الشيماء حسن تكتب : فوبيا التفكير
هل تملك حرية الاختيار ؟
– لا .. لاننى صغير جدا
نعم ولكن .. هل الاطفال غير قادرين على الاختيار ؟ هل يجب على الكبار ان يقرروا كل شئ بالنيابة عنك ؟ ان ظل الكبار يقررون فكيف ستتعلم اتخاذ القرار ؟ وهل الكبار دائما يملكون قراراتهم ؟
– لا .. لأن الحياة جلتنى ولدا ( او بنتا ) ولان اهلى اختاروا لى اسمى
نعم ولكن .. هل يجب ان نختار كل شئ فينا حتى نكون انفسنا ؟ هل من المستحيل ان يغير الانسان شكله او جنسه او اسمه ؟ هل كل الاولاد ( البنات ) الذين يحملون نفس الاسم متشابهين ؟ هل انت تمثل فقط من تشير اليه بيانات بطاقتك الشخصية ؟
– لا .. لانى لا اعرف نفسى جيدا
نعم ولكن .. هل يشترط دائما ان تعرف ذاتك حتى تختارها ؟ هل يمكن لاى انسان ان يعرف ذاته 100% ؟ اليس ما ما تعيشه كل يوم هو ما يجعلك تعرف نفسك اكثر فاكثر ؟
– لا .. لان الاخرين يجبروننى على عمل اشياء كثيرة ( بوس تيتا ياولا \ كل خضار )
نعم ولكن .. الا تستطيع رفض هذه الاشياء ؟ هل واجبات والتزامات الانسان تحد بالضرورة من حريته ؟ هل يمكن لاى انسان ان يكون حرا تماما ؟ هل تتحدد شخصية الانسان بناء على افعاله؟
– نعم .. لان لى شخصيتى المنفردة وافكارى الخاصة
نعم ولكن .. هل قمت باختيار شخصيتك ام انك ورثت بعض ملامحها ؟ هل اختيارك ان تكون ذاتك يعنى بالضرورة ان تختلف عن الاخرين ؟ الا تتأثر ابدا باراء الاخرين ؟ هل تتحكم فى حالتك المزاجية ؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ما الذى تدين به لاهلك ؟
– كل شئ لانهم منحانى الحياة
نعم ولكن .. ان كنت تدين لاهلك بكل شئ افلا تدين لنفسك بشئ ؟ هل والداك يملكان حياتك ؟ هل والداك هما من انجباك ام الطبيعة ؟ هل كنت ستقول نفس الكلام لو اهملاك والديك ؟
– الامتنان .. لانهما يطعمانى ويهتمان بى
نعم ولكن .. ماذا عنك الا تخدم انت ايضا اهلك ؟ ماذا لواختلفت مع والديك ألن تظل تشعر بالامتنان ؟ الن يهتم والداك بك حتى لو لم تكن ممتنا لهم ؟ عندما تستطيع الاعتماد على نفسك هل ستظل ممتنا لهم ؟
– الحب لانهم يحبانى كثيرا
نعم ولكن .. هل يمكن للانسان الا يحب ابناءه او والديه ؟ هل تحب والديك بنفس قدر حبهما لك ؟ هل نحب الناس فقط لانهم يحبوننا ؟ الا تشك احيانا فى حبهما لك ؟
– انتمائى لهم لان ذلك يبعث على الاطمئنان
نعم ولكن .. هل الاسرة شئ مطمئن بالضرورة ؟ ان كان ذلك يشعرك بالاطمئنان فهل ستتمكن من الانفصال عن اسرتك يوما ؟ هل يقيم الناس اسرا فقط للشعور بالاطمئنان ؟
– لا شئ .. لأننى لم اطلب منهما ان يمنحانى الحياة
نعم ولكن .. هل تعرف احدا طلب الحياة من قبل ؟ هل ستطلب رأى اولادك قبل أن تنجبهم ؟ الا يختار الانسان الحياة مع كل يوم جديد ؟ الا تشكر من يمنحك هديه مفاجئة ؟
– ادين لهم بسعادتى
نعم ولكن .. هل ستشعرهم بالندم على انجابك ان صرت تعيسا ؟ ماذا لو اصبحت سعادتك مصدر حزن لهم ؟ هل يكون الانسان سعيدا بنفسه ام بالاخرين ولنفسه ام لغيره ؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هل تحب النظر الى نفسك فى المرآة ؟
– نعم لاننى وسيم
نعم ولكن .. هل ترى نفسك وسيما فى كل مرة تنظر لنفسك فى المرآة ؟ هل الجمال مادى تراه الاعين فقط ؟ هل انت وسيم فعلا ام انك من ترى نفسك وسيم ؟ هل ترى نفسك وسيم لانك تحب نفسك ؟
– نعم .. لاعرف نفسى جيدا
نعم ولكن .. هل تعكس المرأة صورتك الداخلية ؟ ماذ يفعل المكفوفون ليعرفوا انفسهم ؟ الا يمكن ان يكون مظهرك طيبا رغم انك شرير بداخلك ؟
– نعم .. حين ارتدى ملابس جميلة
نعم ولكن .. هل تدل ملابسك على شخصيتك ؟ الا يتغير زوقك فى الملابس مع الوقت وتغير الموضة ؟ هل يكون الانسان قبيحا حين تكون ملابسه بالية ؟ هل تفضل رؤية الملابس اكثر من نفسك ؟
– لا .. لانى لا احب شكلى فيها
نعم ولكن .. هل تفضل ان تكون غير مرئى ؟ اليس من الضرورى ان يتقبل كل انسان شكله ؟ الست فى حاجة الى رؤية نفسك فى عيون الاخرين ؟ هل يمكنك التعرف على الاخرين دون ان ترى مظهرهم الخارجى ؟
– لا .. لاننى لا ارى سوى عيوبى
نعم ولكن .. لماذا لا ترى مميزاتك ايضا ؟ هل يوجد انسان بلا عيوب ؟ اليس ما تعتبره عيبا فيك هو ما يميزك عن الاخرين ؟ الا تحب الاخرين لو كان لديهم عيوب شكلية ؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الاسئلة السابقة هى تساؤلات يثيرها اطفال صغار جمعهم كتاب من سلسلة الفيلسوف الصغير تأليف ” اوسكار برينيفييه ” تحت شعار التفكير متعة والغرض من تعدد الاجابات تحفيز الذهن لدى الاطفال على التفكير والتساؤل لمساعدته على بناء رؤية ذاتية للحياة وتكوين شخصيته ( والعياذ بالله )
حين عثرت على هذا الكتاب وتعرفت على السلسلة المذكورة لم اكن اتوقع او يتبادر الى ذهنى لحظة ان تكون اجابة هذه الاسئلة الطفولية البريئة بمثل هذا العمق الذى يحدث ربكة لدى الكبار فما بالنا باطفال صغار ماهولاء المجانين ومن لهؤلاء الاطفال فى هذه العواصف الفكرية .
لكن التفكير والتساؤل هو فطرة انسانية بديهية وهو السبيل لتطور الانسان او جموده وقد وعى هؤلاء الغربيون التقدميون هذه الفطرة فتعاملوا معها بانسيابية وعملوا جاهدين على مساعدة الاطفال فى تشكيل وعيهم منذ نعومة اظافرهم وتحفيز خيالهم فكان وجود مثل هذه السلسلة وغيرها الكثير . فلا عجب اذن ان نرى منهم اساتذة وعلماء افذاذ فى علم الفلك • علم الكون الفيزيائي • علم المجرات • علم الكواكب • علم الأحياء وغيرها من فروع العلوم الطبيعية والاجتماعية .. كل التخصصات اصبحت حكرا عليهم فى السنوات الاخيرة بينما نحن العرب لم نعرف الى بعض هذه الفروع سبيلا بعد
وكل حين يبرز اسم عالم عربى لكنه لا ينجح ولا نعرف قدره الا حين ينتقل لتلك البلدان التى تهيئ المجال للتفكير والابداع والتجارب والتساؤل نلفظه نحن لاننا مجتمعات ترهب التساؤلات وتخشى التجربة
هل الله موجود ؟ اين الله ؟ هادخل الجنة ولا النار ؟ انا جيت ازاى ؟
اسئلة يطرحها كل طفل صغير حين تتوعده امه بعذاب النار اذا فعل كذا او لم يفعل كذا او تمنيه بالجنة وما فيها اذا تأدب او تخبره بان الله يحبه لانه يفعل فعلا خيرا .. يطرحها .. لانه لا يعرف الها سوى امه ولا يرى جنة الا فى فخرها وحبها له وتلسعه نار غضبها وزجرها واعراضها عنه لذا حين تذكر الله امامه يتعجب متسائلا هل الله موجود !
سؤال تأتى اجابته سريعة من اغلب الامهات ( استغفر الله العظيم ) يرهبه الجواب فيصيب دماغه بشلل لتكون بداية التقزم الفكرى و يبقى السؤال فى ذهن الطفل بلا اجابة واعية
هل الله موجود !
لماذا في مدينتنا ؟
يصيدون العواطف والعصافيرا
لماذا نحن قصديرا ؟
وما يبقى من الإنسان
حين يصير قصديرا ؟
لماذا نحن مزدوجون
إحساسا وتفكيرا ؟
لماذا نحن ارضيون ..
تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟
*الشعر لنزار قبانى