بقلم حبيب عبد النور
حدثني احد الاصدقاء قلقا منذ استماعه لبعض الاخبار الي تاتي من الصعيد لمحاولات قوي الظلام المتسترة بعبائة الدين لجر مصر للانفصال عن الدولة المصرية . فكانت اجابتي له ان هذا لم يحدث عبر التاريخ المصري ولن يحدث ان يكون الصعيد داعي للانفصال , فصعيد مصر أتت من ارضه كل حركات التحرر والتوحيد .
حدثته عن مينا الذي تربينا منذ نعومة اظافرنا أنه موحد القطريين صعيد وشمال مصر , حدثته عن منتو حتب هذا الملك العظيم الذي جاء من مدينة قفط ليهزم 300 عام من الفوضي في مصر ويعيد توحيد الدولة وتعيش مصر مرحلة من ازهي عصورها في الدولة الوسطي .
حدثته عن احمس قاهر الهكسوس والاسيويين الذي استطاع هو وأبيه ان يشنوا عدة هجمات من صعيد مصر علي الهكسوس في الدلتا , انتهت بهزيمة الهكسوس هزيمة ساحقة ومطاردتهم خارج حدود مصر , و بدات مصر مرحلة جديدة من تاريخها في عهد تحتمس الثاني صاحب اكبر امبراطورية مصرية عبر التاريخ .
سر العبقرية المصرية يكمن في المواقف الغير متوقعة للاحداث , فالمصريون يتحدون وقت الفتنة عكس الاخريين . ويبتسمون وقت الشدة فقلوبهم مليئة بالأيمان والصبر , الثورات تمتليء بالغضب و هم ثوراتهم تمتليء بالزغاريط والضحكات والأمل .
يتنصرون في اشد المعارك قسوة وغيرهم يتساقطون . يشترون أوطانهم بأرواحهم وغيرهم يخونون . الشخصية المصرية حقا حيرت العالم عبر التاريخ.