الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
مختار محمود
مختار محمود

نقطة نظام أمناء الشرطة لن يجددوا الخطاب الدينى

 مختار محمود

لا يختلفُ اثنان على أن وزير الأوقاف الحالى أكثرُ المسؤولين حرصاً على تنفيذ توجيهات وتكليفات وتعليمات السيد الرئيس. كما لا يختلف اثنان أيضاً على أن وزير الأوقاف المذكور لا يكتفى بالمهامِّ الجِسام المُلقاة على عاتقه، حتى أنه يُكلف نفسه فوق طاقتها، فيصدرُ البيان تلوَ البيان، يُثمن فيه كل ما يتخذه الرئيس من قرارات وإجراءات فى سبيل تحقيق النهضة المرجوَّة لمصر، ووضعها فى مصافِّ الدول المتقدمة، وهذا أمرٌ يُحسب لمعالى الوزير الداهية الذي يجب أن يتخذه أصحابُ المعالى من الوزراء “قدوة حسنة” لهم، والدليلُ على ذلك أن الرجل يخالفُ التوقعات دائماً مع كل تشكيل وزارى، ويبقى -وحدَه دون غيره- قابضاً على منصبه لا يغادره، حتى صار أكثر الوزراء خلوداً فى المنصب، رغم أنه من أصغرهم سناً، فالرجل تجاوز الخمسين عاماً بعامين فقط، ما يعنى أنه رجل صالحٌ لكل الأزمان والعصور، وتلك مُفارقة لا تتكرر كثيراً. ويبدو أنَّ معالى الوزير الهُمام، فى ذروة انشغاله، تغافل كثيراً عن المَهمَّة الأساسية التى تشغل بال الرئيس حالياً وهى: “تجديد الخطاب الدينى”. ربما يظنُّ وزيرُ الأوقاف أنه أنجز شيئاً مذكوراً فى هذا الملف، سواء من خلال تصريحاته التى لا تنتهى، أو عبر رجاله هنا وهناك أو “التقارير إياها”، ولكنَّ بعض الظن إثمٌّ. فحالُ المساجد الواقعة فى قبضة وزارة الأوقاف تؤكد أنه لا جديد يُذكرُ، وأن تلك المساجد – على كثرتها- لا تزال طاقة مُعطلة فى إنجاز التجديد الذى يُلحُّ الرئيسُ دائماً على ضرورة العمل على تحقيقه. معظمُ منابر الأوقاف لا يعتليها خطباء مُفوَّهون، ولا دُعاة موسوعيون قادرون على استيعاب التجديد المرجو، والتحديث المطلوب. خطبة الجمعة تحولتْ فى السنوات الأخيرة، التى تزامنت مع تنصيب الوزير الحالى، إلى ما يشبه “الطبيخ البايت” أو “الدواء مُنتهى الصلاحية”. خطبة الجمعة تحولتْ، فى عصر الوزير المشغول بأمور كثيرة تبعد عن دائرة اختصاصه، إلى “كلام ابن عم حديت” و “دوران فى الفراغ”، ولهوٍ لا طائلَ من ورائه. ربما تكونُ الأزمة فى الدعاة الحكوميين أنفسهم الذين لم يجاروا وزيرهم فى ذكائه ودهائه وعلمه الغزير، وربما تكمن الأزمة فى الوزير نفسه الذى توهم أن التجديد الذى يطلبه الرئيس هو تغييب المنابر عن مهمتها ودورها فى التوجيه والإرشاد وتعليم الناس أصول دينهم، وتقديم خطاب دينى رشيد لا يعرف تطرفاً أو إرهاباً، ولا يقرُّ جهلاً أو تغييباً للعقول والقلوب. خطبة الجمعة حالياً تخالفُ توجيهات الرئيس التى يحرص الوزير على أن يكون الأكثر التزاماً بها قبل غيره، بل وقبل أصحاب الفضل الذين أتوا به من غيابات المجهول إلى عرش الوزارة. من المؤكد أنه لا يخفى على معالى الوزير النشط كيف أن الرئيس تحدث فى مرات كثيرة عن ضرورة بناء الإنسان المصرى بناءً سليماً، على أن يكون ضمن هذا البناء الارتقاء بالمنظومة الأخلاقية التى تعرضت لتخريب وتجريف غير عادى منذ ثورة 25 يناير وحتى كتابة هذه السطور، وهو أمر لا تحققه خطبة الجمعة. تجديد الخطاب الدينى الذى يطمحُ إليه الرئيس ويرضاه لا يتضمن أن يعتلى منابر المساجد دُعاة وخُطباءُ بدرجة “أمين شرطة”، فأمناء الشرطة لا يصلحون لتوجيه الناس وتعليمهم الخير، ولكنهم يصلحون لمهامَّ أخرى، يعرفها الوزيرُ والخفيرُ، ومن بينهما. وإذا كانت تخالفنى –معالى الوزير- الرأى، فأنا أدعوك إلى أن تستمع إلى تسجيل لإحدى خطبك “أنت” التى تلقيها أسبوعياً، فى بثٍّ مُوحد للإذاعة والتليفزيون، وهو ما لم يكن يحدث فى زمن “كبار العلماء الحقيقيين”، لتدرك بنفسك الإنجاز العظيم الذى تحقق فى زمنك.. والله من وراء القصد..

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الرديكالية القبطية وفن صناعة البدع والازمات

مايكل عزيز ” التركيز على ترسيخ مفهوم ديني جديد ، وإعادة ترديده بشكل دائم على …

تعليق واحد

  1. لية كدة يا محمود ؟ أنا كنت فاكرك عاقل طالما أنك تكتب وتتصدى للكتابة ؟ انت صدقت حكاية تجديد الخطاب الدينى ؟ طيب يا محمود من أين يأتى التجديد ؟ يعنى كلمة ” اقتلوهم ” تخترع لها معنى تانى وتصبح زوجوهم مثلا ؟ ينفع كدة يا محمود ؟ يا رجل الى متى الهبل والكذب ؟ يا مختار محمود : البضاعة كلها فاسدة من الأصل ولا يصلح معها الترقيع …فهمت ؟ كدة من الأخر وكفاية استغباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.