من إطلالاته ومقابلاته ومداخلاته التليفزيونية، كان يساورُنى الشكُّ فى أن يكون “مصطفى كامل” هو من يكتبُ بعض أغنياته المتميزة على صعيد الكلمة والمعنى، وتحديتُ نفسى سنين عدداً، لأسباب عديدة، من بينها: أسلوبه فى الكلام، وتصرفاته داخل النقابة وخارجها، وفى فترة الجامعة!! ولكن لم أكنْ أملك إلا شكوكى وحدسى.
الأمر ذاتُه.. تكرر مع “هشام الجخ“، كنتُ وما أزال أراه متكلفاً ومُتصنعاً بصورة مبالغ فيها، والغرور –غالباً- ليس من سمة الكبار، كما أن التفاوت الواضح جداً فى بعض أعماله كان كافياَ لإثارة الشكوك أيضاً فى أن يكون هو من يكتب أشعاره، ولكن لم أكن أملك إلا شكوكى وحدسى أيضاً، حتى صدر حكمٌ قضائى نهائى يدينهما بالسطو على جانب من أشعار الشاعر “عبد الستار سليم”.. الآن.. يمكن أن أقول مطمئناً:
هناك ضحايا آخرون لصاحب تحفة “قشطة يابا”، وكذلك “الهويس”، بعضُهم كان يتنازل عن أغانيه وأشعاره نظير جنيهات معدودة، والبعض الآخر لم يكلف نفسه عناء البحث عن حقوقه مثل: “عبد الستار سليم”.. والمؤسف أن وسائل الإعلام لا تزال تحتفى وتستضيف “مصطفى كامل” و”هشام الجخ”، باعتبارهما فنانين كبيرين ورمزين ثوريين، وليسا لصَّين مع سبق الإصرار والترصد، بحسب منطوق الحكم القضائى. أما المسروق “عبد الستار سليم” فلا أحد يعرفه ولا أحد يفكر فى استضافته و إنصافه..فما أكثرَ اللصوصَ فى مجتمعنا، وما أكثرَ الضحايا أيضاً..
الحكم القضائي، الذى جاء بعد بضعة سنين من تداول القضية بين أروقة المحاكم،ربما يكون ردَّ لصاحب “مربعات الواو” جانباً من اعتباره المفقود، لكنه لم ولن يسترد له حقوقه الكاملة التى اغتصبها “كامل” و “الجخ”، فالأخيران استفادا أيَّما استفادة مما انتزعاه من أشعاره، وحققا به شهرة طاغية، وأحدُهما فاز بجائزة مالية ضخمة من إحدى المسابقات العربية، ومن ثمَّ.. فإن التعويض المحدود الذى حكمت به المحكمة الاقتصادية لـ”عبد الستار سليم” لا يتجاوز سعر الساعة التى يُطوِّق أحد المُدانين بها معصمه! ولكن يكفيه على أية حال إدانة “مصطفى كامل” و “الجخ”، فكلاهما كان ينفى، طوال السنوات المنقضيات، عن نفسه تهمة السرقة، بل وتأخذه العزة بالإثم ليتهم “سليم” نفسه بالبحث عن الشهرة والأضواء!!
قبل 7 سنواتٍ.. أصدر “عبد الستار سليم” بياناً غاضباً، أعرب فيه عن أسفه من بطء التقاضى، وتلاعب الخصمين واستغلال علاقاتهما فى تمييع القضية والظهور الطاغى فى وسائل الإعلام والغمز واللمز بحقه، كما أبدى استياءه من أن يتم تصدير هذين الاسمين “تحديداً” باعتبارهما من رموز ثورتى 25 يناير و30 يونيو!!
الآن.. وقد جاء الحقُّ وزهق الباطل، وعرف القاصى والدانى، مَنْ اللصُّ ومن الشريفُ، ومن الفنانُ الحقيقىُّ ومن المُدَّعِى، هل تكلف البرامج، التى كانت تتكالب على استضافة “كامل” و “الجخ”، نظير أجور باهظة، نفسها لاستضافة الضحية وإنصافه وتعريف المشاهدين بنصوص الأعمال التى سرقها النقيب السابق للموسيقيين وشاعر الهويس منه؟ وهل تفتح تلك البرامج الملف الغائب دائماً والشائك وهو: ” السرقات العلمية والإبداعية وأبرز المشاهير الذين وقعوا بإرادتهم فى هذا الفخ”؟ وهل لا يزال المذكوران يملكان الشجاعة والجرأة والضمير الغائب للظهور فى وسائل الإعلام باعتبارهما من صفوة المبدعين، أم يتراجعان خطوة للوراء ويعتذران ويعتزلان إلى غير عودة ويتركان الساحة لأصحاب المواهب الحقيقية الذين لا يبنون أمجادهم على حساب غيرهم؟!
نحن ندين وبشدة السطو على الأعمال الإبداعية.
فالاعمال الإبداعية محفوظةومصونةلصاحبها كحرمةعرضه وشرفه.
شكرا للقضاء المصرى الذى قال كلمته بحكمه العادل.
يبقى دور الإعلام المصرى الحر والعريق فى تبنى هذا الموضوع وكشف المستور فيه.