الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
حسين الداخلى

*الفاروق الذى لم نره من قبل…!!

 

بقلم الكاتب حسين الداخلى

ذات مرة وأنا أقرأ عن مناقب الفاروق عمر استوقفتنى نفسى تحدثنى قائلة : عرفت عن عمر بن الخطاب ما يعرفه العامة فهل رأيته..؟

فأجبتها بالنفى..! وتبعت إجابتى أمنية أن أحظى برؤياه.

ثم خاطبتها كيف لا أحبه وهو من قال فيه رسول الله -صل الله عليه وسلم-: ” لو كان بعدى نبى لكان عمر بن الخطاب “.. صححه الحاكم وحسنه الترمذي والألباني فى صحيح الترمذي.

نعم فأنا أحب الفاروق عمر كما أحبته أمة الإسلام ، وذاب الفؤاد من الإشتياق للقياه.

فعادت لتسألنى ثانياً ، هل تحب أن أصفه لك كما لو أنه أمامك..؟

وعندها إمتلأ وجهى سروراً كما لو كنت ظمأنا فى صحراء جرادء لا زرع بها ولا ماء ووجد بئراً مائه بارد عذب وأجبتها هذا ما أتمناه.

ثم همست فى أذنى هيا بنا لنبحث ونتهيأ لرؤية بن الخطاب.

ولأن غيرى كثير ممن يعشقون عمر فأردت أن يكون سردى للجميع وليس لى فقط ، هل يا من تتابع قرأت ما سطرت يداى على إستعداد للسفر معى عبر الزمن لمشاهدة الفاروق..؟

إن كانت إجابتك بنعم فتعال معى نبدأ رحلتنا..

– بعد مولد النبى محمد -صل الله عليه وسلم- بثلاث عشرة عام ولد للخطاب بن نفيل إبناً أسماه عمر ، وكان الخطاب رجلاً فقيراً يعانى الضيق والفقر علماً بأنه ينتسب لأب عدوي قرشي فهو يجتمع نسبه مع النبى محمد -صل الله عليه وسلم- فى كعب بن لؤي بن غالب.

وقد كان “الخطاب” متزوجاً من (حنتمة بنت هشام) والتى يجتمع نسبها هى أيضا مع النبى محمد -صل الله عليه وسلم- فى كلاب بن مُرة.

كان “الخطاب” يسكن مع بنى قومه فى بيوت من جبل العاقر والذى سمى فيما بعد بجبل عمر.

وروى عن الخطاب أنه كان رجلاً شديد فى التعامل ضخم البنية ، وما أن صار إبنه عمر صبياً حتى جعله يعمل فى رعاية الإبل له ولغيره من أبناء قبيلته.

والتى كان أغلب رجالها لا يعلمون شيئا عن القراءة والكتابة ، فأجهد عمر نفسه وتعلم القراءة والكتابة وإجتهد حتي صار يكتب الشعر.

ونظراً لظروف عمله في الصحراء وتحت أشعة الشمس المتوهجة تعلم عمر الصبر والتحمل وتعلم ما يتفوق به على أنداده من أبناء قبيلته بل ومن أبناء العرب أجمعين.

فأصبح إلى جوار كتابته للشعر مصارعاً ، وأصبح يصارع الفتيان في الأسواق ، ولنزوله السوق كثيراً تعلم التجارة فأصبح تاجراً ماهراً أيضاً وإجتهد في التجارة حتي أصبح من كبار التجار ورمزاً لقبيلته بل ورمزاً من رموز القرشيين في الجاهلية .

عاش أياماً فى الجاهلية كغيره من بنى قومه عاشقا للخمر والنساء ومتمسكا بعبادة الأباء للأوثان والأصنام حتى شرح الله صدره للإسلام ببركة دعوة النبى محمد حينما قال: ” اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ” فأعز الله الإسلام بعمر بن الخطاب.

وبعد أن إستعرضنا معلومات النشأة العُمرية هل إشتقتم لأن تقفوا أمامه وتتخيلون بعقولكم وقلوبكم ملامح الفاروق عمر..؟

هيا أفتحوا قلوبكم ، وفى هدوء إجلسوا وتخيلوا..

كان الفاروق عمر رجلاً طويل القامة طولاً زائداً عن طول الرجل الطبيعى فلو رأيته قادما إليك من بعيد لم تعرف إن كان راكباً فرسه أو ماشياً على قدميه فقد كانت قدماه تقترب من الأرض وهو راكباً علي فرسه ، وبشرته كانت بيضاء جداً وخديه تعلوهما حمرة وكانت تظهر تلك الحمرة في حال عصبيته أو وقوفه تحت أشعة الشمس ، وكان جسيماً أي أن جسده ضخم وكان عريض المنكبين (الكتفين) ، كان رأسه أصلعا وبالأخص من الجانبين وكانت لحيته كبيرة خفيفة من على الجانبين وطويلة من الوسط وكانت لحيته من اطرافها السفلية تراها شقراء حتى إذا خالطها بياض المشيب صبغها بالحنة وكذلك رأسه ، كان أعسرا (أشول) فقد كان يستخدم كلتا يديه بكل مرونة ، إذا مشى كان يمشى مسرعاً لم يتلكأ ، وكان صوته جهورياً عالياً جداً فقد قيل إذا تكلم بغضب روع وأفزع من بجانبه.

هل تخيلتموه..؟

وكيف رأيتم رجلاً بتلك القوة والضخامة الجسدية والقوة الإيمانية يخشاه شيطان الجن قبل شيطان الانس يبكى من خشية الله ويقول “ليتني كنت تبنه ، ليت أم عمر لم تلد عمر”.

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الرديكالية القبطية وفن صناعة البدع والازمات

مايكل عزيز ” التركيز على ترسيخ مفهوم ديني جديد ، وإعادة ترديده بشكل دائم على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.