امل فرج
ثلاثة أيام مرت وإحنا مشفناش النوم بنبحث عن أخويا محمد في المستشفيات وبين الجثث، ولم نجده حتى ظهرت نتيجة الـDNA والتي أظهرت أنه ضمن الجثث المتفحمة بمشرحة زينهم».. بهذه الكلمات بدأ حمدي عبدالدايم يحكى مأساة البحث عن شقيقه محمد 30 سنة ضمن ضحايا حادث محطة مصر.
وقال باكيا: «سافر شقيقي محمد بعد صلاة الفجر يوم الأربعاء الماضي وركب قطار المنصورة المتجه إلى القاهرة لتقديم أوراق اعتماده معيدا بكلية الزراعة بجامعة الأزهر وانتظر في محطة مصر وصول أستاذه المشرف على رسالة الماجستير في كلية الزراعة جامعة الأزهر واتصل عليه، ورغم أنه طلب منه أن يسبقه للكلية، إلا أن شقيقي رفض وأكد أنه سينتظره في المحطة».
وأضاف: «لما وصل الدكتور إلى المحطة شاف الحادثة فشعر بالإعياء الشديد واتصل على محمد ليطمئن عليه فوجد تليفونه مغلقا، واتصل على زملائه وصرخ فيهم الحقوني محمد عبدالدايم كان منتظرني في المحطة والنار في كل مكان ومش لاقيه، وسرعان ما اتجهوا جميعا إلى المحطة ومنها إلى المستشفى، لكن للأسف لم يجدوه ومحدش عرف هو فين».
وتابع: «فوجئت بوالدتي تتصل وهي منهارة وتقول الحقنى أخوك محمد سافر القاهرة وكلمني إنه وصل، لكن فيه حادثة كبيرة في محطة القطار والناس ماتت وهو تليفونه مقفول وقلبي هيموت عليه، وبعدها وجدت اتصال من صديق له بيقول إن محمد مفقود».
وبدأ حمدي عبدالدايم يحكى تفاصيل رحلة البحث عن شقيقه: «ذهبت أنا وأشقائي محمود وأحمد وصديق لنا إلى القاهرة، وسألنا عليه في جميع المستشفيات ولم نجده، وذهبنا لمشرحة زينهم ووجدنا أعدادا غفيرة من المواطنين، وطلبنا مشاهدة الجثث فأكدوا أن الطب الشرعي شغال والجثث كلها متفحمة، وكان كل من يدخل المشرحة يخرج مغشيا عليه من هول المنظر، وحصلوا على عينات لإجراء تحاليل الـDNA كإجراء احترازي للبحث بين الجثث المتفحمة وبدأنا رحلة بحث جديدة في المستشفيات وتوالت علينا اتصالات تبشرنا بوجود أمل في أن نعثر عليه بين المصابين ومع كل اتصال كنا نروح للمستشفى ونرجع بعد أن فقدنا الأمل لأننا لم نجده بين المصابين».
واستطرد: «على مدار يومين لم نذق النوم ولا الأكل حتى فقدنا الأمل ووقفنا أمام مشرحة زينهم في انتظار ظهور نتيجة التحاليل التي أكدت أن محمد في المشرحة بين الجثث المتفحمة واستلمنا جثته ولم نتعرف على ملامحه».
وتابع: «محمد أخويا إنسان بسيط ومحترم وعنده طموح وأمل، لكن للأسف ضاع عمره هدر قبل أن يحقق حلمه في أن يكون معيدا بجامعة الأزهر، كنا نستعد لتشطيب شقته ليتزوج بها وكل أهالي قريتنا في سندوب تبكي، ومحدش مصدق إنه مات، والكل بيتكلم على تعويض أسر الضحايا مع إن الفلوس مش هتعوض أم عن ابنها».