مختار محمود
لا أعلم ما طبيعة عمل “سما المصرى” على وجه التدقيق، هل هى ممثلة، أم راقصة، أم مذيعة، أم سيدة أعمال، أم دون ذلك!
ورغم أن الواقع يقول إن المذكورة مُتعطلة عن العمل الفنى، وتوقفتْ عن إبداعها منذ قدمتْ تُحفتها الغنائية الرائعة والخالدة: “أحمد.. الشبشب ضاع”، إلا أنَّ نهر الإبداع تجمّد فجأة، وأصيب بالسكتة الدماغية بغتة، وبالأزمة القلبية على حين غفلة.
الفن المصرى كان قد ضرب موعداً، قبيل سنوات، مع موهبة لامعة، تجمع بين الغناء والرقص والتمثيل والإغراء وتقديم البرامج و”تقل الدم”، اسمها “سما المصرى”، إلا أنَّ الغلَّ توغلَ فى قلوب الحاسدين، فتجاسروا ضدها، وجففوا ينابيع موهبتها، فـ “عدوك ابن كارك”!
ورغم حالة التعطل التى تعانى منها، إلا أنَّ إطلالات “سما المصرى”، تصحبها دائماً حالة من الإثارة والجدل واللغط؛ بسبب اهتمام المواقع الألكترونية، بكل شاردة وواردة تخصُّها.
إذا دخلتْ “سما” الحمَّام أو خرجتْ منه، أو استقرَّتْ فى البانيو، فإنَّ ذلك يتحولُ إلى مادة صحفية تتخاطفها المواقع من بعضها، وتحقق أعلى المشاهدات.
وفى آخر إطلالاتها.. اصطحبتْ “سما المصرى” كلبها “توكى”، إلى لجنتها الانتخابية، للتصويت على التعديلات الدستورية، وكالعادة لم يمر الخبر مرور الكرام، وتسابقتْ المواقع الألكترونية على نشره مدعوماً بالصور والفيديوهات، باعتباره حدثاً مُهماً.
مسؤولو التحرير فى البوابات الألكترونية لا يُعنِّفون المحرر إذا فاته مثلاً خبر تصويت وزير أو محافظ، أو من هو أكبر منهما، أمَّا تصويتُ “سما” برفقة كلبها، فإنَّ الأمر جدُّ خطير، وله الأولوية على ما دونه من أخبار وتقارير وحوارات، ويجب أن تُصمَّم له “البنرات”.
“سما المصرى” تدرك أنها أصبحتْ سلعة إخبارية مطلوبة، فصارتْ تتقن اللعبة أيَّما إتقانٍ، وتتعمد أن يكون حضورها لافتاً جاذباً للأعين الزائغة الجائعة وكاميرات المراهقين وأرباع الموهوبين.
وفى المرة الأخيرة.. لم تكتفِ “سما” بكلبها المُدلل، ولكنها ظهرتْ فى حُلَّة مثيرة جداً، أبرزتْ من خلالها تضاريسها الأمامية والخلفية، فكانتْ محطَّ أنظار من تصادف حضورهم إلى اللجنة، تصويتاً أو تأميناً، وتسابقوا على التقاط الصور التذكارية برفقتها، أو اختلاس النظرات.
ورغمَ أنَّ الاستفتاءَ على التعديلات الدستورية ألقى أوزارَه، وأعلنتْ نتائجه، إلا أن “بنر” سما المصرى وكلبها لا يزال مُتصدراً الصفحات الرئيسية، مُكتسحاً ما سواه من أخبار ومعالجات صحفية مهمة، بما فيهما فوز “بيراميدز” على “الزمالك”، وتصدره جدول الدورى على حساب القطبين الكبيرين.
ليستْ “سما المصرى” من تتحمل هذا الانحطاط المهنى، كما أنها ليستْ شريكة فيه، ولكن من يتتبعون أخبارها من “الحمَّام” إلى “البانيو” إلى “غرفة النوم”، مروراً بملابسها المكشوفة، وتضاريسها المتغيرة، هم من يصنعون تلك الحالة المتردية من “الإعلام الجديد”.
اللافتُ أنَّ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، لا يتدخلان أبداً لضبط مثل هذه الممارسات المشينة، بل يشجعانها على سفورها المتكرر بصمتهما المريب عنها، ثم لا يخجل مسؤولو المجلس أو الهيئة، المذكورين سلفاً، من الحديث عن تقاليد الصحافة، والضوابط المهنية المفقودة..
السبب الحقيقى هو الانحطاط الذى تعانى منة الشعوب المكبوتة فكريا وجنسيا ..الشعوب التى تحولت الى روبوتات بفعل الثقافة الدينية العفنة التى تجعل الشعب يتجسس على بعضة عملا بالقول : من رأى منكم منكرا فليغيرة ..وكل فرد فى هذا المجتمع المأزوم نفسيا والمنحط ثقافيا وفكريا تحول الى مراقب للأخرين . شعوب تعانى من هزائم ثقافية وفكرية فى المقام الأول وتعانى من هزائم علمية وتعانى من الدونية بفضل أوضاعها المشينة وثقافتها العفنة والتى لا تقدر على الفرار منها .