أمل فرج
ماذا يعني أن يصل بيان الإرهابي النيوزيلاندي ـ قاتل المسلمين في مساجدهم ـ لمكتب رئيسة الوزراء ، ولسبعين جهة أمنية ومسئولة بنيوزيلاندا ، عن تدبيره الإرهابي وما سيفعله قبل حدوث الحادث بعشر دقائق ؟! ويمشيي في الشوارع محملا بالأسحلة ويطلق النيران المدوية ، ولا يتحرك شرطي واحد ، أو جهة أمنية واحدة ، في حين أنه عند تنفيذه الحادث بالمسجد الأول يكون قد مضى ـ على أقل تقدير ـ نصف ساعة على تبلغ الجهات الأمنية النيوزيلاندية بما هو ذاهب إليه ، فكيف وقد انتهى من قتل من قتل بالمسجد الثاني ، إذا نحن أمام مشهد جريمة مدبرة باشتراك الحكومة النيوزيلاندية ، حتى وإن لم يتم الاتفاق مع الإرهابي مباشرة .. ثم تخرج علينا رئيسة الوزراء اليوم لتعلن رئيسة وزرائهم قرار بلادها بمنح أسر الشهداء تعويضا بعشرة آلاف دولار ؛ ليتمكنوا من نقل جثامين قتلاهم .. أي استخفاف ، وأي ضعف عربي ، وأي ذل وهوان معلن بقامة الإنسان العربي .. تذكروا جيدا أننا من صنع هذا المشهد بيد الغرب ؛ فإن حاكمنا حاكمنا أولا حكام العرب الذين ذهبوا بالشعوب العربية إلى هذا المشهد المتكرر من الذل والعار العربي ..
وأتساءل لماذا حتى اللحظة لم تعلن دولة عربية أي إجراء ضد الدولة النيوزيلاندية ؟! لماذا لم تقاطع ولو دولة واحدة علاقتها بنيوزيلاندا ، أو حتى تهدد بهذا ، أو المطالبة بلهجة صارمة عن تحقيق سريع وجاد ومنتظرة نتائجه خلال أيام محددة ؟! لماذا لم تقطع دول الخليج النفط عن نيوزيلاندا ؟! لماذا .. ولماذا .. ولماذا .. وسنظل نحاسب ونسأل ـ فهذا ما تملك الشعوب المستضعفة ـ وإن علمنا الجواب ، حتى يوم يُسأل الجميع عما كانوا يفعلون ..