تراه كدير الوجه مغوم,, و اصبحت سماء حياته مكمدة بالغيوم,, قديما كانت سعادته تكاد ان تلامس النجوم,, فأمس كان ملكا متوجا على عرش الاسرة مخدوم,, بطاقات الحب و الدلال القصوى مدعوم,, و لكن لن تستمر الامور هكذا أو تدوم,, فسرعان ما يأتى ذلك الضيف الصغير الذى يزحف على بلاطه متجاوزا التخوم,, و بعد هذا الحدث الذى يراه مشئوم,, يجد حقه بين فكى كماشة مهضوم,, و على وجهتين الاهتمام فقط مقسوم,, ما بين اخيه الاكبر و ذلك الاصغر الذى تراه مذموم,, و بعدها يبدى سلوكيات عدائية لم يتسم بها قبلا فيصبح ملوما,, قد يتشرنق وحيدا حول حزنه المكتوم,, او يصير عنيفا متخذا وضع الهجوم,, و صرح فرحه اصبح مهدوم,, يعانى سوء المسلك غير مفهوم,, و للحد من تفاقم الوضع يوم فيوم,, جب عدائية لم يتسم بها قبلا فيصبح ملوما,, ,, يجب إزالته التهاب مشاعره بدفء حضن الوالدين الرحوم,, لينزع ما اصاب دواخله من سهوم ,,عن متلازمة الطفل الاوسط حديثنا يقوم
,,فهيا نحيط علما بأسبابها و مظاهرها و حلولها
متلازمة الطفل الأوسط هى ليست اضطرابا عقليا سريريا، وإنما هي مجرد ظاهرة مألوفة يمكن أن تصيب الطفل الاوسط بعد ميلاد رضيع اصغر سنا تتحول اليه طاقة الاهتمام و التدليل و تسلّط الانظار على الطفل البكر لتحمله العديد من المهام
فيجد الاوسط نفسه محصور بين فكى كماشة و يشعر بأن لا قيمه له
مما يؤدى معاناته من العديد من الاعراض المسببة لمضاعفات صحيّة جسدية ونفسية خطيرة فى حال اهمالها منها
العنف البدنى و اللفظى,, نوبات الغضب و البكاء,, ضعف الثقة بالنفس و الانطواء,, الافراط او ضعف الشهية,, العناد,, مشكلات سلوكية و دراسية,, شكاوى صحية,, مشاكل اللغه و الكلام
و كل هذة المظاهر تتم لجذب مزيد من الانتباه له بعد ان اصبح الاهتمام مركزا على طرفين دون ان يدرى الوالين فى غفلة منهم
اهم اسبابها:
الاهتمام والتقدير و اسناد المسؤليات للطفل الاكبر اليه، لأنه الابن الأول أو الفرحة الأولى للعائلة، والابن الأصغر الذى يُدلل بدرجة كبيرة، في الوقت الذي لا يلقى فيه الطفل الأوسط نفس الاهتمام أو التدليل كالاصغر او التقدير و اسناد المسؤليات كالاكبر من قبل الوالدين او حتى الاجداد
دفع الثقة للاخ الاكبر لاداء المهام و المسئوليتات للطفل.. و ايضا التغاضى عن اخطاء الاضغر .. في حين أن الأوسط لا يحظى بنفس الثقة التي يحظى بها أخيه الأكبر، وربما يُعاقب إذا ارتكب نفس أخطاء أخيه الأصغر
من المستحيل التغلب تمامًا على جميع اثار هذه المتلازمة، لكن يجب اتخاذ بعض الخطوات الضرورية التي من شأنها إشعار الطفل والقبول والأهمية فى وسط عائلته و للحد من خطورتها
الإهتمام بتقديم المزيد من الأشياء والملابس الجديدة والألعاب للطفل الأوسط، وعدم تزويده بتلك المستعملة سابقاً من قبل أخيه الاكبر
عدم نقل ممتلكات الطفل الأوسط إلى أخيه الأصغر دون معرفته فيعتبر ذلك حرمانا له بسلبه ممتلكاته دون علمه. والأكثر من ذلك أن شراء أشياء جديدة للمولود الجديد وحده سوف يشعره بالحرمان والتميز
يجب على الأهل منح هذا الطفل الكثير من الاهتمام والمسؤوليات الملائمة لعمره، مما يعزز ثقته بنفسه ويشعره بمحبة
اشعاره بأنه فرد اساسى فى الاسرة و مكانته المميزة فى قلوبهم لا يلغيها الاخ الاكبر و لا يعوضها الاصغر و ذلك بقضاء الوقت الكافي معه ومنحه المزيد من الإهتمام المتبادل من خلال الاهتمام بنشاطاته و هواياته المحببه
اثناء المناقشات العائلية، الإصغاء جيّداً إلى رأي الطفل الأوسط وإحترام أفكاره
الحرص على مدحه و الثناء عليه امام الاهل و الاقارب و عدم مقارنته اطلاقا بأخيه الاكبر او الاصغر… و علينا العلم بأن كلا لديه سمات المميزة
بعد ان كان يجلس على عرش الاسرة متوجا ظهر منافس قوى استطاع احتلال مكانته فيصبح ليس هو الكبير ولى العهد و لم يعد الصغير المدلل بل و للاسف اصبح الاقل حظوة من اخويه من هنا يزعزع متن مملكة الاسرة الهادئة متلازمة الاخ الاوسط و السبيل الوحيد لصد هجماتها هو الحرص الشديد فى معاملة اواسط العقد لئلا يخدش احد اعمدة الاسرة فيكون سقوطا مروعا
اخصائية نفسية
ماريا ميشيل
Mareya2000@hotmail.com