أمل فرج
من داخل الأراضي المقدسة بالمملكة العربية السعودية ، وبملابس الإحرام البيضاء التي ارتدتها فاطمة عيد ، تعالت أيديها أمام بيت الله الحرام، دعاءً لجارها القبطي أيمن جورج ، الذي تبرع لها بعمرة محققا لها أمنيتها الوحيدة التي كانت تحلم بها، راجية من الله زيادة رزقة وتوفيقه في عمله.
“ده ابني اللي مخلفتوش” تلك كانت أول كلمات فاطمة عيد، البالغة من العمر 55 عاما، خلال حديثها مع ، والتي قالتها بصوت فرح وقلب يملأه الحب تجاه “أيمن” الذي ربته منذ وفاة والدته منذ 15 عاما معتبراه ابنها خاصة بعد وفاة نجلها وزوجها العام الماضي، واصفة إياه: “القلب أبيض وتمر فيه العيش والملح”.
تلك العمرة التي تقوم بها “فاطمة” حاليا، حلمت بها كثيرا لكنها لم تتوقع تحقيقها في يوم من الأيام، حتى بعد وعد “أيمن” لها بتحمله تكاليفها، لتتفاجأ قبل سفرها بيوم باتصال هاتفي من “أيمن”، قائلا: “بكرة هتسافري يا ماما عشان العمرة”، لتشعر بسعادة بالغة غير قادرة على وصفها خاصة وأنها لم تكن تعلم بتفاصيل الحصول على التأشيرة أو حصوله على زواج سفرها بمساعدة ابنتها.
“متحرمش منه يارب ويخليه لأولاده”، تلك الدعوة رددتها السيدة “فاطمة” أكثر من مرة خلال حديثها الصحفي ، مؤكدة أنه ليس هناك فرق بين مسلم ومسيحي فهي عندما تتعامل مع شخص لا تنظر إلى دينه خاصة “أيمن” الذي تربى في بيتها وجمعهما طبق واحد وتفاصيل كثير طوال فترة معرفتهما.
_
وكان أيمن جورج، رئيس جمعية البر والتقوى فرع عين شمس التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، والبالغ من العمر 39 عامًا، تبرع لجارته فاطمة عيد، بعمرة متحملا جميع تكاليف السفر تحقيقا لحلمها فهو يعتبرها والدته الثانية التي يحرص على زيارتها دائما رغم سكنها في منطقة المرج، وسكنه بمنطقة عين شمس- وفقا لما قاله خلال حديثه
وقرر “أيمن” أن يتبرع بتلك العمرة، بعد حضوره حفل خيري مع جارته “فاطمة عيد”، لتكريم عدد من السيدات وترشيحهن لزيارة بيت الله الحرام، من خلال منحهن عمرة تكريما لهن، ، ليجدها وقت توزيع الجوائز تنظر في ترقب راجية أنّ تحصل على رحلة عمرة، ليوضح سبب إقدامه على ذلك الأمر قائلا: “في مقام والدتي هي اللي مربياني، كان نفسها تطلع عمرة وحققت لها حلمها”.
التصرف الفردى لا يعتبر مواطنة …المواطنة الحقيقة عندما يتساوى الجميع أمام القانون وتكون سياسة دولة وليست تصرفات فردية ….عندما يتساوى المسيحى والبهائى والشيعى والملحد أمام القانون ساعتها فقط نتكلم عن المواطنة وماعدا ذلك استخفاف بالعقول وتسطيح للأمور . المصيبة أنة حتى من يكتب فهو سطحى التفكير .