مختار محمود
فى تعليقه على مباراة الأهلى المصرى وفيتا كلوب الكونغولى، التى أقيمت أمس ضمن مباريات الجولة الأولى بدور المجموعات فى إطار دورى أبطال أفريقيا.. بدا التونسى “عصام الشوالى” مصرياً أكثر من المُعلقين المصريين أنفسهم. مُعظم المشاهدين، إن لم يكن جميعهم، فضَّلوا صوت “الشوالى” على زميله المصرى الذى كان يُعلق على المباراة ذاتها ولكن من خلال قناة صوتية ثاتية.
بعيداً عن المقابلات المصرية – التونسية.. يبقى “الشوالى” هو المُعلق المفضَّل عند روايات الأندية والمقاهى التى تذيع مباريات كرة القدم الحصرية، ليس فقط لتميزِّه صوتاً وأداءً، ولكن لإخلاصه وحُبِّه للمصريين. المُعلقون والمُحللون المصريون بالشبكة التى تحتكر بث المباريات، لا يستطيعون إخفاء تحيزهم للأحمر أو الأبيض. الزملكاوى منهم يتمنى هزيمة الأحمر. والأهلاوى يشمت فى هزيمة الأبيض. أمَّا “الشوالى”.. فلولا نبرة صوته، لأجمع كل من يسمعه على مصريته ووطنيته. الحالة التى بدا عليها “الشوالى” فى تعليقه على مباراة الأهلى الأخيرة، وقلقه كلما اتجهت الكرة صوب مرمى “محمد الشناوى”، وارتفاع صوته وابتهاجه مع أى هجمة أو هدف للأهلى تعكس حب وإخلاص هذا الرجل لمصر وشعبها ورياضييها بلا حدود ودون تمييز.
الانحياز لمصر، داخل قناة قطرية، وما أدراك ما قطر وحكامها الملاعين، يُحسب لـ “الشوالى”، لا سيما أن هناك مصريين مُنطبحين غاية الانبطاح، داخل استوديوهات القناة، خوفاً من الاستغناء عن خدماتهم.
هذا الحبُّ الجارفُ لمصر وشعبها ليس الدرس الأول الذى يقدمه “الشوالى” للمُعلقين المصريين، ولكنَّ هناك دروساً أخرى كثيرة يتغافل عنها المعلقون المصريون بصفة عامة، أبرزها: الإلمام الكامل بالمعلومات الخاصة بالمباراة، وعدم ذكر معلومات خاطئة أو مرتبكة أو شائهة، كما يفعل مُعلقونا. درسٌ آخر يقدمه “الشوالى” هو: الإلمامُ بمعلوماتٍ أخرى غير رياضية عن طرفى اللقاء، مثل الخلفيات السياسية والجغرافية لأطراف اللقاء، حيث استغل “الشوالى” فترة توقف المباراة المذكورة مثلاً، للحديث عن التطورات السياسية التى خضعت “الكونغو” لها قبل أن تصل إلى ما وصلت إليه، وهذا ما يجهله مُعلقونا أيضاً ولا يفكرون فيه من قريب أو بعيد. الدرس التالى هو: عدم الاستظراف والاستخفاف والتنكيت على طريقة “الخليل كوميدى”. إيفيهات “الشوالى” محسوبة بالحرف، وتواكبُ الموقف، وتنأى عن الدم الثقيل. تذكرون المُعلق المصرى “إياه” عندما تحدث عن أسماء المطربين الذين يشجعون الأهلى أو الزمالك، بلا أى مناسبة أو مبرر، بطريقة أثارت غضب جماهير الأحمر، وجعلته مُعلقاً منبوذاً مثيراً للفتن. المتابع لأداء المعلقين المصريين فى الفضائيات الرياضية المصرية الحكومية والخاصة يدرك عشوائية الاختيار وطبيعة المجاملات التى تفسد كل شئ، فلا أداءَ، ولا حضورَ، ولا ثقافة. شكراً يا “شوالى”، على حبك لنا و اجتهادك وتميزك وحضورك وذكائك.. ويا ليتهم يتعلمون منك شيئاً.
تعليق واحد
تعقيبات: لمسة انسانية ..جماهير من الزمالك يزور حمصة مشجع الأهلى – جريدة الأهرام الجديد الكندية