بلا شك فإن التعليم هو أولي خطوات النجاح و أهمها علي الإطلاق فلا تقدم بلا تعليم و علم كما هو حال الصحه لا إنتاج بلا صحه سليمه ، فالصحه والتعليم مرتبطان ببعضهما ارتباطاً حاداً فقديماً قالوا العقل السليم في الجسم السليم.
ولابد أن يعرف أي مسئول أن التعليم و الصحه هم أهم عناصر الأمن القومي لأي دوله فبالتعليم ترتقي الأخلاق فيقل معدل الجريمه و يقل الإحتياج للإنفاق علي الأمن كما أن الصحه مرتبطه تماماً بالتعليم فكيف ننتظر تعليماً صحيحاً و طالباً متفوقاً إن كان عليلاً و كيف أيضاً ننتظر إنتاجاً و تقدماً صناعياً دون صحه سليمه ؟!.
و متي أدركنا قيمة العلم “العِلمُ يَبني بُيوتاً لا عِمادَ لَها — والجَهلُ يَهدِمُ بَيتَ العِزِّ والكَرمِ” أدركنا أنه لا مفر من بذل الغالي و النفيس من أجل إصلاح منظومه مهترأه منهاره أعياها الضعف و تهاونت مع الزمن و لابد من التخطيط لها لتعود إلي مكانتها إن أردنــا إصـلاحاً .
ولابد للتخطيط لإصلاح المنظومه و هذا الإصلاح لايبدأ إلا بإصلاح حال المعلم و إعادة هيبته و قيمته و إصلاح أحواله الماديه قبل النفسيه ، و لهذا لابد من عمل خطه مكتملة الأركان دون إهمال أي الجوانب المتعلقه بإصلاح العمليه التعليميه و بالطبع لابد من الوضع في الحسبان الميزانيه الموضوعه للإصلاح كجانب أساسي من خطة الإصلاح حتي تكتمل عملية الإصلاح ولا نصطدم بواقع مرير و تتوقف عملية
الإصلاح في منتصف طريقها.
وبما أننا في القرن الواحد و العشرين فلابد من وضع التكنولوجيا الحديثه في نصب أعيننا فالعالم كله يعتمد علي التكنولوجيا في شتي مجالاته ولا سيما التعليم ، فجاء وزير تعليم بفكر جديد متعلق بتكنولوجيا حديثه و أراد وضع خطه لتحديث التعليم و تطويره و لكن مع الأسف لم تكن البدايه من المعلم حيث أعتقد أن تهيئة ظروف المعلم و فقط تبدأ بعمل زي موحد ناسياً تحسين رواتبهم و حياتهم الماديه فهم في اعتقادي الأولي في الدوله المصريه بجعل رواتبهم الأعلي فهم صانعوا الأجيال و هم أصحاب الفضل المستقبلي علي الأجيال القادمه إن أردنـــا إصـــلاحاً.
أعتقد أن استخدام التاب كانت خطوه جيده و لكن ما حدث بعدها يدل أننا كنا نسير خطوه خطوه(علي الله) دون تخطيط فها هي تصريحات وزير التعليم عن ضعف الميزانيه المتاحه له طالباً زيادة المخصصات الماليه لوزارته و بعدها حدثت الفاجعه تلو الأخري و محاولات تنفيذ الإمتحانات واقعياً بإستخدام التاب و كانت المفاجآت المتتاليه المتمثله في سقوط الشبكه العنقوديه(النت) و فشل النظام و عليه تأجيل الإمتحانات أكثر من مره !.
فشل تطبيق التطوير حتي الأن له دلالات و منذ البدايه و كان أولها إهمال المعلم فمازال المعلم يعاني مادياً أشد المعاناة و مازالت أعداد الطلاب في تزايد عن المعدلات العالميه كثيراً و مازلنا في احتياج لزياده أعداد المدارس لتتناسب مع أعداد الطلاب ناهيك عن ميزانيه التعليم الهزيله و التي تقترب من صديقتها الصحيه و من المصادفات العجيبه أننا شاهدنا تصريحات لوزيرة الصحه و هي تتحدث عن إحتماليه فشل خطتها في التأمين الصحي الجديد و الشامل لنفس سبب وزير التعليم ألا و هو ضعف الميزانيه !.
بالطبع لا تستقيم الأمور بالنوايا وحدها و قبل النوايا لابد من خطط إصلاحيه مدروسه فلا يصح أبداً السير في طريق المستقبل بلاهدف و دون معرفه مسبقه لمحصلة الطريق أو نهايته ولنا في الحادثه الأخيره بين التنين و العملاق الصيني هواوي و العقوبات التي فرضت عليه من قبل أمريكا بعد أن توقفت جوجل عن مدّه ببرامجها و إمكاناتها فأعلنت الشركه الصينيه العملاقه عن خطه (ب) ألا وهي برامج تشغيل أخري خاصه بها و لعلنا نستفيد أيما استفاده من هذا الصراع أنه من امتلك علمه امتلك تكنولوجيته الخاصه و بالتالي لن يواجه مشاكل احتكاريه قد تودي بكل ماسبق من مجهودات و إنجازات.
تخيلوا معي ، في الصباح التالي توقفت التكنولوجيا التي نعيش فيها و انهارت الشبكه العنقوديه في بلداننا بفعل فاعل و تم قطع خدماتها عن بلداننا ماذا نحن فاعلون؟؟ لذا لابد لنا من إمتلاك مصائرنا المستقبليه و هذا يبدأ و فقط بتطوير التعليم لو كُنا جادين في الإصلاح..
بالطبع مع إدخال التكنولوجيا الحديثه في كل مجالات حياتنا في مصر بل و أعتقد أننا تأخرنا كثيراً فهي تؤدي حتماً إلي إنقاص بل و تجنب أخطاء العامل البشري و تقلل من فرص الرشوي و الفساد و تقلل من إجهاد و ضغوط الحياه علي المواطنين و تسهل عليهم أمور معيشتهم.
🔴نعم أدعم تماماً جهود وزير التعليم في التطوير ولكن أرفض البدايه بأي عنصر من المنظومه طالما أنه لم يكن العنصر البشري و من ثم نكن علي الطريق الصحيح و كذلك أدعم جهود وزيرة الصحه في منظومة تأمين صحي شامل لجميع المصريين ولكن بشرط البدايه بالطبيب ففاقد الشئ لا يعطيه .
يا أيها الوزير و يا أيتها الوزير خططوا مسبقاً و قبل البدايه من الناحيه الماديه فتعليم الأجيال و علاج المرضي ليس بالأمر الهين الذي يتحمل التجارب و الأخطاء فمستقبل الطلاب و نفسيتهم لا تتحمل تجارب الإمتحانات علي التابلت الفاشله و قد أصبحت الثانويه العامه و المحدده لمصيرهم المستقبلي تعتمد علي الثلاث سنوات كاملةً .
كما لا يصح أبداً التعامل مع شباب في عمر الزهور و قد غلبت عليهم الغضبة نتيجه ضغوط نفسيه من فشل تجارب الإمتحانات أن يعاملوا كمجرمين بدلاً من أن نحتويهم و نخفف من وطأة ضغوطهم و غضبتهم وهم لا يجوز أبداً تحميلهم وحدهم فشل التجربه حتي الأن و إن كنت ألمح نيه صادقه لوزير التعليم للتطوير .
و في الأخير حفظ الله شباب مستقبل مصر و يسْر لهم الخير و شفي مرضي مصر جميعاً.