كتب عصام أبوشادي
ما أن شاهدنا أحداث فرنسا من مظاهرات ونحن نتابع عن كثب سر تلك المظاهرات التي تحولت في لحظات من مظاهرات سلمية بمطالب أجتماعية الي مظاهرات أشبه مما كنا نراها في 25يناير في مصر من حرق وسرقة لم يختلف السيناريو كثيرا سوي تلك السترة الصفراء،في لحظات بعد أن تمت الاستجابة لمطالبهم،تحول سقف المطالب للبعد السياسي من اقاله الرئيس ماكرون وحل البرلمان،هنا نقف لحظات لنتعجب،فمظاهرات فرنسا ليس لها قائد،وبالمصادفه أيضا احداث يناير ليس لها قائد،لنكتشف أن قواد تلك المظاهرات والأحداث الوهمية،هي الفرصة،نعم هي الفرصه للانقضاض المرتب له من قبل،
فالصدفه هي القائد والمحرك أمام الجميع،لمجرد ارتفاع اسعار المحروقات كانت هي البدايه لقيام تلك المظاهرات،وعندما أحرق بوعزيزي نفسه في تونس كانت ساعه الصفر لقيام المظاهرات،وعندما مات خالد سعيد في مصر كانت أيضا ساعه الصفر لقيام المظاهرات،هي الصدفه التي حركت كل هؤلاء لينفذوا ماتدربوا عليه لاسقاط كل شيء في دولهم،جميعنا شاهدنا الدمار الذي أصاب العرب في الربيع العبري،وكذلك شاهدنا الحرق والدمار في بلاد الحريه بلاد الجن والملائكة،فلا وجود لسارتر،أو جان جاك روسو،أو ميل زولا ،أوفيكتور هوجو،أو الكسندر دوماس او لامارتين،او ايف بنفوا،لم يشفعوا كل هؤلاء لدرء العنف عن بلد الجمال،تمام كما لم يشفع ادباء وشعراء وعلماء العرب لتلك الشرازم المدمرة لتاريخها العريق.
فيخيل لي أن هؤلاء الفرنسيين يريدون احياء ثورتهم الأولي وتحول قصر الاليزيه لديهم وكأنه سجن الباستيل يريدون احتلاله وحرقه،ولما وأن مايدعون انفسهم ثوار25 يناير تخيلوا أنهم أيضا أحيوا ثوره يوليو او ثوره القاهره الاولي والثانيه وتخيلوا أن المصريين ماهم الا شعب من المماليك او الانجليز وجب محاربتهم ودمار مقدراتهم هكذا ينفذون ماتدربوا عليه في اسقاط الدول.
ولكن مع احداث فرنسا،خرجت في مصر بعض الأصوات الفارغه ظننا منها أنها باستطاعتها إحياء ماكان،ليسيروا علي درب أصحاب السترات الصفراء،ولكنهم مازالوا بعد لم يعوا الدرس لم يتعملوا ولن يتعلموا من العبر،ولكن قد تكون اللطمه القويه التي علمت عليهم عندما تم سرقه مافعلوه واستحوذ عليها جماعه الإخوان الإرهابية بعد أن قدموا لهم أعظم خدمه في التاريخ خدمه سيطرتهم علي الحكم والخدمة الأخري أن الشعب اكتشف زيف تجارتهم في الدين فسقطوا مع من سقطوا لنكتشف أننا كنا نعيش في كذيه كبري، سواء كذبة الإخوان،او كذبة هؤلاء مايدعون ثوار.
ان سادس أعظم اقتصاد في العالم قد شاهدنا صراخهم من المعيشه،إن الحلم الذي كنا نعيشه عندما نشاهد فرنسا قد طار، لنكتشف أن الغلاء في كل مكان،ولكن يشفع لهم ان الشعب يعمل،أما نحن في مصر فعلينا أن نشكر الله علي نعمه علينا وعلي بلادنا مع كثيرا من هذا الشعب يريد أن يأكل ويشرب ويخلف ويأخذ راتبه وهو نائم علي السرير.
فاذا كان أصحاب السترات الصفراء تحولوا الي لصوص ومخربين،متناسين ان تلك الستره لا يلبسها سوي العامل الشريف الذي يساعد في بناء بلده وإقتصاد،نجد عندنا في مصر أن اصحاب السترات الصفراء لا مكان لهم سوي في ميادين العمل تجدها الان في كل مكان،في المصانع،في الجبال،في الصحراء أصحابها يلهثون ويكدون بالدم والعرق من أجل تلك البلد من أجل هذا الشعب العظيم الذي عليه أن يفيق من غيبوبه الكسل بعيدا عن القلة القليله التي تبيع شرف الأوطان بثمن بخس،
فليس الجميع علي استعداد لبيع بلده ولكنهم علي استعداد للتضحيه بكل ماهو نفيس من أجل تلك البلد من أجل مصر،فتحيا مصر،تحيا مصر.
شاهد أيضاً
بهدوء فعاليات مهرجان الرياض
تابعت بكثير من الاهتمام ما يدور في السعودية البلد التي احبها واحترمها كثيرا . دعونا …