خرج رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، يثني على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد أن ضمن استثمار المملكة لملايين الدولارات في دولته في عملية يهدف من خلالها ولي العهد السعودي لكسر العزلة الدولية حوله بسبب ملف خاشقجي وشراء ولاءات وتحالفات جديدة.
وفي وصلة تطبيل لـ ابن سلمان قال عمران خان في مؤتمر صحفي داخل قاعدة نور خان الجوية قُبيل مغادرة ولي العهد السعودي: “استيقظت هذا الصباح ونظرت إلى هاتفي المحمول.. وأدركت أن ولي العهد السعودي سوف يحصل على أصوات أكثر مني إذا خاض الانتخابات”.
وغادر الأمير السعودي مساء الاثنين، إسلام آباد، عقب زيارة رسمية لباكستان، أسفرت عن توقيع اتفاقيات تقدر بنحو 20 مليار دولار.
وتم توقيع ثماني مذكرات تفاهم في المجالات الاقتصادية تقدر قيمتها بـ21 مليار دولار.
ومن أبرز مذكرات التفاهم التي وقع عليها بن سلمان خلال زيارته إلى باكستان إنشاء مصفاة تكرير للنفط في ميناء غوادر بتكلفة ستة مليارات دولار، ودعم بناء سدود مائية جديدة.
كما أمر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اليوم الاثنين بالإفراج فورا عن 2107 باكستانيين يقبعون في سجون بلاده.
وتأتي زيارة بن سلمان إلى باكستان في مستهل جولة آسيوية تشمل الهند والصين، وتعرضت الجولة في اليومين الماضيين لاضطراب مفاجئ، إذ تأجلت زيارته لكل من ماليزيا وإندونيسيا، وتأخر سفره إلى باكستان يوما، ويأتي ذلك في وقت تلاحقه الاحتجاجات على خلفية اتهامه بالتورط في قتل الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي بمدينة إسطنبول التركية.
لا هواتف ولا دراجات
واستبقت سلطات باكستان زيارة ابن سلمان بفرض إجراءات أمنية شاملة ومشددة تمثلت في تسيير دوريات إضافية وإقامة حواجز على الطرق الرئيسية، كما قررت قطع خدمات الهواتف الخلوية قبيل وصول ولي العهد، ونشر قوات من الجيش لتأمين الطرق التي سيسلكها موكبه، إضافة إلى تأمين محيط رئاسة الوزراء حيث سيقيم.
كما أعلنت الحكومة الباكستانية الاثنين عطلة رسمية في إسلام آباد بمناسبة الزيارة، وفرضت قيودا مشددة على مواقع التواصل الاجتماعي والتظاهر تحسبا لاحتجاجات مناهضة له متعلقة باغتيال الصحفي جمال خاشقجي والحرب في اليمن.
شهدت مناطق باكستانية مختلفة مظاهرات منددة بهذه الزيارة، واتهم المتظاهرون ولي العهد السعودي بالتورط في حرب اليمن وقتل الأبرياء هناك، كما رددوا شعارات تندد بالزيارة وتطالب بإلغائها.
وعلى الرغم من القيود والإجراءات الأمنية التي فرضتها السلطات فإن مظاهرات خرجت في مدينة لاهور، وحمل المشاركون فيها لافتات تندد بمحمد بن سلمان، وتعتبره شخصا غير مرحب به.
وتضمنت اللافتات كتابات وصورا تندد بسياسات ولي العهد السعودي ودوره في قتل خاشقجي والحرب في اليمن، وتظهر بعض الصور ابن سلمان بوصفه الرجل المفضل للولايات المتحدة وإسرائيل.