جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
ما أن أشراقة فجره تلوح,, فتعطى نقصه من الطاقة و تجدد الحافز الممنوح,, و لكن ليس الامر هكذا للجميع لكنه يثير احيانا ضيق و انزعاج مكبوح,, و شعور يوحى بضعف القدرة على العمل و يجهض ميلاد اى طموح,, انه اكتئاب و لكن مع نور الصباح يسطع بوضوح.. و الامر ليس بأضطراب عابر و تقلبات مزاجية تغزو النفس بالنزوح,, بل أنه مزعج لحوح,, قد ينشأ عن اختلالات هرمونية يصيبها الجموح,, و اى حوادث حياتية تخلخل مُتن السعادة و تزلزل الصروح,, فيتردد صدى ذلك فى دواخل الوجدان و الروح,, مؤديا الى هشاشة بالنفس و جروح,, و هجوم من افكار اليأس و الجنوح,, و لا سبيل للنجاه الا ببعض الطروح,, بعلاج سلوكى ذا مدى مفتوح,, و مضادات اكتئاب بقدر مسموح,, حينئذ يصير الصباح لدى مريضنا ذا وقع ممدوح,, لا يستقبله بخاطر مذبوح,, فهيا نعرف المزيد عن متلازمة اكتئاب الصباح
اكتئاب الصباح: هو شعور الانسان بانزعاج و ضيق عقب استيقاظه من النوم صباحا بالرغم من عدد ساعات النوم الكافية و يصاحبه الام جسدية و عدم الرغبة فى النهوض من الفراش و الذهاب للدراسة او العمل و ممارسة الانشطة اليومية و تتحسن الحالة بعد مرور عدة ساعات
اما عن تصنيفه… فهو لا يصنف كأضطراب مستقلا بل مرتبط بمرض الاكتئاب، فإذا كنت تعاني من الاكتئاب، فهو قد يشتد عليك صباحا ليزيد من مشاعر الحزن و الاحباط… و لا يصنف اكتئاب الصباح كنوع من الاكتئاب الموسمى الذى يحدث بسبب تغيير فصل السنة و لا يندرج تحت قائمة اضطرابات المزاج بل يعد كأحد انواع اضطراب الاكتئاب الرئيسية
اسبابه
اوضحت دراسه عام 2013 ان من اهم اسباب اكتئاب الصباح هو اختلال الساعة البيولوجية,, و بناءا عليه ينظم كل سئ بالجسم حتى المزاج…
و انتظامها يجعل الجسم يفرز الجسم بعض الهرمونات، مثل الكورتيزول والميلاتونين،
فالكورتيزول يمنح الطاقة صباحا ، وعندما تغرب الشمس، يفرز الجسم هرمون الميلاتونين، الذي يجعلنا نشعر بالنعاس
و اذا حدث اختلال فى عملها يؤدى الى خلال بالنظام الهرمونى فينتج عنه التعب و الضيق
و دلت بعض الابحاث ان سبب رئيسى لهذا الاضطراب قلة تعرض الجسم إلى ضوء الشمس الكافي، خاصة في الصباح
التاريخ العائلى للاصابة بالاكتئاب,,
ادمان الكحول او المخدرات
تغيرات اجتماعية مفاجئة..كالوفاة, الانفصال, الرسوب…الخ
الاصابة ببعض الاضطرابات المؤثرة على المزاج مثل اضطرابات النوم, القلق, اضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه
الاعراض : فقدان وزن كبير دون جهد أو انخفاض في الشهية ,, صعوبة في النوم ,و شعور بالتعب و احيانا آلام جسدية عند الاستيقاظ,, الشعور بالذنب و ضعف الثقة بالنفس,, ايذاء النفس مع افكار فى الموت و الانتحار,, صعوبة التفكير و التركيز مما ينعكس على القدرة على اتخاذ القرارات,, صعوبة اداء المهام البسيطة و كأنها عبء تقيل.. كتجهيز الفطور و اعداد الشاى,, تغييرات بالشهية
و كى يستطيع الطبيب او الاخصائى التفريق بينه و بين الاكتئاب السريرى … يسأل المريض عدة اسئلة
عن الأعراض التى يشعر بها، مثل تغيرات مزاجية أو النوم أو الوزن وتحديد مدة استمرار الأعراض وما إذا كانت تتحسن أو تزداد سوءًا
و يتم العلاج بعدة اساليب منها العلاج الدوائى الذى يخفف بعض الاعراض ان لم يساعد على الشفاء الكامل دون و عدة استراتيجيات اخرى مثل العلاج بالضوء و تعريض المريض صباحا لقدر كافى من الضوء
العلاج السلوكى
تمارين اليوجا و الاسترخاء التى تنظم عمل الساعة البيولوجية و تحد من الضيق و الاهارق
العلاج السلوكى المعرفى يقوم على تعديل افكار الشخص السلبية كالانتحار و ضعف قيمة الذات و احلال للسلوك اجابى بدلا من السلبى
العلاج الكهربائى فى نطاق ضيق جدا للحالات الشديدة
الصباح انه للحظة ميلاد للبهجة و الاشراق لدى الكثيرين … و لكن ليس الامر هكذا لاشخاص عديدين فما ان تلوح اطلالته فى افق السماء يطلق فى البعض انات داخليه توحى بأنه قد حان وقت شقاء و بؤس لارتباط الصباح فى دواخلهم بأحداث منفره .. و باتباعنا بعض الخطوات العلاجية نكتب فصل النهاية لهذة المأساة اليومية فى كتاب حياتهم
اخصائية نفسية
ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com
