بقلم : إيناس التونسية .. نائب رئيس لجنةً المرأة بمنظمة الحق
قرأت حديثا شريفا فاخذني معه كل الاخذ تأملته جيدا ورأيت كيف اوصى الاسلام وكيف اوصت الشرائع السماوية بالمرأة وكيف ادخلت طريقة معاملتها في باب التقوى وكيف ان الطائف الرحماني الذي طاف على البشرية ونبه كل غافل على ان يمد يد المساعدة لها على ان تكون عضوا فعالا حيا قائما بوظيفته في الحياة الانسانية المقدسة عند خالقها وتأملت قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اتقوا الله في الضعيفين المرأة واليتيم ..
وكيف تكون التقوى الا معاملة حسنة وتكميلا لنفسها وتعليمها وتهذيبا لعقلها ولطفا في المعاشرة لا تعنيفا وايذاء ها نحن ابناء البشرية الجافة نملؤها اذى واستخفافا ، واستحقارا لم نترك فيها شيئا الا وتم ايذاؤها فيه معنويا وجسديا ونفسيا وجنسيا .
مجرد ان تقع نفسها تحت تهديد كلمة الطلاق يحرمها من ارق وادق ما وهبها الله من حرية .. لم نترك لها شيئا الا وتم استغلاله تارة بتكوينها الضعيف الذي خلقت به فاستغل الرجل قوته الجسدية ليضع كل وحشيته فيه متحرشا منتهكا لجسدها مغتصبا بكل وحشية وتارة لرقة قلبها ليستغله اسوأ استغلال في اشباع رغبته في حب التملك في السيطرة وكأن ماتعطيه من حنان افة عليها ..
رفقا بالمرأة رفقا بالقوارير بهذه الكلمة حافظ النبي ( ص) على المرأة من الإنكسار وتقديراً لها لعظم دورها في المجتمع فهي نصفه ، وأم للنصف الآخر ، والركن الركين الذي يرتكز علية المجتمع ، ليست شيئا هامشيا، بل مرتكزا أساسيا ، لا غنى عنه أبدا .
فالمرأة تتسم بالرقة ، وطبيعة تركبيتها الإنسانية تتسم بالضعف في كل شيء، فيلزم لها معاملة خاصة تراعي ذلك، تحترم مشاعرها، وتتعامل بها برقي وإحسان، فلا تجرح مشاعرها ولو بكلمة ، ولا اعتداء عليها بلفظ ، أو بالضرب، تعامل معاملة هينة لينة، فإن أكثر من يستميل قلب المرأة هو تقديرها، وإظهار الحب .
وبكلام الخالق أختم مقالي بعزه ،وفخر إمرأة من أمة نبياً وصفني
بقاروره من القوارير ليجعل التعامل معي برفق ، ولين كشيئ ثمين يزدني رقيا ، وكان يخشى عليا من الكسر ممن لايتق الله فيا ، وأنزل الله كلامة ليكون أبدياً ، فقال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” .
والخطاب موجه في الأساس للرجال أن اتقوا الله في نسائكم فقد خلقهن الله لكم من نفس واحدة، ولو ركزنا قليلاً لوجدنا أن ما تشعر به أنت من ضيق لو أساء لك أحداً سوف تشعر به المرأة نفسها ، فأحسنوا معاملتها لعل الله يصلح بصلاحكم معها حال كل الامة .. 0