الأحد , ديسمبر 22 2024
مختار محمود
مختار محمود

الضابط القاتل المتحرش المدمن

 

مختار محمود

واقعة قتل ضابط شرطة مصرى لصديقته بالهرم، لا يجب أن تمر مرور الكرام، أو التعامل معها باعتبارها واقعة فردية، بل ينبغى أن تكون جرس إنذار لما هو أخطر.

التفاصيل تقول إن ضابطاً برتبة نقيب قتل فتاة عشرينية، يرافقها منذ 8 سنوات، عندما لكمها بقوة فى وجهها، بعدما صفعته، لأنه تحرش بغيرها!!

وفى التفاصيل أيضاً.. أن الضابط المتهم كان يكلف صديقته طوال الفترة الماضية بشراء المواد المخدرة، ليتعاطياها سوياً، ما يعنى أننا أمام ضابط قاتل ومدمن ومتحرش ويمارس الرذيلة، بحسب ما ورد فى التحقيقات المنشورة وفى ضوء اعترافاته.

وبغض النظر عما سوف تنتهى إليه القضية، فى ظل توجيه تهمة القتل العمد لضابط الأمن المركزى، فإن تلك الواقعة تطرح كثيراً من التساؤلات والاستفسارات المنطقية، والتى لا تنال من كل ضابط يؤدى دوره على  أكمل وجه، ولا يسئ استغلال نفوذه، ويتعامل مع وظيفته بكل مسؤولية وتقدير واحترام، وهم الأكثرية بكل تأكيد..

من المؤكد أنه لولا وفاة صديقة الضابط، لبقيتْ تلك العلاقة غير الشرعية طيَّ الكتمان، ولظل هذا الضابط فى الخدمة لم يمسسه سوء، متمتعاً بنفوذه ومتفاخراً بلقب “الباشا”، ومستمراً فى تحرشه وتعاطيه المخدرات.. فهل يخضع الضباط، لا سيما أصحاب الرتب الصغرى، لتحليل المخدرات والتفتيش الدورى والتأهيل النفسى؟

تحرش الضباط بالفتيات والنساء، ليس أمراً طارئاً، بل قد يصل إلى حد “الظاهرة”، والوقائع كثيرة ومعروفة، وكان آخرها واقعة الضابط الذى ساوم إحدى السيدات على شرفها، أو تلفيق تهمة حيازة مخدر الهيروين لها، ولكنها تمكنت من تسجيل مكالماته، وتمتْ إدانته بالفعل مؤخراً.

وقبل عام.. تمت إدانة ضابط وأمين شرطة لتكوينها تشكيلاً عصابياً لسرقة وتفكيك السيارات الفارهة بإحدى المدن الجديدة وبيعها، وقِسْ على ذلك وقائع لا حصر لها، نشرتها الصحف وتداولتها وسائل الإعلام فى حينها.

وإذا كانت هناك نماذج سلبية متعددة إلى هذا الحد، فالسؤال الذى يطرح نفسه هو: كيف تسلل هؤلاء الأشخاص إلى كلية الشرطة، وتجاوزوا اختباراتها المتعددة والصعبة، وتدرجوا فيها، وتخرجوا وأصبحوا ضباطاً، ولم يتعرضوا للمساءلة أو الفصل من الخدمة؟ والسؤال الثانى: لماذا لا تتطهر وزارة الداخلية، وهى قادرة على ذلك، من مثل هذه العناصر الشاذة، أولاً بأول، حتى تدرأ عن نفسها أى شبهة، وتقطع الطريق على المزايدين الذين يتربصون بها من الداخل والخارج، وحتى لا يكون من بين رجالها الأكفاء “ضابط قاتل ومتحرش ومدمن، ويمارس الرذيلة” فى آن واحد؟!

وكما أن التحية واجبة ولازمة لكل ضباط مصر الشرفاء والمحترمين، فإن التطهير الذاتى من كل العناصر التى تسئ إليهم، واجبٌ ولازمٌ أيضاً..

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.