جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
“خالد محمد عبدالمنعم” الذي يبلغ من العمر 38 عاما بمستشفى دار الشفا، كان واحدا من الضحايا الذين اشتعلت النيران في أجسادهم نتيجة الإنفجار الذي نتج عن حادث تصادم قطار محطة مصر برصيف رقم 6.
كان خالد، ابن قرية “بندف” التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، انتهى من عمله في الشفت الليلي قبل حادث القطار بدقائق معدودة حيث يعمل داخل نقطة تمركز إسعاف القاهرة في منطقة رمسيس وبعد انتهاء الشيفت غادر مقر عمله ليركب القطار حسبما إعتاد كل يوم ليعود إلى أسرته في الشرقية.
وعن الساعات الأخيرة في حياة خالد الذي ظل في وعيه لعدة دقائق وقت إصابته يرى هول المشهد من حوله والنيران تأكل كل المحيطين به يحاول أن يستنجد بأحد لإنقاذه، ظل خالد يصارع الموت ويقاوم ويتمسك بالحياة إلى أن جاءت سيارات الإسعاف لإنقاذ المصابين، ولم يعرفه زملاؤه الذين ظلوا يحملون الجثث والضحايا وعلى الفور تعرف خالد على أحد زملائه من نقطة إسعاف رمسيس “أشرف” ونادي عليه: “يا أشرف الحقني أنا زميلك خالد”، وعندما سمعه أشرف التفت إليه فلم يستطع التعرف عليه بسبب تآكل جلد وجهه من النيران وعندما اقترب منه تيقن أنه زميله خالد الذي تركه منذ ساعات وحمله هو وأصدقاؤه المسعفون في نفس سيارة الإسعاف التي كان يقودها دائما رقم 2379.
لم يكن يعرف خالد أن السيارة التي يحمل فيها المرضى ويتسابق بها وسط السيارات لإنقاذ المصابين ستحمله أيضاً وتنقله إلى مستشفى الهلال ومن ثم ينقل إلى مستشفى دار الشفا حيث ظل ليلة كاملة في الرعاية المركزة بين الحياة والموت، ثم لقي ربه اليوم في العاشرة صباحا.
خالد محمد عبدالمنعم بحسب وصف أصدقائه يتسم بالخلق والطيبة والتفاني في العمل، فيقول وائل سرحان نقيب العاملين بهيئة الإسعاف المصرية إن خالد أول من سيحصل على قيمة وثيقة التأمين على الحياة التي وقع عليها رئيس هيئة الإسعاف المصرية مع إحدى شركات التأمين منذ شهرين للتأمين على حياة العاملين ضد الحوادث والعمليات الإرهابية بقيمة 100 ألف جنيها تحصل عليها أسرته.
خالد محمد عبدالمنعم رحل عن عالمنا وترك طفلين أحدهما يبلغ 3 سنوات والآخر 5 سنوات.
وكان جرار قطار انطلق من ورش الشرابية، بدون سائق واصطدم في رصيف رقم 6 بمحطة رمسيس، ما أدى إلى تفجير تانك السولار، واندلاع حريق هائل، أدى إلى وفاة 22 مواطنا وإصابة 41 آخرين.
#مفقودين_وشهداء حادث
#حريق_محطة_مصر
