أشرف حلمى
اصدر مجلس أساقفة وممثلي الكنائس الرسولية الشرقية في أستراليا ونيوزيلندا برئاسة المطران روبير رباط بيانا بعد الاعتداءات المروعة على المسجدين في مدينة كنيسة المسيح بعنوان ( أبكوا مع الباكين ) هذا ما يوصينا به القديس بولس في رسالته إلى أهل رومة (12: 15). وجاء في البيان ما يلي:
بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، وهو وقت تجمع المسلمين في مساجدهم للصلاة فيما اليهود يستعدون لاستقبال يوم السبت والمسيحيون يحضرون أنفسهم للذهاب على كنائسهم من أجل المشاركة في صلوات المساء خلال زمن الصوم , امتدت يد الشر مرة أخرى لتعكر صفو هذه التجمعات السلمية موجة ضربة جديدة حامله معها الفوضى والحزن, وهذه المرة إلى قلب المجتمع المسلم في كرايست تشرش، نيوزيلندا.
نحن أساقفة وأعضاء مجلس الكنائس الرسولية الشرقية في أستراليا ونيوزيلندا أصبنا بالحزن جراء هذا الحادث المأساوي وأعماله الوحشية التي حصلت على تراب بلد مجاور عزيز على قلوبنا وقلوب مؤمنينا, بلد معروف بحبه للسلام والوئام بين مواطنيه المتنوعين.
نجدد رفضنا التام للعنف ونعبر عن قلقنا العميق لانتشار قوى الظلام الخبيثة التي تدنس بشكل همجي أماكن العبادة المقدسة وترهب المؤمنين الأبرياء في كل أنحاء العالم الذين يصلون إلى خالقهم الرحيم متوسلين إليه لكي يمنح قلوبهم وقلوب البشر جميعاً السلام. هذه الهجمات التي يقوم بها أشخاص أضاعوا بوصلة الأخلاق تتكرر مع الأسف بوتيرة غير مسبوقة لم يعرفها عالمنا الحديث , ندين هذه الأعمال المروعة لكونها جرائم ضد الإنسانية وخطايا ضد الله , هذه الأعمال ضد كل ما تبشر به الأديان السماوية وكل ما تصبو إليه الكرامة البشرية.
نتحد مع مؤمنينا في أستراليا ونيوزيلندا بالصلاة إلى الله لكي يرحم أنفس الذين ماتوا , نقدم تعازينا العميقة لعائلات جميع المتوفين ونطلب من الله تعالى أن يمنح الجرحى الشفاء العاجل, كلنا ثقة بأن العناية الإلهية سوف ترشد المسؤولين المدنيين والروحيين في نيوزيلندا لكي يعملوا على تضميد الجروح الجديدة التي سببها الشر، مذكرين إياهم بكلمات نشيدهم الوطني: “البشر من كل عقيدة وعرق يتجمّعون هنا أمام وجه الله، طالبين منه أن يبارك هذا المكان؛ السلام لا الحرب، هو ما يجب أن يكون فخرنا .
بذلك يكونون أكثر تصميماً على الحفاظ على حرية التعبير وحرية العبادة بالإضافة إلى التالف والتناغم وهما السمة المميزة لنيوزيلندا على مدى القرن الماضي. نتمنى أن تسود رسالة المحبة والسلام التي هي جوهر الأديان الإبراهيمية وأن يتم التبشير بها على رغم ما يبدو أنه محاولة متعمّدة للنيل من أخوّتنا الروحية الأساسية.
ندعو جميع مؤمنينا خصوصاً خلال زمن الصوم المقدس إلى أن يصلوا بشكل متزايد لكي يحل ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ملك السلام سلامه الدائم على البشرية خصوصاً على الأبرياء الحزانى والمتألمين.