدولارات والجنية الاسترليني واليرو والين لماذا ؟ لماذا لا يتوقف سيل الأساقفة والمطارنة عن بناء الاستراحات الفارهة بالرخام والتكيف المركزي فقط لاستقبال الوفود الغير مسيحية ؟ لماذا لا يوجد رقابة علانية علي كل ذلك ونحن نعلم علم الشمس في كبد السماء مدخول أي دير من انتاجة ؟ لماذا لا تتوقف الرحلات المكوكية لبعض المشاهير وذوات الصيت من القمامصة اذا كانت لخدمة مشاريعهم فقط ؟ ولخدمة حبايبهم ؟ الي متي سنظل تحت رحمة المحسوبية و أصلة حبيب سيدنا وكان أبن المرحوم … لنسمع عن أن طبيب يتخلي عن الطب ليصبح قس فا مستقبل أولاد القس ودخلة مضمون أكثر ومستوي أجتماعي عالي ؟؟ هل من مجيب علي الشلل في الكنائس وخراب البيوت بعلم ومرئي من الكهنة
    هل من مجيب عن بناتنا وشبابنا اللي بيروحوا مننا بعلم ومرئي من الكهنة لانهم مش فاضين غير لاجتماع ابونا اللي بيلموا منة فلوس وللعزومات علي موائد مشبوهة بس لانهم واكلين كويس فا مغمضين عن الخطيئة هل من مجيب عن خراف ضالة بتصرخ
    وباتترجي وبتقول انا جيت ويسوع قبلني بس عايزة حد اَي حد يحافظ عليا ؟ بيكون
    جواب الكهنة إنكم مش القطيع ولو عتبتم باب الكنيسة هانصرخ ونقول ضالة ….
    والسبب خوف الكهنة اللي حاملين جسد الرَّب ودمة علي أولادهم بالجسد الفاني ؟
    الكهنة اللي لبسوا اسود علشان مجد اولادهم وقصور ولادهم وقصورهم وليس الكهنوت… زيهم زي الأساقفة والمطارنة … بيضربوا في بعض علي جثة شعبك يايسوع ابراشية دي تبقي أكبر وأفخم وفيها مشاريع اعظم ؟ الابراشية بتخدم مين اهلة وناسك وحبايبة …. والشعب المحتاج بياخذ الساقط من مائدة الأرباب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.