الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
أبونا أباكير السرياني

في ذكرى رحيله.. جوانب مضيئة في حياة أبونا أباكير السرياني!

ماجد عزت إسرائيل

عندما غيب الموت الروحانى أبونا أباكير السرياني فى 26 مارس 2002م، خسرت الكنيسة والرهبنة نموذجاً رفيعاً يحتذي به لدى شباب الكنيسة وراغبى الرهبنة القبطية.

فعقب رحيله توالت الشهادات من كنيسة الشهيدة دميانة بمنطقة المعصرة بحلوان لوصف بعض الجوانب المضيئة وبصماته التى لا تحصى في العديد من المجالات.

واجمع شعب الكنيسة بحلوان والآباء الرهبان بدير السريان ببرية شيهيت بوادي على فرادة هذا الراهب

وتميزه بين كواكب ورهبان البرية،واليوم 26 مارس 2019م تحل علينا الذكرى السابعة عشر رحيله عن عالمنا الفاني.

هنا يجب علينا قبل الحديث عن الجوانب المضيئة في حياة أبونا أباكير السرياني

 أن نتعرف على السيرة الذاتية لهذا الأب الفاضل- فاسمه العلمانى (قبل الرهبنة) صفوت وليم إسكندر

وقد ولد فى(7 أكتوبر1957م)، بحى المعصرة التابع لمدينة حلوان،محافظة القاهرة

وإلتحق بكلية الطب بالقصر العينى وتخرج فى نوفمبر عام1981م

وبعدها واصل دراساته العليا فحصل على دبلومة المسالك البولية فى عام1984م

وحصل على الماجستير فى الجراحة فى عام 1988م، وقام بإعداد أطروحته للدكتواره

ولكنه لم يستكملها من أجل الرهبنة.

فقد تم رسامته شماساُ فى(11 يوليو 1985م)، وفى(31 مارس2001م)

تم رسامته على يد المتنيح قداسة البابا “شنودة الثالث” البطريرك(117)،(1971-2012م)

راهباً باسم “أباكير السرياني“،ومن الطريف أنه جمع مابين أسمه فى الشماسيه والرهابنة

وربما لم تكن صدفة بل أختيار من السماء،وفى دير السريان العامر ببرية شيهيت بوادي النطرون

مارس حياته اليومية كراهب، وظل يخدم بها حتى نياحته فى(26 مارس 2002م).

أى مضى على رحيله سبعة عشر عاماً،ولاتزال روحه الطاهرة تحوم حول.. أشقائه وأصدقائه وشعب كنيسته بالمعصرة، ورهبان دير السريان ولانبالغ في القول في برية شيهيت بأكملها

وهنا لانملك ألا أن نقول ما ورد بالكتاب المقدس حيث ذكر قائلاً:”اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ.انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ.”(رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 7)،وأيضًا “الْحَيَاةُ الصَّالِحَةُ أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ، أَمَّا الاِسْمُ الصَّالِحُ فَيَدُومُ إِلَى الأَبَدِ.” (سفر يشوع بن سيراخ 41: 16)،وكذلك” “اكْتُبْ: طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ”.”نَعَمْ” يَقُولُ الرُّوحُ: “لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ”(سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 13).

من الجوانب المضيئة في حياة الراهب أباكير السرياني حبه للشعر،وخاصة عندما يعبر بمحبته لبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية،حيث يعد البطريرك خليفة السيد المسيح ورسله والحاكم في عقد شرعه،واسم البطريرك مأخوذ من مفهوم الأبوة فمعناه الأب الأول.

فبطريرك الكنيسة القبطية هو راعى الرعاة ورئيس رؤساء كهنتنا خليفة القديس مرقس الإنجيلي،وبطريرك المدينة العظمى الإسكندرية وكل كورة مصر ومالها من المدن وتوابعها سواء في مصر أو في خارجها.

وهنا عبر أبونا أباكير السرياني في الكلمات التالية عن محبته لأبيه راعى الرعاه وبطريرك الكنيسة القبطية الإسكندرية المتنيح البابا شنودة الثالث البطريرك رقم (117)(1971-2012م)

حيث كتب قائلاً:

انبا شنودة يا راعينا يا شمعة القرن العشرين

انر عقولنا و اخبرنا من تشبه من القديسين

مارمرقس الرسول علمنا طريق المسيح

وانت خليفته الجليل سرت على الدرب الصحيح

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

بشر بولس باكتمال اليهود و الأمميين

بشرت فى كل البلاد فى المهجر و المصريين

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

الانبا انطونيوس زمان اسس طقس الرهبنة

رعيت اولاده الرهبان و عمرت الاديرة

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

رئيس المتوحدين العظيم انبا شنودة

حملت اسمه الثمين اللى اصبح انشودة

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

يا يوحنا القرن العشرين فوك اغلى من الذهب

كلامك در ثمين فى العظات و فى الكتب

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

جمعت كل هؤلاء فى شخصك يا امين

يحفظك رب السماء لنا مئات السنين

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

انبا شنودة يا راعينا يا شمعة القرن العشرين

يحفظك رب السماء لنا مئات السنين

ومن الجوانب المضيئة في حياة أبونا أباكير السرياني أيضًا رثائه إلى أولاد شقيقته جيهان في ذكرى الأربعين على رحيلها حيث كتب قائلاً:

أبكيك أم أبكى حياتى وقد….. فارقتينى وسبقتنى خطاك

أنت في فردوس النعيم سكنت…بينما أسكن عالم الأشواك

في بهاء الملاك أشرقت لأنك……….. قد عشت بيننا كالملاك

سوف أبكى ما عشت ولن تجف……..دمعتى إلا حينما ألقاك

كم كان رائعاً صبرك أختى………أبد لم يفارق الشكر فاك

بسمة حلوة على شفتيك………… وبك ألم يعتصر حشاك

كنت شمساً انارت حياتنا…. …وصباحاً قد غاب عنا ضياك

كنا نبغى شفاءك والرب……….كان يبغى نعيمك فاصطفاك

كيف نبكى ونحزن بينما………….فرحت بك ملائكة السماء

ترنمت بمدح البتول فصرت……….في أحضان أمنا العذراء

احتملت بصبرك وشكر فنلت…….. منزلة الأبرار والشهداء

فهنيئا يا جيهان واذكرينى حبيبتى….. …أما الرب حتى يوم اللقاء

ومن الجوانب المضيئة في حياة أبونا أباكير السرياني كذلك حبه للترجمة للسير الآباء والقديسين، فقد ترجم في مقالته عن الشهداء للقديس كبريانوس ووهذا القديس وُلد ثاسكيوس كابلكيانوس كبريانس في قرطاجنة عام(208م) في بيت ذي مركز وجاه وثقافة، ومن أبوين رومانيين وثنيين وثريين،وفي مطلع شبابه

أصبح خطيبًا بارزًا،ثم معلمًا في الخطابة والفصاحة، لمس الله قلبه على يد قس نقى اسمه “كابلكيانوس” فاعتنق المسيحية وقبل سر العماد(245م)،وبعدها وزع ثروته على الفقراء والمساكين.

فلما رأى أسقف قرطاجنة ما صار إليه الرجل الفذ، رسمه كاهنًا.ثم خلا كرسى قرطاجنة بوفاة راعيها، فألح الشعب بتسليم عكاز الرعاية إلى كبريانوس الذي تسلم مهام المنصب في مطلع عام(249م).

كان كبريانوس رجل الصلاة والتأمل والتأليف.وكانت فضيلة المحبة والعطف على الناس في مقدمة فضائله.وعندما قام الملك فالريانس عام(257 م )، يضطهد كنيسة الله ويدمرها،شعر القديس كبريانوس في نفسه بأن الله يدعوه إلى أمجاد ملكوته، وأن ساعته قد أتت وأن الرب يسوع الكاهن الأعظم يريده ذبيحة نقية على مذابح حبه، فلم يتوارَ كالمرة الأولى، بل أخذ يقول: “إني أريد أن أموت لأجل إلهي.

ينبغي لنا أن نفكر الآن في الحياة الدائمة أكثر مما نفكر في الموت.

واسشهدا هذا القديس حيث قطعت رأسه وصعدت روحه الطاهرة إلى السماء في سبتمر عام(258م).

 

ومن الجوانب المضيئة في حياة أبونا أباكير السرياني،كذلك حبه التعليم والخدمة والتسابيح الروحانية،فتولى بكنيسة الشهيدة دميانة بالمعصرة مدارس الأحد، ويذكرنا ذلك بالقديس “حبيب جرجس” صاحب فكرة مدارس الأحد، فعاش أبونا أباكير على دربه،وأيضًا تأسيسه لكورال مدارس تى اجيا دميانة.

ولحب أسقف المعصرة نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتي والآباء الكهنة لسيرته العطرة،وكنموذجاً لشباب الكنيسة والأبريشية وتوابعها،تم رسامة كاهن باسم”أباكير”في أوائل مارس 2019م لكنيسة الشهدة دميانة بالمعصرة.

وآخر لكنيسة أخرى تابعة لأبرشية حلوان والمعصرة وتوابعها.

وأخيراً،يحتفل دير السريان والأسرة سنوياً بالقديس الروحانى”أباكير السرياني“، تحت رعاية الحبر الجليل نيافة الأنبا”متاؤس”رئيس دير السريان،بإقامة قـداس الـذكرى السنوية يوم الأثنين26 مارس 2019 م .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏لحية‏، و‏‏قبعة‏، و‏نظارة‏‏‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.