بقلم / مروة عيسى
حينما يصارع العقل القلب … ويأبى القلب أن يصدق العقل وتشتتد المعركة بينهما .. وكلاهما يأبى الهزيمة تأتي الروح معلقة ….. حائرة بينهما متردد موقفها عندئذ تظهر النفس وتميل للهوى … فتعيش معذبة للعشق متيمة ترضخ لما يهواه القلب …….. وعندما تفكر تعيش منغصة الحياة مكدرة وتتوالى الصراعات بينها . داخل كل منا صراع داخلي لا يعلم مداه الا الله لدرجة أننا نكون غير قادرين لفترة على تحديد ذواتنا ، نعيش في فترة أو ربما مرحلة يمكن أن نطلق عليها مرحلة الشك ، الشك في النفس وهل هي محبة راضية أم هي أمارة بالسوء ، نشك في طريقة تفكيرنا هل هل صائبة أم مذنبة وتظل مرحلة الشك لفترات يمكن أن تقصر أو تطول حسب ما يتراءى لكل إنسان وحتى تتجلى الحقيقة أمامه وتنقشع الغمامة التي تحيط به تعيق رؤيته حقًا لما يدور حوله. وعندئذ يصبح الإنسان معافى من الأسقام والصراعات التي تنتابه، يخرج إلى مجتمعه واثقا من نفسه يفاجئ الجميع به حتى هو نفسه يندهش كيف انتصر على ذاته وانتصر على الشك والضعف الذي ظل بداخله لفترات طويلة لدرجة أنه اعتقد أن هذا الضعف جزء منه وحينئذ ينظر لنفسه بشئ من التقدير والرضا عما يقوم به. يرى في نفسه عنفوان الشباب وقوة لا مثيل لها فيصير محددا لأهدافه،منجزا ، ناجحا في عمله ، مخططاجيدا لمستقبله ،يستقبل الحياة ويحياها بنفس راضية مطمئنة ، يرى حلوها ومرها ويرضى بكليهما. يكشف ببصيرته غموض الحياة ويعلم أنها الدنيا الزائلة ولا تستحق أن ينفق وقته لكره أو بغض أي شيء بها .