الحياة حلوة رغم : للأديبة والشاعرة ماجدة سيدهم
24 يناير، 2019 مقالات واراء
هاتوا صوركم بلا ترتيب وتأملوها ..فمن المؤكد أننا لانمتلك شكلا ثابتا كل الوقت ..فلكل مرحلة عمرية شكلها وملامحها الخاصة بها ..ورغم أن تلك الصور تخصنا لكن الملامح المتغيرة تنتقل بنا من مرحلة إلى تلك التى تليها بوضع علامة أو ندبة أو خط تؤكد أننا اجتزنا وعشنا المرحلة الفائتة ..
تلك الخطوط قد تبدو خفيفة في باديء الأمر لكن لاتستهينوا بها ..ففي غفلة منا تنمو إلى العمق ببطء..ببطء ..لذا رغم مرور الوقت نظل نتعرف علينا ونتقبل التغيير الطفيف بشكل من السخرية أو الرضا بالأمر كنوع من المقاومة لما طرأ بملامحنا وأجسادنا .. وقد نتحايل بإزالة أثار المنازلة غير المتكافئة مع الزمن بالتجميل كمحاولة للتمسك بشكل لنا ارتضيناه وأحببناه..
حتى يأتي الوقت الذي يصبح فيه شكلنا الجديد في مرحلة الشيخوخة هو ذاك الرداء الجلدي العتيق والمتغضن بالندوب والتجاعيد الشرسة …هو الشكل الذي فيه نكون غيرنا ..ترى هل سنرفضه..هل سنتقبله ..وكيف ..؟! أظن أن الشيخوخة موجعة ومثيرة للشجن وسرد الذكريات بل مهينة و لاتليق بحياة حافلة للمرء منا ..يحدث هذا فقط متى طالت خربشاتها القلب فينا .
..قصوا أجزاء من ملامح صوركم ..ولتكن ابتساماتكم أو عيونكم ..ولاحظوا الفرق.. فقد فعلتها ..ووجدت أن الضحكات لا تتبدل كثيرا ..أغلبها متشابه وغالبا ما تستمر لأنها منتمية للحياة جدا .. .ببنما مايتغير فينا هو العيون..ماحول العين ..منطقة التطلع والشغف والأبعاد والتحدي والبريق والشجن .. .ولأنها منطقة شديدة الحساسية لذا يستغلها الزمن بخبث وكثيرا مايتفوق لكن تظل النظرة كما هي محتوى الحلم الذي لاينقطع
لابأس ..وحدها الروح العاشقة لا تتغير ولاتتبدل ولا يعتريها ضعف أو هزيمة أو ذبول ..وحدها تضفي علينا النضارة واليقظة والتورد والشغف ..لو أردنا سيكون لنا ..فكم من عجائز تفوقوا جدا في معركة الزمن ..
تراوغنا الأيام وقد يشتد علينا الزمن لكن لن نهزم طالما ظل النبض فينا بملء الحيوية والولع بالحياة والمغامرة الرابحة .. ..
لذا لاتنطفئوا ولاتخمدوا روح العشق والرغبة فيكم ..لا تصدقوا أرقاما تشير إلى اتجاهات لاترغبونها وكونوا كما تريدون وكما تحبون ..عيشوا مراحلكم بروح الصبا ..بكل الحضور والتميز والمرح لأنه متاح .. ورغم أي شيء تسلحوا بالضحك فهو فتيل الاستمرار المشجع بلا وهن ..
كل صورة وكل مرحلة ونحن متوهجون ومضيئون .. الحياة حلوة ..