د.ماجد عزت إسرائيل
عندما انتهت فعاليات الجلسة الأولى أمام حنان أو حنانيا،بعدها أمر أن يعرض السيد المسيح على قيافا زوج ابنته والرئيس الحالى للكهنة،هذا الرجل الذى كان يؤمن كلينا “أنْ يَموتَ رَجُلٌ واحدٌ فِدى الشَّعبِ خَيرٌ لكُم”( يوحنا 18: 14).
وكما حدث في الجلسة الأولى أمام حنان حدث أيضًا أثناء فعاليات الجلسة الثانية أمام قيافا، رئيس الكهنة الحالي آنذاك. حيث جرت هذه الجلسة ليلاً في سرية وكانت مليئة بالمخالفات وباللاشرعية حتى صارت سخرية وهزءاً للعدالة. ويشير بعض الباحثين الى أن المهمة الرئيسية لقيافا كانت هي جمع الأدلة حتى ينعقد المجلس الأعلى لليهود للاستجواب (أنظر متى 26 : 57-68 ؛ مر 14: 53-65؛ لو 22: 54‘ 63-65 يو 18: 24). والحقيقة التاريخية أن إنجيل متى البشر دون هذه الأحداث بكل دقة وبتفصيل حيث ذكر قائلاً:” وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ.وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ إِلَى دَاخِل وَجَلَسَ بَيْنَ الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ النِّهَايَةَ.وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ،فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ، لَمْ يَجِدُوا. والواقع قبل أن تبدأ المحاكمة، كان قد تقرر أن يسوع يجب أن يموت، كما كانوا قد أعدوا شهود زور للشهادة ضد يسوع ولم يكن هناك دفاع عن يسوع ولم يكن يسمح به، استحلف قيافا يسوعَ، ثم أدانه على ما قاله كانت مثل هذه التهم الخطيرة تحاكم أمام مجلس السنهدريم وليس في بيت رئيس الكهنة قيافا.الخلاصة… استجواب قيافا للسيد المسيح وهي نفسها ذات الأسئلة التى سألها له حنان.ولكن كان دور قيافا هنا جمع الإدالة والشهود بشتى الطرق لإدانة السيد المسيح.مع العلم أن قرار الحكم على المسيح بالموت كان قد اتخذ مسبقاً..فماذا نقول عن هذه المحاكمة الظالمة إلا عدالة غائبة.وكان قرار عرض السيد المسيح على مجمع السنهدريم ما هو إلا قرار شكلى من حيث المحاكم اليهودية الدينية أو إذا دجاز لنا التعبر أعطاء صبغة قانونية على قرار الحكم. ومن الجدير بالذكر أن هذه الجلسة حضرها عدد من رجال السنهدرين؛ وبحسب ما ذكر في الأناجيل فإن الجلسة الثانية في محاكمة يسوع لا يمكن أن تعتبر شرعية في الديانة اليهودية إذ تمت بسرية وتحت جنح الظلام وبحث بها الراغبون بإدانة يسوع وعلى رأسهم قيافا عن شهود زور، وقاموا بلطمه وشتمه وتعييره، ولم يرد يسوع على الاتهامات الموجهة له.