الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الكنيسة القبطية
البابا تواضروس الثاني

إرث البطريرك وحكاية عزل البابا تواضروس الثاني(ج 2) !!

د.ماجد عزت إسرائيل

من الجدير بالذكر أن هذه الأيام تشهد حملة من قلة تكاد أن تكون معروفه لدي كثيرين،وأيضًا لدي الكنيسة تطالب بمحاكمة وعزل البابا قداسة البابا” تواضروس الثاني” البطريرك رقم (118) – تولى منذ 4 نوفمبر 2012م – وحتى كتابة هذه السطور أطال الله عمره سنين عدة وأزمنة سالمية)،وفي السطور التالية بهدوء….. نرد على هذه الحملة في سلسلة من المقالات التاريخية والموضوعية بشأن حكاية عزل البابا تواضروس الثاني.

هنا يجب أن نتحدث عن أرث البابا شنودة الثالث البطريرك رقم(117)(1971-2012م) واليوم تحل علينا ذكرى نياحته في 17 مارس 2012م.

قبل الحديث عن أرث البابا شنودة الثالث، نود أن نعود للماضى البعيد من أجل التذكير، حيث قامت جماعة وعلى رأسها أحد الأساقفة كان يطالبون بعزل البابا ومحاكمته،ووضع أموال الكنيسة تحت إدارة لجنة مختارة،وهو أيضأ ما تريده الجماعة التى تطالب بعزل البابا تواضروس الثانى – ونحن نذكر هذه التفاصيل الخارجة نوعا ماً عن الموضوع لنظهر كيف تتم المؤامرات ضد البطريرك الحالى .

علينا متابعة هذا الموضوع- فقد طالبت جماعة يقودها أسقف يدعى “يوحنا ” بعزل البابا خرستوذولس البطريرك رقم (66) (1046-1077م)،هذا البابا الذى ترهب بدير البراموس بوادي النطرون، وعاش حياة الوحدة في صومعة في نتراوه وقد تم اختياره عن طريق أراخنة مدينة الإسكندرية،ورُسِم بطريركًا في(15 كيهك 763 ش/11 ديسمبر 1046م) وتزامنت مدة حبريّة في زمن خلافة الخليفة الفاطمي المستنصر(1036-1101م).

وقد نالته متاعب كثيرة على يد الوزير “اليازوري” الذي كان شديد الكراهية للمسيحيين عامة وللأقباط خاصة.

وأيضًا متاعب على يد رجال قبيلة “اللواته” ،وسجن البابا أكثر من مرة ودفع الفدية.

وأيضَا وجهت له العديد من التهم.

وأغلقت الكنائس كثير في عصره ،وسلبت ونهبت أموال الكنيسة من جانب السلطة الحاكمة،وتعرضت الأديرة لهجمة شديدة على يد “ناصر الدولة”، وذبحوا الكثير من الرهبان وأسروا البابا وعذبوه، لكن الله نجاه،وعندما أحب “يوحنا بن الظالم” الأسقفية وسعى لدى البابا حتى ولاه أسقفية على مدينة سخا.

وبعدها تحالف معه بعض الأساقفة وجمهور من الشعب للمطالبة بعزل البابا وادعوا بأن رسامته غير قانونية.

لكن استطاع أبى زكريا يحي بن مقارة وهو شيخ فاضل يعمل في بلاط الخليفة أن يتدخل وينهى هذه المشكلة،هنا نؤكد أن المؤامرات موجودة في كل وقت وكل زمان،ويحركها مجموعة أساقفة، رحل الأسقف وذكرت مؤامرته،ورحل البابا خرستوذولس، ولكن يشهد له التاريخ بين بطاركة الكنيسة القبطية، ففى عهده شيدت عشرات الكنائس على الرغم من الاضطهادات،واحتفظت مصر برأس القديس مارمرقس،وجلس على كرسى مارمرقس (31)عاماً.

وقبل أن نطالب بعزل البابا تواضروس الثانى البطريرك رقم(118)(منذ4 نوفمبر 2012م)،لابد أن نعرض على هؤلاء القلة أرث البابا من المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث (1971-2012م) نذكر هنا فقط بعض الأمثلة على سبيل المثال وليس الحصر في النقاط التالية:

– الدار البطريركية

– إدارة الدار البطريركية(السكرتارية)

– رهبان وأساقفة غير مؤهلين للعطاء للكنيسة

– قساوسة وكهنة يخدمون تحت نير الوقف عن الخدمة أو الطرد أو الشلح.

– ظاهرة الحركات الانفصالية للأديرة.

– الدار البطريركية

في البداية سوف يكون حديثى مختصراً، وبالتأكيد الحفاظ على الكيان الكبيرة الذى نقدره وهو الكنيسة القبطية،وأيضًا على بعض الشخصيات التى نحترم كهونتها فقط- الدار البطريركية هى المقر الرئيسى للمؤسسة الكنيسة، حيث مقر البطريرك، وتعرف أحيانا بـ”القلاية” أو “القلاية البطريركية”، وكان مقرها فى بداية الأمر فى مدينة الإسكندرية حيث بشر القديس مرقس الرسول بالمسيحية؛ وهو أول البطاركة (56-68م)، ومن هنا أخذ البابا لقب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

ثم انتقلت الدار البطريركية بعد ذلك من الإسكندرية إلى كنيسة السيدة العذراء “المعلقة” بمنطقة مصر القديمة بعد الفتح العربى الإسلامى لمصر عام (20هـ/640م).

ثم انتقلت الدار بـعد ذلك إلى كنيسة مرقوريوس أو أبوسيفبن بمصر القديمة بالقرب من الفسطاط.وبعد أن أمر المعز لدين الله الفاطمى (341-365هـ/952-975م) قائد جيوشه جوهر الصقلى(358-362هـ/968-972م) بإنشاء القاهرة تحولت الدار البطريركية إليها؛ واستقرت فى حارة زويلة بحى بين السورين منذ عام (703هـ/1303م).

وفى العصر العثمانى انتقلت الدار البطريركية إلى حارة الروم السفلى بمنطقة الغورية بالقاهرة، وظلت بها ما بين عام 1071هـ/1660-1214هـ/1799م.

ومع بداية القرن التاسع عشر انتقلت الدار البطريركية إلى حى الأزبكية بشارع كلوت بك الذى كان يعتبر من أكبر الأحياء القبطية آنذاك؛ وهى حاليا تعرف بالكنيسة المرقسية القديمة، ولا تزال تمارس بها الشعائر الدينية إلى الآن، وقد استمرت هذه الكنيسة مقرّا بابـوياً حــتى ختام حياة البابا “كيرلس السادس” البطريرك رقم (116) (1959-1971م).

وفى الثلث الأخير من القرن العشرين انتقلت الدار البطريركية إلى مقرها الحالى بالعباسية بدير الأنبا رويس بالقاهرة، وبالتحديد فى 25 يونيو 1968م،بينما يرجع الفضل للمتنيح لقداسة البابا شنودة الثالث، فى الانتقال إلى الدار البطريركية الجديد بالأنبا رويس،وفى حبرية قداسة البابا تواضروس الثانى،تم ترميمها بمناسبة مرو نصف قرن على تشيدها،وحاليًا المقر الدائم للبطريرك.

– إدارة الدار البطريركية(السكرتارية)

الدار البطريركية ليست مجرد مكان له جدران أو أسوار أو موقع محدد بمعالم طبيعية أو جغرافية،ولكن لهذه الدار إدارة يأتى على رأسها البطريرك ومعاونه من الأساقفة العامون، والسكرتارية،بالإضافة إلى الإداريون والفنيين والطوائف الخدمية بالدار البطريركة.

هنا سوف نلقى الضوء على البطريرك والأساقفة العامون والسكرتارية.

البطريرك

يمثل البطريرك في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أعلي سلطة دينية لذلك فإن مكانته – أو إذا جاز لنا التعبير جلوسه علي كرسي مار مرقس- تحظي بلفت أنظار أتباع مذهبه عامة وشعب كنيسته بصفة خاصة مكانة كبيرة،وحديثاً يتولى البابا وفقاً لائحة مثل البابا شنودة الثالث وأيضًا البابا تواضروس الثانى كلاهما طبقاً للائحة 1957م. والبطريرك هو خليفة السيد المسيح ورسله، وحاكم في عقد شرعه، واسم البطريرك مأخوذ من مفهوم الأبوه، فمعناه الأب الأول ولذلك هو المسئول عن كل شيء.

وبالرغم من ذلك لا يمتلك اتخاذ القرار منفرداً، لأن الكنيسة القبطية تميزت–على مر العصور– بمسحة ديمقراطية لا تخلو منها عملية صنع القرار في هذه المؤسسة الدينية، فعلى الرغم من احتلال البابا قمة الهرم القيادي في المؤسسة الكنيسة، وما له من قداسة دينية إلا أنه لا يستطيع الانفراد باتخاذ القرار،ويرجع ذلك إلى أن البابا هو “رئيس الأساقفة “فهم الذين اختاروه –بعد مشيئة الله- وكرزوه، لذلك ينص في وثيقة تكريز البابا على لسان الأساقفة يقول: “لكي يرعانا بكل الرأفة والوادعة”ولذلك تعددت مهامه وهى كما يلي: البطريرك يبارك ولا يبارك عليه، ويرأس المطارنة والأساقفة (المجمع المقدس) وأن يعمل على حفظ الدين على أصوله، وقطع البدع،والحكم بالعدل،وإعطاء الرئاسات (الرسامات والدرجات الكهنتوية) لمستحقيها والقائمين بها، ومشورة أهل العلم والتعليم لشعبه والوعظ والتهذيب، لأنه الرقيب عليهم بعد الله والمطالب بهم أمام الله.

السؤال هنا لمن يطالبون بعزل البابا ومحاكمته- هل البابا تواضروس الثانى نفذ هذه التعاليم والمهام أم تكاسل في عمله الموكل إليه من الكنيسة وشعبها؟

الأساقفة العامون

الأسقف العام هو أسقف بلا إيبارشية ولا كرسي ولا حدود جغرافية لخدمته، لكنه يعمل فى إيبارشية البابا ويعاون في اختصاصاته، كما أنه ليس له كهنة يعتبرونه رئيساً لهم، والأسقف العام هو أسقف بلا أسقفية كوزير الدولة بلا وزارة، ويعتبر”أنيانوس” أول بطريرك (68-83م) بعد القديس “مرقس”(56-68م )، وهو أول أسقف عام رسامة إثناء حياته، وبقى معه معاوناً له حتى استشهاده (68م).

ونريد هنا أن نوضح للقارىء، الفرق بين الأسقف والقسيس،إن الأساقفة لهم حق إقامة القسيس،إن الأسقف يمكن أن يحاكم القسوس.

هنا نركز على فترة وجود البابا شنودة الثالث في بداية حبريته كان هناك تحكم وقوة ونظام في إدارة الدار البطريركية،وقد تولى العديد من الأساقفة العامون مساعدته وبعدها تم تجليسهم على أبريشيات تابعة للبطريركية في هدوء،ولكن في الفترة الأخيرة استغل هؤلاء الأساقفة مكانتهم وظروف مرض البابا شنودة وساهموا في رسامة بعض الرهبان والأساقفة وكانوا غير مؤهلين لهذه الخدمة،بل أن كل أسقف أصبح له مكتب مستقل بعيد عن قلاية البطريرك وله سكرتارية أكثر من البابا ذاته،وعندما يذهب فرد لطلب شىء من البطريركية أو البابا لابد أن تمر على الأسقف وحسب المعرفة والسبوبة – ويشترطت عليك كتابة كل كلمة عند السكرتير-الشهير )أ. ظ(- هتقوله قبل الدخول للأسقف،وطريقة روتين أكثر من روتين الحكومة ذاتها،وبعدها تجلس بالساعات،وقد شاهد كاتب هذه السطور طابور من الآباء الكهنة في أنتظار الدخول للأسقف، وعند دخول الكاهن يعطى مطانية من على الباب للأسقف.

وقد تحكم هذا الأسقف في كل كبيرة وصغيرة في الدار البطريركية،وترك لزميلة الأخر بعض النواحى – سوف يأت ىالحديث عنه – ولا أنكر أن ذكاء البابا شنودة الثالث كان يدرك كل ذلك ولكن حكمته دعته للصمت لاحتواء الأزمات والحفاظ على الكنيسة في ظل جماعة الأخوان المسلمين التى تنظم كل يوم وقفة أمام الكاتدرائة – ولكن ماذا يفعل هذا المسن امام هذا الأسقف،والأكثر من ذلك دعمت هذا الأسقف قناة مسيحية شهيرة لتلميعه أعلامياً لتأهيله ليكون البطريرك المنتظر!! وبعد أن تمت رسامة البابا تواضروس الثانى بالحكمة والمحبة نجح في تجليس هذا الأسف على أحد الأبرشيات- وبصدق نجح البطريرك في زحزحت هذا الجبل..

أما الأسقف الأخر فبعد نقل هذا الجبل رفض تجليسه على أبريشية وأحيانيا يقول أن خدمتى فى المجال الثقافى جيدة وأحيانا آخر يهرب من التجليس بحجة المرض…. وفى وقت ثالث يحاول أن يقنع البابا تواضروس الثانى باخلاصه له! وهنا نستشهد بما ذكره الأستاذ حمد رزق فى مقالته المنشورة يوم(16 مارس2019م) حيث ذكر قائلاً:” أهل الكنيسة أدرى بشعابها، والبابا يقينا يعلم كنه هذه الدوائر المتربصة بكرسى مار مرقس الرسول، تود خلخلة قواعده الراسخة رسوخ الجبال الرواسى، ويقف شامخا متسامحا فى مواجهة عصبة تآمرت بليل على قدسه، صمت البابا قوة يظنها البعض ضعفا، والبابا قوى بإيمانه وبشعب الكنيسة والتفاف الشعب المصرى حول كنيسة الوطن”.

السكرتارية

هم طقم معاون للأساقفة العامون والبابا في إدارة الدار البطريركية،في بداية قداسة البابا شنودة الثالث كان يتم اخيارهم بعناية فائقة،ولكن في ظل أيامه الأخيرة كان المهم رضى الأساقفة العامون العاملين بالدر البطريركية،وبالتأكيد كان ولائهم لمن عينهم – وهم الأساقفة – ومن هنا تحكم الأساقفة فى الدار عن طريق طقم السكرتارية– ويحق لنا أن نقول”فساد إدارة الدار البطريركية – في الأيام الأخيرة للبابا رقم (117)- وأكبر دليل عندما طلب البابا قبل رحيله من الأنبا باخوميوس مطران البحيرة بإدارة أمور الكنيسة !! ولم يكتفوا بما تحقق لهم داخل البلاط البطريركى – بل رشحوا أنفسهم لمنصب البطريرك(118) المنتظر!! السؤال الذى نطرحه هنا ألم يترك كل هذا في النفس البشرية أثر ؟ أم نحن ملائكة وقدسين ومعصومون من خطأ من هذا القبيل!!.

الخلاصة… الأنبا باخوميوس مطران البحيرة يرجع إليه الفضل في انتشال الكنيسة من أزمتها، عندما سيطر على الدار البطريركية في الساعات الأخيرة من حياة المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، والبابا تواضروس الثانى الحالى جاء في ظروف سياسية صعبة كانت تمر على البلاد يحق أن نطلق عليها” سنوات عجاف”،بالإضافة للفساد الذى تفشى داخل بلاط الدار البطريركية من الأساقفة والسكرتارية والعاملين- على نحو ما رأينا – وبعد كل ذلك نريد محاكمة البابا تواضروس الثانى وعزله ووضع أموال الكنيسة تحت إدارة لجنة- بدل ما نقدم لقداسته الشكر ونحترم مواقفه وصمته وصبره وسعة صدره ومحبته على كل ما تحمله من هذا الإرث!! علينا نتأمل في هذه الكلمات على لسان القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس الأولى حيث ذكر قائلاً:”وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ، لأَنِّي أُخْبِرْتُ عَنْكُمْ يَا إِخْوَتِي مِنْ أَهْلِ خُلُوِي أَنَّ بَيْنَكُمْ خُصُومَاتٍ……. لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يُرْسِلْنِي لأُعَمِّدَ بَلْ لأُبَشِّرَ، لاَ بِحِكْمَةِ كَلاَمٍ لِئَلاَّ يَتَعَطَّلَ صَلِيبُ الْمَسِيحِ……فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ،لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: “سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ، وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ”. أَيْنَ الْحَكِيمُ؟ أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ؟….. لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ، اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ”. علينا التفكير ….بالعقل والمنطق والنظر إلى مصالح الوطن والكنيسة وشعبها!!

للحديث بقية!!

 

 

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.