الإثنين , ديسمبر 23 2024

في ذكرى ميلاد المسيح…أنتم أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه !

 

د.ماجد عزت إسرائيل

ميلاد السيد المسيح مناسبة فرح ومشاركة من الملائكة بميلاده، حيث انشدوا نشيدهم الخالد قائلين:”المجد لله في الأعالي. وعلي الأرض السلام. وفي الناس المسرة”(لو2 8-14) وأيضًا شارك الرعاة وقدم المجوس هداياهم ذهباً ولباناً ومراً،حيث ذكر الكتاب المقدس قائلاً:” وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ…. وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.)متى2:11) أنه فرح لجميع الشعب، والسيدة العذراء فرحت.وعائلة زكريا الكاهن فرحت. ومازال العالم يتذكر ميلاده ويفرح إنه فرح ببدء عهد جديد،تظهر فيه مبادئ جديدة وقيم إنسانية سامية يقدمها يسوع للعالم.

وتُعد مدينة بيت لحم من أهم المدن فى في العالم، كونها المكان الذى شهد ميلاد السيد المسيح بها،وتقع هذه المدينة جنوب مدينة أورشليم القدس بنحو (10) كم، وهنا يجب أن نسجل للتاريخ أن مكانتا عند الطفل يسوع أو مولد بيت لحم ليس كشهود مثل الرعاة أو المجوس أو يوسف حارس الميلاد البتولي؛بل مكانتاً أكبر من ذلك لإننا جميعاً نحن لحمه وعظامه،كما ورد على لسان معلمنا بولس الرسول حيث ذكر قائلاً:” لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. ” (أف 5: 30)،إذن،لسنا بصدد ذكرى وتذكار تاريخ وقصة الميلاد،بل نحن بصدد علاقة حية بمسيح المذود،علاقة وجود وكيان متبادل،المسيح مولد فأنا موجود!فميلاده في ذلك اليوم هو تاريخ ميلادنا الأبدي،وحياته على الأرض صارت هى بدء حياتنا لتى لن تنتهى،لأنها حياة أبدية.

والسؤال الذي يمكن أن نسأله لأنفسنا جميعاً كيف نخطئ إلي الرب؟ الذي يعتبرنا كشخصه تمامًا، كل ما يمسنا يمسه..؟! أليس أنه عندما عاتب شاول الطرسوسي، لم يقل “لماذا تضطهد المؤمنين”. وإنما ذكر له قائلاً:” شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟” (أع 9: 4)، لأن يسوع يعتبرنا كشخصه تمامًا،وعندما يطوِّب الرحماء في اليوم الأخير، سوف لا يقول لهم: أنتم أطعمتم الجياع وسقيتم العطاش، وإنما سيقول لهم “كنت جوعانًا فأطعمتموني، وعطشانًا فسقيتموني” (مت 25: 35). إن الشخص الخاطئ والبعيد عن الكنيسة، إنما يقطع ذاته المسيح، لأن جسد المسيح مقدس كله.

ميلاد يسوع هو البداية الحقيقة للحياة لأنه أعاد البشرية لله ” فلنطرح الإنسان العتيق ولنتشح بالجديد”(أفسس22:4)، وأيضًا بالمسيح يولد ويتجدد المصلوبون والمدفونون والأحياء لأنه لا بد لنا من أن نحتمل هذا الانقلاب الخلاصي حتى ينتج الحزن من السرور فينقلب الحال، ونرى السرور من الحزن لأنه “حيث تكثر الخطيئة تزيد النعمة أكثر”(رومية 20:5). فنحن اليوم لا نعيد لميلاد المسيح وحسب،بل نصلي بالروح لنجدد وجودنا وحياتنا مع يسوع بتوسل وتوبة وعبادة بالروح،وحينئذ يصير عيداً حقيقياً لنا تفرح له السماء،وهنا ورد بالكتاب المقدس ما يؤكد ذلك حيث ذكر قائلاً: أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.” (لو 15: 7).

كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح،هذا العيد الذي يحتفل به العالم أجمع، فميلاد يسوع أصبح البداية الحقيقية للعام الجديد ولحياتنا، نطلب من الله، أن ينشر السلام في أيامنا هذه بمصرنا الحبيبة، وفي العالم أجمع، في ذكرى ميلاد المسيح.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.