بقلم د. إيهــاب أبورحمـــه:
🔻أصبح مستوي الخدمه الصحيه في ربوع مصر كلها في ضعف و هذا بشهادة وزيرة الصحه نفسها و بعض المسئولين عن الصحه في مصر و هذا بالدرجه الأولي يعود لقلة الإمكانات و نقص الأدويه اللازمه مع تناقص مستمر في أعداد الأطباء نتيجة هروبٍ واضح للقاصي و الداني و للأعمي قبل أي بصير بسبب سياساتٍ ممنهجه من إعلامٍ غير مسئول لا يعي أهمية مهنة الطب و قيمتها ، و أيضاً نتيجة ضعف ميزانيه صريح و مع غياب التقدير المادي للأطباء و حتي تأمينهم .
🔻لكن أبداً لم يكن يوماً ضعف الخدمات الصحيه بسبب قلة كفاءات الأطباء فالطبيب المصري يحمل علي عاتقه أفضل المستشفيات في دول الخليج حيث بلغ عدد أطباء مصر في دول الخليج العربي أكثر من ٧٠ ألف طبيب في كل التخصصات و لنا أن نعلم أن في السعوديه فقط يصل عددهم إلي أكثر من ٦٧ ألف من أصل ٩٤ ألف طبيب سعودي و غير سعودي أي بنسبه تفوق ال ٧٠٪ من أطباء السعوديه و مع هذا تشهد السعوديه طفره حقيقيه في المجال الطبي ولما لا و ميزانية الصحه هي الثالثه في ترتيب الميزانيه العامه للدوله !! ، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن نسبة الأطباء المصريين تفوق ال ٨٪ من إجمالي عدد الأطباء في بريطانيا ناهيك عن عددهم في باقي دول أوربا و العالم و مع هذا يُتهم الأطباء المصريون من إعلامهم و من أبواق الفساد بالضعف المهني و تراجع المستوي !.
🔻تخرجت من جامعة أسيوط العريقه و لي الشرف أني عملت في مستشفاها الجامعي العظيم سنوات من عمري حتي قررت السفر خارج مصر ، و لما وجدت البعض ينهش فيها و من سمعة أطباءها و سمعة من تحمل و يتحمل مشاق أعمالٍ بلا أجرٍ يُذكر عن جهلٍ أو طمعاً في شهرهٍ أو في مكانه وكرسي أو حتي أموالاً ، شعرت أنها طنعه في أنا شخصياً فأنا ابن هذه المؤسسه العظيمه التي تخرجت منها و تعلمت وعملت فيها سنوات من عمري فكان لزاماً علي أن أرد لها جزءاً و لو صغيراً من فضلها علي .
🔻بالطبع هناك قصور و بالطبع هناك فساد من بعض أعضاء المنظومه كما أنه هناك تجاوزات رأيناها بأم أعيننا و بالطبع مازالت و ستستمر فهكذا هم البشر بهم الخير كما هو الحال مع الشر ، نعم هناك من يسرق المرضي و هناك من يستغل المال العام و هناك من يسرق المرضي من المجاني لعيادته الخاصه و هناك من لا يتواني في بيع ضميره من أجل المال وهناك من يهمل مرضاه و يدخر مجهوده لعيادته الخاصه ، لكن أن تعمم بعض هذه الإستثناءات علي كل أعضاء مستشفي عملاق يمكن مقارنته بأفضل المستشفيات فهذا غير مقبول شكلاً و موضوعاً و فيه تجني و ظلم بالغ لنا جميعاً.
🔻في هذا الصرح عشت أجمل أيام حياتي العمليه رغم الراتب و التقدير المادي الذي لا يساوي حتي مقابل مادي لعمل ٣ أيام فقط في أي مستشفي خاص ، عملت مع علماء عظام و قامات لم أري مثلها في حياتي العمليه التاليه ، تعلمنا منهم مالم نتعلم بعد ذلك ، رأينا الطب كما يجب أن يكون رغم ضعف الإمكانات الماديه .
🔻في هذا الصرح والذي يقدم الخدمه الطبيه لمحافظات الصعيد كافة و يأتي إليه المصريون من ربوع مصر بل أننا تعاملنا مع مرضي من قارتنا السمراء و من دول عربيه شقيقه ، هذا الصرح تخرج منه أسماء رنانه لها باعها و قيمتها حتي يومنا هذا تفرقوا في شتي أنحاء العالم أجمع و كلُ منهم ترك بصمه في مكان عمله ، لو علم هؤلاء الإنتهازيون أن هذا الصرح به أكثر من ٤ ألاف سرير لصمتوا و لو علم كم العمليات التي تجري يومياً بنجاح لأصابهم الخرس و لو علموا كم من مريضٍ عاد إلي صحته بفضلٍ من الله و بمساعدة أطباء هذا الصرح لخر صعقاً و لو علم عدد المرضي الذين عادوا للحياة بأمر الله و فضل هؤلاء لأصابته جلطه أودت بحياته و لكنها الدنيا و حبها و المصلحه الخاصه والنفوس الضعيفه الخبيثه أو جهل بحقائق ثابته !! .
🔻هذا الصرح و الذي يشرف بعمادته الآن عالم جليل د. أحمد المنشاوي و تحت قيادةٍ علميه فريده من نوعها لعالم عظيم د. طارق الجمال في رئاسة الجامعه و اللذان شرفت بالعمل معهما ، لهو في مأمن من غدر المخربين فلقد كنت شاهداً علي مجهودهما الرائع فرئيس الجامعه كان له الفضل في إنشاء وحدة جراحات ميكروسكوبيه علي مستوي عالمي ولا تقل عن أعظم وحدات الجراحه الميكروسكوبيه في العالم بل تتفوق علي معظمها كما كان له الفضل في تدريب طاقم عالي الكفاءه كما أنني عملت فيها مع أطباء من مختلف أنحاء العالم جاءوا للتدريب فيها ورغم أن شهادتي تظل مجروحه لأن لهم الفضل علي بعد الله في إجراء جراحه نادره في اليد إلا أنها شهاده أمام الله سوف يحاسبني عنها ، أما عميد الكليه الحالي فهو صانع نهضه غير مسبوقه في جراحات القلب في صعيد مصر كله و نهضه علميه كبيره في قسم جراحة القلب والصدر في الجامعه العريقه .
🔻كان فرضاً علي أن أقدم شهادتي أمام الله في ما سمعت و رأيت من صحافه تتحدث عن إهمال بل و تعممه بفجاجه علي كل الصرح و لم أجد عنواناً أفضل من عناوينهم التي يستخدمونها لجذب ضعاف النفوس و لجذب من تعرض لظلمٍ وإهمال قلةٍ من أطباء معدومي الضمير كما هو حال كل المهن .
💥لكن لتعلموا أن أطباء مصر بخير مادام هناك نظام عمل يحترمهم و يقدرهم وإلا الناتج هو إستمرار مسلسل الهروب العظيم و الخاسر و للأسف هم هـؤلاء الذين يفرحون الآن و يشمتون في مسلسل إهانة الأطباء المستمر من فتره ليست بالقليله ، الآن عليهم الإختيار إما أن تدعموهم وإلا فأنتم أول الخاسرين.
❤️حمي الله مصر و أطباء مصر و شفي الله كل مريضٍ و سخر له من يداويه بإذن الله.
والله أشهد بهذا الصرح العظيم في صعيدمصر وعن تجارب شخصية معي ومع أخي و ميل وكثير من الحالات التي لجأنا بها إلي أسيوط وما وجدناه من عناية واهتمام من العامل والمرض والأطباء والنظام غير المهنية والمهارة التي توجهنا إلي المستشفيات الخاصة فكانت ستكلفنا الآلاف فوق طاقتنا وتم العلاج بهذا الصرح بالمجان فتحية لكل العاملين وجزاهم الله كل خير ولاعزاء للمحبطين الحاقدين أنا من المنيا وأعمل معلم بالتربية والتعليم وليس لي أدني علاقة بالعاملين بهذا الصرح العظيم
جزاكم الله خيرا