الشيماء حسن
تدور الان حرب ضروس بين القطبى الاكبر الصين وامريكا يمكننا ان نسميها معركة السيطرة جنودهم فيها جوجل الامريكية وشركة هواوى الصينية يتراشق الطرفان الاتهامات والتهديدات وقد قامت جوجل بوقف ترخيص Huawei مما يعنى أنه لم يعد بإمكانها استخدام تطبيقات مثل Gmail أو يوتيوب او خرائط Google على هواتفها او التحديثات الامنية لذا لن يكون بمقدور مستخدمى هواوى من التحديث إلى أحدث إصدار من نظام التشغيل أندرويد حال صدوره .
بينما الرد المعلن حتى الحين من هواواى هو تحديها الجامح بتطوير نظام تشغيل جديد بديل للاندرويد المحتكر لعالم الهواتف الذكية .. هو صراع يرجع لاسباب سياسة وليست اقتصادية فقط فلا شك ان امريكا القوى العظمى الحالية متخوفة من الغول الصينى الذى اجتاح الاسواق ولا يزال يتطور ويتمدد وينافس الان بقوة بعد ان نجح فى التسلل بهدوء للاسواق العالمية مما يشكل تهديد قوى للقوى الامريكية المهيمنة .
لكم اشعر بالتضاؤل حين اشاهد تلك الاحداث لكنى اعود الى رشدى واحمد الله فبينما ينشغل العالم فى تلك الصراعات المادية الدنيوية ننشغل نحن المسلمون العاكفون الساجدون المسبحون باخرتنا طبعا فنطارد كل ما قد يفسد علينا صيامنا واولهم قطرات المياه اللعينة التى تتسلل لاجسادنا لتنظيفنا بعد كل نداء للطبيعة لكن رجال ديننا الاحناف يدركون جيدا نواياها الخبيثة فى افساد صومنا لذا يقفون لها بالمرصاد لتخرج تلك الفتوى العصماء فى تحذير المسلمين المؤمنين العاكفين الصائمين من المياه المتسللة
وليست قطرات المياه التى ينتبه لها رجال الدين بل انهم يقظين تجاه كل متسلل ا لى اجسامنا ففى كل رمضان من كل عام يخرج علينا رجال الازهر بفتوى تحذيرية من سائل ما فوقى او تحتى ينوى افساد صيامنا
نختلف كل عام انا وامى حين نجتمع امام التليفزيون فى نهار رمضان فبينما انا اقلب لمشاهدة كل ما قل وقته وجذبنى محتواه تزجرنى امى على الرغم من كونها ليست مغرمة بالتليفزيون داعية اياى متابعة برامج الفتاوى الرمضانية الشهيرة لمذيعاتها اللطيفات الملتزمات المحجبات
اتساءل ما الحاجة ياامى للحرص على متابعة الفتاوى وهى تتكرر كل عام بنفس حذافيرها واتصالاتها وفتاوى شيوخها بلا ملل من تكرار تخبرنى ان هناك مستجدات من الامورولا ضرر من التذكير لا تغضبى امى لا ضرر فعلا من التذكير على مدار عمرى الذى يقارب ال33 اشاهد معكى برامج الفتاوى دعينى ألقيها على مسامعك لتعرفى انى حريصة ككل المصريين على الحذر مما قد يفسد صيامنا !
هل يفسد الاكل والشرب ناسيا صومى ؟ ما حكم القطرة للعين \ للانف \للاذن فى الصيام ؟ ما حكم المكياج فى نهار رمضان ؟ ولا مرطب الشفاه ياشيخنا شفايفى بتتشقق من الحر والعطش ؟ عندى ربو بعيد عنك ياشيخ وبحتاج البخاخة تفسد صيامى ياشيخ ؟ ريقى بينشف باتمضض كل شوية يجوز ياشيخ ؟ متجوزين جديد ومقدرتش اصبر وجامعت مراتى ياشيخ وندمت اوى ليا كفارة ياشيخ ؟ جوزى فطرنى ياشيخ وقاومته بس مصبرش انت فاهم ياشيخ عليا ذنب ولا الذنب ذنبه ؟ الحقنة بتفطر ياشيخ ! العضل ولا الوريد ؟ بحب اعطر شقتى ياشيخ واخلى ريحتها حلوة بولع بخور علطول عليا وزر لو شميته ياشيخ ؟ باعطش ياشيخ وبابلع ريقى كده فطرت ؟ ينفع اغسل سنانى وانا صايم ؟ معجون ولا سواك ياشيخ ؟ بلعت الاكل بين اسنانى كدا فطرت ياشيخ ؟ بدخن ياشيخ ومراتى نرفزتنى مقدرتش استحمل وولعت سيجارة كدا فطرت ياعم الشيخ ؟ ايه حكم البس الغير محتشم فى رمضان ياشيخ ؟
هذه بعض الفتاوى السمجة المتكررة عاما بعد عام فى برامج الفتاوى فماذا غيرت فى حياتنا ياامى !! ناهيك عن تلك القابعة على صفحات كتب الفقه والتى لها كل العجب وتتم دراستها فى الازهر اتذكر منها ما اثار دهشتى حينها ليس لغرابتها وتفاهة السؤال فحسب بل لهذا الانشغال العظيم بصغائر الامور .. هل يجب تجديد النية كل يوم أو يكفى نية واحدة أول الشهر ؟ ماذا على من نسى النية قبل الفجر أو نام ؟ ما هو حكم من قدم المشيئة على نيته ؟ هل القئ يعد من المفطرات للصوم ؟ من أكل طعاماً مما لا يتغذى به، كالطين والرمل، فهل يبطل الصيام ؟ ما حكم من جامع ناسياً ؟
اكتفى بهذه الامثلة وحرصا على سلامتكم النفسية لن انقل لكم اجابات وفتاوى المشايخ فمن اراد الاطلاع فليفعل ذلك فالكتب كثيرة لكنها لا تسمن ولا تغنى من جوع لا تصلح فسادا ولا تبنى امة انصحه فقط بالتحلى بالصبر .. لا اعرف كيف يمكن لاحدهم ان يمارس علاقة مع زوجته ناسيا انه صائم ولا افهم كيف لاحدهم ان يتعامل مع النية وكأنها شئ مادى وليس معنوى .
بينما العالم يتسارع على المستقبل والتنافس الاقتصادي و التواصل مع الكون والفضاء الخارجى و اكتشاف وجود مياه على كوكب المريخ لمعرفة اذا كان يصلح للحياة ننعكف نحن على دراسة قطرات المياه المندفعة من شطافات الحمامات ومدى تأثيرها على صوم الصائمين .
لماذا لم نسمع متصلا يوما يستفتى فى حكم صومه بعد مشاجرته مع زميله فى العمل وسبه باقذع الالفاظ ؟ لم اسمع من استشار يوما طالبا كفارة لتعنيفه لزوجته وضربه لاولاده ؟ لم اسمع امرأة يوما تسأل عن حكم صومها بعد ان اغتابت جارتها ونمت على حماتها ؟ لم ارى فى حياتى رجل دين خرج ليخبرنا عن حكم صوم المفسدين والمرتشين والظالمين والمتجبرين فى الارض ؟ لم نرى فتاوى تحرم التهرب من العمل وتعطيل مصالح الاخرين ؟ لم نسمع شيخ يوما يصدر فتوى دينية عن وجوب احترام حق المفطر فى الاختيار وعدم المساس به او سبه او اهانته او التقليل من شأنه ويخبر المستمعين ان الحكم الا لله ليس من شأن احد التدخل ! لم يتحدث يوما شيخ عن روحانية الصوم وجوهره التى ينبغى ان تطهر النفوس من الرذائل وتقوى الاخلاق بدلا ان ينتهى كل رمضان ويمر العام وراء العام دون ان نرتقى او تتحسن مجتماعتنا ولو قيد انملة نصوم جوعا وعطشا فقط دون ان يتغير شئ فى نفوس الصائمين ودون ان يساهم شيوخنا الاجلاء الذين يملئون شاشات الفضائيات وميكروفانات الاذاعات فى ترسيخ جوهر الصوم والغرض الحقيقى منه بعيدا عن مجرد تغيير مواعيد الطعام والحث على العمل والابداع والتفكر والتأمل فى عجائب الكون اوالحث على استغلال فرصة الصيام لترسيخ مفاهيم اخلاقية كتقبل الاختلافات واحترام الاخر ونبذ التعصب والعنف ورفض الظلم والقهر والتعدى على الغير لا نشعر باى تاثير ايجابى لامثال هؤلاء الشيوخ الاجلاء محتكرى التحدث باسم الدين والرب والانبياء كل عام يمرون علينا كــ ذرات تراب مندثرة فــ شيوخنا يقظين فقط تجاه السوائل الداخلية فى اجسامنا والخارجية المتسسلة الينا .. وعجبى
ولا ادرى حقيقة لماذا فوبيا السوائل تصيب هؤلاء الشيوخ جميعا !
ايها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر مروا اينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في ارضنا ما نعمل
و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى اجسادنا
و لنا ما ليس يرضيكم هنا
حجر.. او خجل
فخذوا الماضي،اذا شئتم الى سوق التحف
و اعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم
على صحن خزف
لنا ما ليس يرضيكم ،لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل
ايها المارون بين الكلمات العابره
كدسوا اوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا
واعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس
فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعبا ينزف
وطنا يصلح للنسيان او للذاكرة
ايها المارون بين الكلمات العابرة
آن ان تنصرفوا
وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن ان تنصرفوا
ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا
فلنا في ارضنا مانعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الاول
ولنا الحاضر ،والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا…و الاخرة
فاخرجوا من ارضنا
من برنا ..من بحرنا
من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا
من كل شيء،واخرجوا
من مفردات الذاكرة
ايها المارون بين الكلمات العابرة!..
*الشعر لـ محمود درويش
أحبائي
الإبداع هو اللغة التي توحي بما لاتستطيعه اللغة العادية
الغبداع يرسل رسائله الى الآخر وكل الآخرين بلهجة راقية وقوية
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه…..واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
جمال بركات…رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة
نعم أستاذنا الأديب العربي الكبير الرمز نعم صدقت