سوف تقرأ هذه العبارة دون اكتراث او رجاء وستقول لنفسك بسخرية إن العرب لم ولن يتحدو ابدا .. فمنذ بعثة الرسول محمد صلي الله علية وسلم وتوحيد الجزيرة العربية كلها تحت راية الإسلام لم يعرف التاريخ قوة للعرب
ولا كلمة واحدة بل ان دول الخلافات الإسلامية نفسها اسقطت العرب فالقائد الذي مكن العباسيون من السلطة واجلسهم علي عرش الخلافة بدل الأمويين كان أبو مسلم الخرساني الفارسي ذلك العنصر الذي تغلل في جسد الخلافة العباسية طويلة العمر حتي تمكن منها وبات الخليفة فيما بعد مجرد رمز ديني يدعي له في المساجد
بينما الأمر والنهي بات في يد الوزراء والندماء من العنصر الفارسي ومن ثم التركي .. حتي وصلنا الي سايكس بيكو وتقسيم العرب الي دويلات صغيرة مازالت حتي الأن لعبة في يد العم سام كما كانت لعبة في يد الإمبراطوريات الأوروبية.. فمتي سيتحد العرب وهل اتحادهم يمكن ان يجعلهم قوة تجابة قوة وبطش الغرب الذي يقف ويساند العدو
هل اتحاد العرب سيخلق كيانا مستقلا شامخا يأكل ما يزرع ويصنع سلاحة ويؤمن كما امن اجدادة حتي قبل الإسلام حين اتحدت القبائل العربية للدفاع عن كرامتها في بداية ظهور الإسلام ووقفت امام اقوي جيوش الدنيا وقتها جيش فارس فقط من أجل نصرة انثي والدفاع عن الشرف
نعم حدث هذا في ذي قار .. عندما ارسل كسرى الى النعمان بن المنذر ملك المناذرة يطلب منه المثول بين يديه وكان قبلها قد طلب منه أن يرسل اليه ابنته هند كي يتزوجها ولكن النعمان رفض ذلك لأن العرب كانت تأنف تزويج بناتها لغير العرب حتى ولو كانوا ملوكا ..
ذهب النعمان ليقابل كسرى ملكا لملك إلا أن كسرى استقبله بالإهانة فحبسه ثم قتله وجعل الفيلة تدوس عليه حتى سوي جسده بالأرض ..
وكان النعمان قبل خروجه الى كسرى قد وضع ابنته هند وأهل بيته وسلاحه أمانة عند قبيلة عربية من قبائل العراق وهي قبيلة بني شيبان
بعد قتله للنعمان ارسل كسرى الى قبيلة بني شيبان يعرض عليهم واحدة من ثلاثة إما أن يبعثوا اليه بنات النعمان ومعهم هند أو أن يرحلوا عن أرضهم أو الحرب فاختار زعيم القبيلة الحرب مع كسرى والذي كان يعتبر بمثابة
انتحار للقبيلة بأكملها فكيف لقبيلة واحدة من قبائل العرب أن تواجه جيش الفرس فيكون مصيرها السحق والإبادة ولكن ما كان لزعيم القبيلة أن يفرط بعرضه وأرضه ولو كان مصيره الموت ووافقه على ذلك أبناء القبيلة ..
خرج أبناء زعيم القبيلة ومعهم هند بنت النعمان الى القبائل العربية يطلبون منها نصرة قبيلة بني شيبان في حربها مع كسرى وراحوا ينشدونهم قصائد الشعر التي تحث على الوحدة والقتال للدفاع عن العرض والأرض ..
لبت القبائل العربية النداء والتقت مع قبيلة بني شيبان عند ماء ذي قار ووزع السلاح الذي كان النعمان قد وضعه عند قبيلة بني شيبان امانة مع أهل بيته بطلب من هند بنت النعمان
واستعدت القبائل العربية المجتمعة عند ماء ذي قار لمقاتلة جيش الفرس وكانت معركة ذي قار التي هزم فيها العرب جيش الفرس وقتلوا قاداته وأذل كسرى ..