هناك الكثير من التجارب الرائعة التي نراها في مجتمعاتنا التي هاجرنا إليها، وأحب هنا أن آكتب عن بعضها بهدف توصيل معلومات كافية عن التجربة لأبناء الجاليات العربية، التي تعيش بالغرب وبالأخص في كندا ودعوتهم للمشاركة في مثل هذه التجارب التي يقدرها المجتمع كله ويحظي المشاركين فيها بقدر كبير من الاحترام، والهدف الثاني هو نقل التجربة للعالم العربي ولعلنا نجد من يتشجع ويقوم بتطبيقها في بلادنا في الشرق الأوسط.
تلقيت دعوة من مجلس إدارة دائرة شمال ”أوكفيل بيرلينجتون“ والتي تمثلها المحامية اليونانية الأصل إيفي تريانتافيلوبولوس في برلمان أونتاريو والتي تشغل أيضا منصب مساعدة وزيرة الصحة في حكومة حزب المحافظين الحاكم للمقاطعة، وأيضا معنا المحامي شان وير مرشح حزب المحافظين الفيدرالي عن نفس الدائرة، للأشتراك في يوم الأرض من خلال تنظيف وجمع القمامة من أحد الحدائق العامة وهي ”أربر فيو“ في مدينة أوكفيل وحديقة ” تنسلي وودس“ في بيرلينجتون.
قمت بتلبيت الدعوة كأول تجربة لي رغم أنني أعيش في كندا منذ ١٥ عاما!!!، وربما الذي شجعني هو أن أكون بصبحة السيدة أيفي والتي قررت أن أنضم لفريق المتطوعين معها منذ أول لقاء بيننا في منزل رودي جوزيت عضو برلمان أونتاريو عن دائرة جنوب ميسيساجا.
تجمعنا يوم السبت وكانت هناك مدربة تشرح لنا طريقة العمل وتحدد دور كل مجموعة من المجموعات كانت مجموعة ”إيفي تريانتافيلوبولوس هي الأكبر، بعد الشرح فوجئت بعضو البرلمان تمسك بكيس جمع القمامة وتلبس قفازها وتحضر معنا لجمع القمامة، كنت أتوقع أن تنتظرنا مع المدربة حتي نعود من جمع القمامة!!!!، إنطلقنا داخل الحديقة وكنا نبحث عن عن أي شئ نجمعة، لفت نظري أن الحديقة نظيفة جدا يا إلهي ماذا لو كانت هذة الحديقة في مصر كنا قد قمنا بتعبئة الأكياس الفارغة الآن، ظللنا نبحث عن عقب سيجارة هنا او زجاجة مياه فارغة هناك أو ورقة متطايرة بفعل الرياح، ولكن ظلت الأكياس شبه فارغة.
إلي أن خرجنا لتنظيف المنطقة التي بين الحديقة وبين طريق رئيسي وهنا فٌرجت ورٌزقت، حيث وجدنا بعض قصاصات الورق وزجاجات المياه وكثيرا من الأكواب الورقية التي تستخدم للقهوة والمشروبات الساخنة والباردة وأخيرا أصبحت أكياسنا غير فارغة، حتي وصلنا لمحطة أتوبيس، وهنا الكثير من القمامة ومعظمها أعقاب سجاير دخنها الركاب وهم في انتظار الأتوبيس، طالبتنا عضو البرلمان بجمعها كلها وبدأت هي بالجمع ولم نترك المكان حتي وكنا قد ألتقطنا كل أعقاب السجاير، شعرنا بالسعادة عندما أمتلأت أكياسنا، وانتقلنا للحديقة الأخري ولم يختلف الأمر كثيراو فنظافة الحديقتين تدلان علي أن الشعب الكندي شعب متحضر ومرتب وحريص علي المحافظة علي نظافة الأماكن العامة ويعكس أيضا مدي جدية مجلس المدنتين في الحفاظ علي الحدائق والأماكن العامة.
قبل المغادرة تلقينا دعوة للمساهمة في تشجير وغرس الأشجار في حديقة ”أربر فيو“ في مدينة أوكفيل، المتعة التي وجدتها في تنظيف الحديقة وأصولي الريفية الصعيدية جعلتني أتحمس أكثر للتشجير وغرس الأشجار، قامت السيدة أيفي تريانتافيلوبولوس بدعوة عدد أكبر من فريقها وحضرت بنفسها معنا وحضرت مدربة تعلمنا كيف تتم عملية الحفر والغرس ووضع التربة ونشارة الخشب والمنطقة المحددة للتشجير، وكيف نضع غطاء حماية من البلاستيك لحماية الأشجار من الأرانب البرية التي تعيش في المنطقة، في هذه المرة حضر ثلاثة من أبناء الجالية العربية كمتطوعين معنا فحضر زيد لاما ”اردني“ وأمير هنري وإدور جرجس مصريان، وطبعا أنضممت إليهم لنكون فريق جميل ولم نتوقف عن العمل والضحك وإلقاء النكات طول ساعتين، أستمتعنا بغرس الأشجار وتقابلنا من أصدقاء جدد وتعرفنا علي شخصيات جديدة ثم قمنا في النهاية بتلبية دعوة السيدة تريانتافيلوبولوس لكل فريقها للتجمع من علي أحد المقاهي وتبادل الحديث، وأخيرا كانت أحلي قفشة عربية عندما قال أحدنا بالإنجليزية بعد مائة عام ستكبر هذه الأشجار وستكون عظيمة جدا وسأحضر هنا ومعي أحفاد أحفادي لأقول لهم أنا من غرس هذه الأشجار وبكل فخر.
من الجميل أن ننقل هذه الخبرات الجميلة لبلادنا لنجد المسؤلين يتركون مكاتبهم ويحضرون للمشاركة في تنظيف البيئة وغرس الأشجار والمشاركة في فعاليات المجتمع المختلفة وليس مناسبات الملابس الرسمية فقط، والأجمل هو مشاركة أبناء الجاليات العربية في مثل هذه الأنشطة لنعكس مدي تحضرنا ومدي إيجابيتنا ومشاركتنا في خدمة مجتمعنا، أن كنت قد أحببت الفكرة وأحببت أن تشارك في مثل هذة الفاعليات الجميلة فأنا أدعوك للتواصل معي وسأرسل لك المعلومات اللازمة عندما يكون لدينا عمل أخر في المستقبل القريب.
medhat-eweeda@hotmail.co@nasrmedhat-eweeda@hotmail.com
تعليق واحد
تعقيبات: وليد ضحية أمه و زوجها على أحد أرصفة شوارع مصر الجديدة ، والأم: ” هيخرب عليا “ - العاصمة اليوم