كتب عصام ابوشادي
إعلان القاهرة بزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لها، جميعنا استبشر فيها الخير،وخاصه وأنه قادم إلي القاهرة تاركا وراءه اضطرابات واسعه في الشارع الفرنسي مخلفه ورائها قتلي وجرحي ومعتقلين،كان الجميع يظن أنه قادم فقط لزيادة الأواصر المصريه الفرنسيه ومد جسور الموده والحب بين الشعبين وخاصه أننا لم ننسي بعد صفقات المستيرال في ظل ظروفا حرجه كانت تمر بها مصر في وقت التعاقد عليها بل ويشوب الحذر فيها معظم الدول الاوروبية في التعامل مع مصر فكان لفرنسا موقف مختلف عن تلك الدول وخاصه في فترة الرئيس الفرنسي هولاند الذي وقف بكل قوة مع مصر.
ماكرون الذي وقف يوم تنصيبه يخطب في الشعب الفرنسي وخلفه هرم الماسونية جاء اليوم الي القاهرة بعيدا عن الصفقات الإستثمارية الا أن المحور الاساسي للزيارة كان فتح أجندة حقوق الإنسان مرة أخري وحقوق المدونين واضطهاد المسيحيين،في نفس الوقت التي كانت فيها الشرطه الفرنسيه تضرب مظاهرات أصحاب السترات الصفراء بالرصاص المطاطي،واضعة لافته حقوق الإنسان تحت أقدامها،بل وقد وجه ماكرون الشكر لرجال الشرطه علي موقفهم هذا من قمع تلك المظاهرات،إنه الغرب والكيل بمكيالين.
ماكرون الذي جاء الي مصر متخفي بلباس الحملات الفرنسية جاء وهو لم يقرأ عن التاريخ المصري شيئا،لم يقرأ شيئا عن طبيعة الشعب المصري، لم يقرأ عن ثورة شعب 30يونيو،التي أنهت علي أحلام إحياء الإستعمار من جديد،كانت مقابلاته المحور فيها حقوق الإنسان والإختلاف،فكان الرد صادما له سواء من الرئاسه في المؤتمر الصحفي العالمي فكان الدرس الأول له بأن المدونين لا يبنون دوله لانهم في الاصل نتاج تعليم وتدريب مخابرات عالمية لتخريب الدول وخلق الفوضي الخلاقه بها، وأن حقوق الإنسان الأصيلة هي توفير حياة كريمه للشعب من صحه وتعليم وسكن.
حتي في لقاءه مع شيخ الازهر مولانا الطيب، لم يستطع ماكرون الحديث وهو يستمع لفضيلته عن سماحه الاسلام الوسطي وتقبله للآخر بل ودعي بان ياتي الطلبة الفرنسيين المسلمين للأزهر ليتعلموا
بداخله الاسلام الوسطي.
اما الصدمة الكبري الأخري فهي عند مقابلته للبابا تواضروس،الذي لم يعي قط كلمه البابا عندما قال “وطن بلا كنائس خيرا من كنائس بلا وطن” فهي مقوله في شده العمق تحمي أي إختلاف في الوجود في ظل إلحاح الرئيس ماكرون عما يقدمه من مساعدات في ظل وجود اختلاف طائفي في مصر،فكان الرد الذي قطع علي ماكرون كل أفكاره،بعد أن قال له البابا أن المصرين جميعا ليس بينهم أي إختلاف بل لن تعرف فيهم المسلم من المسيحي الا عند ذهابهم للمسجد والكنيسه، هكذا لم يجد ماكرون أن هناك اي من مظاهر إهدار حقوق الإنسان،بل لم يعي انه عندما قابل المدونين والمعارضين في السفارة الفرنسيه أنهم يتحركون بكامل حريتهم فأي حقوق جاء ليتكلم عنها.
وهو علي بعد مسافات قصيره من شارع شامبليون والمتحف المصري،هذا الشارع الذي يخلد صاحبه الفرنساوي المستعمر الذي استطاع فك رموز حجر رشيد فخلدته مصر وأطلقت اسمه علي الشارع الذي كان يعيش فيه فأصبح من أشهر شوارع القاهرة،وفي المقابل هناك في قلب حديقة المتحف المصري يقبع تمثال اوجست مارييت، هكذا هي مصر منذ الأزل وهي تعي كيفي تعطي للإنسان حقوقه وحتي ولو كان غريبا عنها،أما عن فرنسا فقد خلدت شامبليون وهي يهين حقوق الإنسان من تمثاله الذي أقاموه له في حديقه السوربون وهو يطأ بقدمه علي رأس الفرعون المصري،هكذا هو الفرق بين حقوق الإنسان في مصر وحقوق الانسان في فرنسا حتي بين الأموات،هكذا يكون الدرس الذي كان علي ماكرون مذاكرته جيدا قبل أن يأتي الي مصر ويتكلم عن حقوق الإنسان،ولكي يتعلم أكثر علي الدبلوماسية المصريه أن تتحرك لتطالب بنقل تمثال شامبليون القابع في حديقه السوربون إلي المخازن لأنه يتنافي مع حقوق الإنسان التي يتشدقون بها،ويكون التعامل بالمثل في حالة الرفض برفع اسم شارع شامبليون وتسميته باسم شهيد من شهداء هذا الوطن الذي ضحي بحياته من أجل هذا الشعب وتراب هذا الوطن، هكذا يكون التعامل، عاشت مصر حرة أبية،تحيا مصر،تحيا مصر،تحيا مصر
الوسومعصام أبو شادى
شاهد أيضاً
كيف نحمي البيئة من التلوث؟
بقلم رحمة سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …