بقلم :د/ رأفت الجندى
منذ عدة سنوات أتُهم شخص عزيز لدي بتهمة بسيطة، وكان لا بد له من حضور المحكمة وحضرت معه لكي اسنده.
قلت للمحامي بعد الجلسة لقد خطر على بالى أن أقف وأقول للقاضي أن صديقي آسف، هل ممكن ان نذهب الآن؟
وسألت المحامي ماذا كان سيحدث لو طلبت هذا؟
تعجب المحامي من كلامي، ثم قال ان جميع من في المحكمة كانوا سيضحكون، لأن العدالة لا بد ان تستوفى.
كان هذا المحامي يهودي الديانة وكنا نتناقش قبلها في الكتاب المقدس.
تقابلت مع هذا المحامي مرة أخرى بعدها وقال لي “لقد أخذت أفكر لماذا قلت لي هذا الكلام وفهمت قصدك” ولم يضف شيئا بعد هذا.
في نقاشي قبلها مع هذا المحامي كان يجادلني أن الرجوع عن الخطيئة كافي لنوال الصفح الإلهي بدون دفع ثمنها، أي انه لا دور لدفع ثمن الخطيئة للعدل الإلهي كما تقول المسيحية.
قلت له أن كان هذا هو أن العدل الأرضي لا بد ان يستوفى فكم وكم يكون العدل السمائي؟
العدل الأرضي يعطى عقوبة مختلفة عن كل خطأ، فالغرامة أو السجن الخفيف للخطأ البسيط والسجن المشدد او الاعدام في بعض الدول للقتل.
ولكن العدل السمائي هو انفصال البشر عن الله بسبب أي خطيئة كبرت او صغرت، لأن كل خطيئة موجهه لله لأنه هو خالقنا، والله لا نهائي.
والخطيئة كبرت او صغرت فنتيجتها واحدة، وهذا لا يعنى ان كل الخطايا واحدة.
فلنعطي الكذب رقم 1 والغش رقم 5 والقتل رقم 10، وبالتأكيد أن هذه الأرقام ليست متساوية وكلما كبر الرقم دل على قسوة القلب.
ولكن ضرب 1 فيما لانهائيا يساوى ما لا نهائيا، وضرب 5 او 10 فيما لا نهائيا يساوى أيضا مالا نهائيا. ولم يوجد أي بشر بدون أن يخطئ، اي ان العدل الإلهي يوجب انفصال كل البشر عن الله.
أهم ثلاثة نقاط في المسيحية
1-أن يسوع المسيح هو ظهور الله في الجسد.
2-انه مات على الصليب لكي يوفى العدل الإلهي.
3-أيضا يحفظ المؤمن به وصاياه فيما يفعله، وان أخطأ يتوب.
وهذا لا يتعارض مع ان المخطئ سوف يقدم حسابا للعدل الأرضي فالغاش سوف يسجن، والقاتل سوف يتم إعدامه ولكن ان تاب المخطئ توبة حقيقية من القلب قبل موته مؤمنا ان السيد المسيح دفع ثمن خطيئته فسيتبرر بالعدل الإلهي.
ولهذا فطريق الشيطان المؤدى للهلاك الأبدي، يكون بأنكار الوهية يسوع المسيح، وانكار صلبه وقيامته باتهام الله أنه اضل البشرية ووضع شخص آخر على الصليب.
كل خماسين مقدسة وأنتم بخير ولنفرح ونبتهج فيها حتى ولو كنا في اشد الضيقات.
د. رأفت جندي