د.ماجد عزت إسرائيل
من الجدير بالذكر أن هذه الأيام تشهد حملة من قلة تكاد أن تكون معروفه لدي كثيرين،وأيضًا لدي الكنيسة تطالب بمحاكمة وعزل البابا قداسة البابا” تواضروس الثاني” البطريرك رقم (118) – تولى منذ 4 نوفمبر 2012م – وحتى كتابة هذه السطور أطال الله عمره سنين عدة وأزمنة سالمية)
وفي السطور التالية بهدوء….. نرد على هذه الحملة في سلسلة من المقالات التاريخية والموضوعية بشأن حكاية عزل البابا تواضروس الثاني…….هنا يجب أن نتحدث عن أساقفة (تيك أواى) غير مؤهلين للعطاء للكنيسة.
الهدف من الكتابة هنا نرصد أوضاع الكنيسة قبل عهد البابا تواضروس الثانى البطريرك،نرصدها بكل صدق وموضوعية وبدون مجاملة،من أجل التعلم من أخطاء الماضى وهذا ليس عيب بل العيب هو السكوت وعدم التوضيح ولايقودنا في هذا السياق ألا ضميرنا.
وكما تعلموا حياتنا ليست ملكاً لنا،إنما هي ملك اللـه،وهبها لنا ونحن مجرد وكلاء عليها.
إنها مجرد وديعة منه في أيدينا، ينبغي أن نكون أمناء عليها وسنقدم حساباً عنها ـ جملة وتفصيلاً ـ حينما يقول لكل منا: أعطني حساب وكالتك (لو 16 : 2) .
تعريف الأسقف – والأسقف العام
الأسقف كلمة محرفة عن اللغة اليونانية( EPISCOPUS=BISHOP )، وتعـنى المتعاهـد (المـسئول)، أو المفتقد (الناظر)، و الراعي، وربما يقصد بذلك تفقده لأحوال أهالي أسقفيته وتعهده لهم بالرعاية ،ويختص بالإشراف على منطقة دينية بعينها وليس على كل أهـل الطائفة ولذلك قيل عنه “أب شعب واحـد “.
وهناك من يعرف باسم “الأسقف العام” هو أسقف بلا إيبارشية و لا كرسي ولا حدود جغرافية لخدمته، لكنه يعمل فى إيبارشية البابا ويعاون في اختصاصاته، كما أنه ليس له كهنة يعتبرونه رئيساً لهم، والأسقف العام هو أسقف بلا أسقفية كوزير الدولة بلا وزارة، ويعتبر”أنيانوس” أول بطريرك (68-83م) بعد القديس “مرقس”(56-68م )، و هو أول أسقف عام رسامة إثناء حياته، وبقى معه معاوناً له حتى استشهاده عام(68م).
ونريـد هنا أن نـوضح الفرق بين الأسقف والقسيس.
إن الأساقفة لهم حق إقامة القسيس:
وفى هذا يقول القديس” بولس” لتلميذه تيموثاوس :”لا تضع يدك على أحد بالعجلة ،ولا تشترك في خطايا الآخرين “(ا تى 5:22)،ويقول أيضًا لتلميذه تيطس “تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة ،وتقيم في كل مدينة قسوسا (شيوخاً ) كا أوصيتك”. وتذكر قوانين الكنيسة أن القس يقام من أسقف واحد، أما الأسقف فيضع عليه اليد ما لا يقل عن أسقفين أو ثلاثة.
إن الأسقف يمكن أن يحاكم القسوس:
وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف في وجوب العدل فى أمثال هذه المحاكمات:”لا تقبل شكاية على كاهن (شيخ )إلا على شاهدين أو ثلاثة…”.
– إن للأسقف الحق في مكافأة القسوس:
وعن ذلك يقول القديس بولس لتلميذه تيموثاوس في نفس الرسالة:”أما القسوس(الشيوخ) المدبرين حسناً، فليحسبوا أهلاً لكرامة أفضل، ولا سيما الذين يتبعون في الكلمة والتعليم ” .
وهنا نؤكد أن من حق الأسقف ترقية القس لرتبة القمصية،كما يحق للبابا تجليس الأسقف العام على أبريشية أو ترقيته أسقف الأبريشية إلى رتبة مطران،ويحق للأسقف العام الترشح لمنصب البطريرك.
أساقفة (تيك أواى) غير مؤهلين للعطاء للكنيسة.
من الجدير بالذكر أن الراهب لابد أن لايسعى نحو رتبة كهنوتية، كما كان من حق رئيس الدير تجريد الراهب الذى يعسى مثلا لرتبة الأسقفية، ولذلك يجب عند رسامة الأسقف وضع اللوائح بحيث لايقل عن عشرة سنوات أو خمسة عشرة عاماً،حتى نعطى له فرصة التعليم في المدرسة الرهبانية –الدير – التى خرجت آلاف الآباء والأساقفة والبطاركة
ونجحوا في قيادة الكنيسة والمجامع المقدسة،وشهد لهم العالم مثل البابا”أثناسيوس الأول”البطريرك رقم(20)(328-373م) – للأسف المحاكمات الكنيسة للآباء الأساقفة والكهنة التى كانت في أواخر عهد البابا شنودة الثالث البطريرك رقم(117)(1971-2012م) كانت معظمها ظالمة وأدت لترشد عائلات وأسر،وسمحت بوجود تكوين فئة ضد رموز الكنيسة.
وهنا نذكر أن أسقف أو مطران المحاكمات “الأنبا بيشوى” فى عهد البابا السابق إلتحق بالرهبنة في 16 فبراير1969م بدير السريان العامر، بوادي النطرون مكرم إسكندر نقولا، وعرف باسم الأخ توما السريانى ثم رسم راهباً ثم قساً ثم قمصاً ثم أسقفاً في 24 سبتمبر 1972م.
وهنا لو جمعنا فترة إعداده لهذه المهمة وتعليمه كلها كانت ما بين( 16 فبراير 1969-24 سبتمبر1972م) السؤال هل هذه الفترة كافة لإعداد أسقف يقود شعب وبعدها يحاكم آباء أساقفة،وآباء كهنة ؟
هل كان لديه ذكاء وعبقرية خارقة الحدود؟ أو كان ذلك مجاملة لشخصة الكريم؟ كل هذا لا مشكلة ولكن تكمن الأهمية في حجم المحاكمات الكنسية التى شكلت جماعات متفرقة ضد الكنيسة.
ومن هنا وجد تيار ضد مطران المحاكمات من أسر الأساقفة والآباء الرهبان والآباء الكهنة.
هنا نؤكد أن البابا تواضروس الثانى بيحاول علاج هذه الأوضاع وإعادة النظر فيها مرة أخرى.
وهنا يستحق منا الإشادة بهذا الإصلاح للمسار العقلنى من أجل وحدة الكنيسة القبطية.
بدلاً من المطالبة بعزل البطريرك – أين الضمير والعقل؟
هنا نسجل نموذج آخر أسقف أسيوط الحالى دخل دير الأنبا بولا يوم(15 سبتمبر 1986م) سامه قداسة البابا شنودة الثالث قسًا يوم(27 مايو 1991م)، أسقف عام: 6 يونيو 1993م.
يعنى ما بين (15 سبتمبر 1986 -27 مايو 1991م) كان أخ تحت الأختبار للرهبنة ثم راهباً ثم قساً ثم أسقفاً،وباللإضافة لذلك سكرتيرًا للبابا السابق (حوالي 21) ،وذكرنا فى المقال السابق ثغرات الفساد في مقر الدار البطريركية.
ولم يكتفى هذا الأسقف بوضعه بل سعى لرسامة شقيقة أسقفاً على بنى سويف.
في 17 يناير1992 م إلتحق بدير المحرق أخ تحت الرهبنة في 15 يونيو1997م أسقف عام يعنى ما بين (17 يناير1992-15 يونيو1997م) أخ تحت الأختبار وراهب وقساً وأسقفاً عاما ثم أسقف لبنى سويف.
السؤال هنا هل كان لشقيقة سكرتير البابا السابق دور في رسامته أم لا ؟
هل الأسقفية أصبحت تخص عائلات معينة؟ ما المدة الزمنية التى تعلمها كل منهم ليتم إعداده لهذا العمل ؟
رجاء تحكيم العقل والضمير لنقف على جذور مشاكلنا والثغرات لعلاجها وهذا ليس عيباً.
ولعب هذا الأسقف السكرتير دور في رسامة العديد من الآباء الأساقفة في فترة عمله كسكرتير.
ومن هنا نستطيع أن نتلمس طبيعة العقبات التى يتم وضعها في طريق البابا الحالى وعرقلة مسيرة الاصلاح للنهوض بالكنيسة من أزمتها التى لابد في المقام الأول من إصلاح الرهبنة وحسن أختيار الآباء الأساقفة لأنهم يقودوا الكنيسة والشعب نحو معرفة الله.
وأخيراً…..من يريدون ويطالبون بعزل البابا تواضروس الثانى عليهم دراسة الأمور بالمنطق والفكر السليم- البابا تركته صعبة في بعض النواحى، علينا جميعاً نتكاتف من أجل الإصلاح والعمل البناء من أجل التقويم وصالح كنيستنا القبطية.
للحديث بقية.
أحبائي
البابا تواضروس هو بابا الاسكندرية وهو شخصية وطنية
وهو يحاول أن يفوم ببعض الاصلاحات داخل الأروقة الكنسية
وهذا الرجل الذي تولى موقعه في ظروف صعبة هو بحق جدير بالمسئولية
أحبائي
دعوة محبة
ادعو سيادنكم الى حسن الحديث و آدابه …واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
جمال بركات…مركز ثقافة الالفية الثالثة
أستاذنا الاديب الكبير جمال بركات….نحن جميعا مع سيدنا في كل اصلاحاته تحياتي لشخصكم الكريم…وللدكتورة