#محمد_السيد_طبق
اجتاح سوق السيارات حول العالم حالة من الركود في العام الماضي، وسط توقعات بإمكانية استمرارها خلال هذا العام.
وشهدت أكبر أسواق السيارات في العالم تراجعاً حاداً في الأداء، فسوق السيارات الصيني في أسوأ حالاته منذ 20 عاما، والسوق البريطاني متدهور عند أدنى مستوى في 10 سنوات، أما السوق الأوروبي فعاجز عن النمو.
والأسوأ من ذلك أن هذا الوضع لا يبدو وأنه سيشهد تحسناً في العام الجاري، حيث أن التوقعات من جانب مسئولي تلك الصناعة جميعها متدهورة.
وتدخلت الأوضاع السياسية والتجارية مع الظروف البيئية في أن تجعل سوق السيارات العالمي شاهداً على هذا الركود.
وتوقع تقرير صادر عن شركة “أر.بي.سي” أن إجمالي إنتاج السيارات في العالم خلال 2019 سيسجل مستوى 94.2 مليون سيارة، وهو مستوى أسوأ من التوقعات عن العام الماضي عند 94.6 مليون سيارة.
أكبر سوق سيارات في العالم يعاني
تركزت الضربة القاضية لسوق السيارات العالمي في الصين على اعتبار أنها أكبر سوق للسيارات في العالم، وذلك حينما أعلنت بكين في الشهر الماضي تراجع مبيعات المركبات السنوية في 2018 للمرة الأولى في عقدين من الزمان.
وهبطت مبيعات المركبات في الصين بنحو 6% في العام الماضي لتصل إلى 22.7 مليون سيارة في 2018.
وعلى الرغم من سلبية البيانات إلا أنها لم تكن مفاجئة، حيث أن السوق الصيني لطالما عانى على مدار أشهر العام الماضي من البيانات القاتمة سواء على صعيد سوق السيارات أو على مستوى الاقتصاد بشكل عام.
وفي سوق مثل الصين فإن السيارات تلعب دوراً هاماً في الاقتصاد حيث أن مبيعاتها تمثل 6% من الناتج الإجمالي المحلي لثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما أنها تحتل النصيب الأكبر في مشترياتهم التقديرية (وهي مشتريات السلع غير الضرورية أو الفاخرة)، وربع قيمة الاستهلاك وخمس القيمة الصناعية المضافة.
وعلقت رابطة منتجي وتجار السيارات على الهبوط بأنه ناتج عن تباطؤ الاقتصاد وأسباب دولية كالنزاع التجاري الراهن مع الولايات المتحدة.
وتتوقع الرابطة أن يستغرق الأمر حوالي ثلاث سنوات حتى يتسارع السوق “الشكوك العامة التي قد تقوض عمليات شراء السيارات تشمل التقلبات في التنمية الاقتصادية وعلاقات الصين التجارية مع الولايات المتحدة”.
كما أن الوكالة ترى أن وضع السوق لن يتغير على نحو واسع في 2019، “وفي حين أن الطلب على سيارات الجازولين يضعف فإن زيادة مبيعات سيارات الكهرباء من المحتمل أن يساعد السوق بأكمله لتجنب حدوث انخفاض آخر”.
وقال “تسوي دونجشو” الأمين العام للرابطة الصينية لسيارات الركاب إن الضغوط على مصنعي السيارات آخذة في الزيادة، ومن المحتمل أن يؤدي الهبوط بها إلى تسريع عملية الضغط على اللاعبين غير الأكفاء بالسوق وربما يتخارجون بالعام المقبل.
أما “نينج جيزهي” نائب أمين المنظمة فأكد على أنهم يخططون لتقديم سياسات تستهدف دعم إنفاق المستهلكين على السيارات، وأنه لايزال هناك إمكانية لمزيد من مبيعات السيارات، وأن سياسات مثل برنامج مشتريات السيارات الريفية أو الضرائب على مبيعات السيارات قد يساعد على زيادة المبيعات.
البريكست يهبط بمبيعات السيارات البريطانية
وفي المملكة المتحدة لم يكون الوضع أفضل من الصين، حيث تراجعت المبيعات في 2018 بأكبر وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية وذلك بنحو 7%، حيث بلغ إجمالي مبيعات السيارات في بريطانيا 2.37 مليون سيارة في العام الماضي.
وتزامن مع تراجع المبيعات انخفاض الاستثمار في القطاع، إلى مستوى 588.6 مليون جنيه إسترليني (769 مليون دولار)، حيث تعد تلك هي المرة الأولى منذ 2012 التي ينخفض فيها الإنفاق أدنى مليار إسترليني.
أما من حيث وتيرة الهبوط فبلغت مستوى 46% وهو أدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية.
وفيما يتعلق بالإنتاج البريطاني من السيارات فانخفض بنحو 9.1% في العام الماضي إلى 1.52 مليون سيارة وهو أدنى مستوى في 5 سنوات.
وعن سبب هذا التراجع سواء على صعيد المبيعات أو الاستثمار، فإن البريكست هو كلمة السر وراء ذلك، وذكر مايك هاويس المدير التنفيذي بجمعية مصنعي السيارات أن استثمارات السيارات عملية دورية، “لكن هناك استثمارات صناعية أساسية بحاجة إلى تنفيذها لتعزيز الإنتاجية ولضمان استمرار تنافسيتها”.
وعلى الرغم من ذلك فإن هاويس يرى أن هذا الهبوط لا يعد شيء ذو جدوى مقارنة بالضرر الناتج عن قطع الصلات التجارية بين عشية وضحاها، “ليس فقط مع الاتحاد الأوروبي ولكن مع العديد من الأسواق العالمية التي نتداول معها في الوقت الحالي بحرية”.
وتتوقع الرابطة انخفاض الإنتاج بنحو 3% أخرى في العام الجاري، وذلك استناداً على مغادرة الاتحاد الأوروبي باتفاق بعد الفترة الانتقالية.
أما عن مغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، فإن الرابطة أكدت على أنه سيكون له نتائج كارثية وتهديد وجودي على الصناعة.
وليست الأسباب السياسية فقط وراء الهبوط الذي لحق بصناعة السيارات في المملكة المتحدة، حيث أن إدخال اختبارات أكثر صرامة فيما يتعلق بأنظمة انبعاثات السيارات كانت سبباً وراء هبوط المبيعات، حيث تسبب ذلك في تأخير ظهور بعض النماذج إلى السوق.
السوق الأوروبي متماسك
وفي الوقت الذي عانت فيه المبيعات الصينية والبريطانية من الهبوط فإن المبيعات الأوروبية اكتفت بالاستقرار عند مستويات 2018 لترتفع المبيعات بنسبة 0.1% في العام الماضي عبر 15.2 مليون سيارة.
وكان الدافع الرئيسي وراء استقرار المبيعات الأوروبية هو دول وسط أوروبا حيث زادت مبيعات تلك الدول بنحو 8%.
كما أن المبيعات الإسبانية أبلت بلاءً حسناً في العام الماضي، حيث ارتفعت بنحو 7%، وفي فرنسا زادت بنسبة 3%.
وبالرغم من ذلك فإن مبيعات السيارات الإيطالية هبطت بنحو 3.1%.
السوق الأمريكي يتحسن ولكن التوقعات قاتمة
وفي الولايات المتحدة على الرغم أن المبيعات ارتفعت بشكل طفيف في 2018 وذلك عند 17.3 مليون سيارة، مقابل 17.2 مليون سيارة في 2017، فأن التوقعات عن العام الجاري قاتمة.
وتتوقع شركة “كوكس أوتوموتف” أن تتراجع مبيعات السيارات داخل أكبر اقتصاد في العالم عند مستوى 16.8 مليون سيارة في 2019، ليمثل ذلك الهبوط الأول أدنى مستوى 17 مليون سيارة منذ 2014.
وأرجع تقرير الشركة ذلك إلى أن السوق الأمريكي يصل في الوقت الحالي عند أعلى مستوياته، كما أن استمرار التوترات التجارية يعد عامل رئيسي وراء تلك التقديرات.
وتتوقع الرابطة الوطنية لتجارة السيارات أن تؤدي التعريفات الأمريكية المحتملة على السيارات وقطع غيارها إلى رفع الأسعار على السيارات ذات العلامة التجارية الأجنبية بمقدار 2270 دولارًا.
وعلى صعيد المركبات المستوردة من خارج الولايات المتحدة، فإن متوسط التكلفة سيقفز إلى 6875 دولارًا.
تعليق واحد
تعقيبات: هل حققت حملة “خليها تصدى ” أهدافها.. هذا التقرير سيوضح لكم التفاصيل كاملة . – جريدة الأهرام الجديد الكندية