الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

وطن بلا كنائس .. ولا تقربوا الصلاة

اشتد المرض بالزعيم الشهير سعد زغلول في آخر أيامه وقد زاره مجموعة من الوفديين وكان في سريره وجاءت زوجته صفية زغلول الملقبة بأم المصريين لتعطيه الدواء فاستمع الضيوف إليها وهي تحاول طمأنته على صحته ولكن سعد زغلول الذي أنهكه المرض تنهد وقال لها “مفيش فايدة”، وعاد إلى نومه.

تلقف أحد الحاضرين هذه المقولة ونشرها على لسان الزعيم ولكنها سرعان ما تم تحويرها بأنه قال تلك الجملة مع المندوب السامي البريطاني بسبب طريقة التعامل معه أثناء مفاوضاته بعد ثورة 1919 لكن الحقيقة التاريخية غير ذلك تمام والحقيقة أن الرجل لم يفقد صبره في المفاوضات ولم يقل مثل هذه العبارة.

وكما عند إخوتي المسلمين آية تقول : “يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ” فيدلل بها البعض على الذين يأخذون أنصاف الكلام أو أنصاف الأمور فيتركون وأنتم سكارى ويتمسكون بلا تقربوا الصلاة، هكذا نحن في هذه الأيام نرى أننا مازلنا نحكم على الآخرين إما عن طريق أخذ نصف الكلام أو أخذ بعض الجمل من كتاب دون فهم المعنى العام ودون فهم المعنى الحقيقي إما من الكاتب نفسه أو من الدارسين المدققين والحكم على القائل أو الكاتب أصبح أمراً بغيضاً يحدث كثيراً بلا فهم أو وعي أو إدراك ومن أناس أقل علماً وفكراً من الكاتب وصرنا نحكم على هذا بالكفر وذاك بالهرطقة وأولئك بالمزدرين

وقل عدد العلماء الدارسين الحقيقين وكاد ينعدم عدد المنصفين الرافضين للظلم وازداد عدد المحابين المتحزبين وانتشر مبدأ “قالولوه” وهو مبدأ يقوم على ترديد كلمات يسمعها الشخص ويرددها دون تفكير أو تمحيص لمجرد ثقته في القائل الذي قد يخطيء ويصيب ككبار رجال الله في كل زمان .

في أغسطس 2013، تم حرق وتدمير أكثر من 100 كنيسة مصرية كان البابا تواضروس الثاني بابا الأقباط معتكفاً في دير الشهيد مارمينا بمريوط وإذ علم بالخبر حزن جدا وحين سئل عن حرق الكنائس قال إذا احرقوا كنائسنا سنصلي في مساجد إخواننا المسلمين، وإذا احرقوا المساجد سنصلي سوية في خلاء مصر الواسع أما دخان الحرائق فليصعد قربانا للسماء تضحية لفداء مصر فوطنٌ بلا كنائس خيرٌ من كنائس بلا وطن متذكرا ما حدث للمسيحيين في سورية والعراق ومن قبل في فلسطين وإيمانه بكم هو غال وعزيز هذا الوطن على أبنائه واغلى واثمن من جدران مباني حتى لو كانت كنائس .

بعد هذه الأحداث المريرة التي حدثت لأقباط مصر مباشرة وخلال لقائه، فليب برزار سفير الفاتيكان لدى الأمم المتحدة، على هامش زيارته إلى سويسرا قال ” أن مصر دولة خاصة، وهي الوحيدة التي زارتها العائلة المقدسة ومكثت فيها ثلاثة سنوات ونصف، وتعتبر أرض مقدسة ولها نعمة خاصة، ونعتبر أن كل البلاد في يد الله إلا أننا نعتبر مصر في قلب الله ” مشيرًا إلى أن مصر لم تعرف

لفت البابا، أن الكنيسة الأرثوذكسية قوية ومنتشرة في أكثر من 80 دولة فيها أساقفة وكهنة ورهبان وأديرة، وأن الكنيسة المصرية هي ضمن أعمدة الدولة مثل الأزهر والقضاء والجيش والشرطة، ولها رسالة في المجتمع وتلعب دورًا رئيسيًا من الناحية الاجتماعية لكل المصريين في المدارس والمستشفيات والأنشطة الاجتماعية، ولها علاقات طيبة مع الدولة بكافة مؤسساتها.

هذا ما قاله قداسة البابا لكن أهل الشر اقتطعوا من كلماته وفي خارج السياق راحوا يهاجمونه متهمينه بأنه يتهاون في حق بناء الكنائس وقد أعطى للحكومة الحق في تعطيل بناءها بسبب تلك المقولة وراحوا يكيلون له الأكاذيب لكنه الحكيم الذي يلتفت عن كل هذا و استمر في عمله بكل همه ونشاط.

بعد أن توقف استكمال تشطيب الكاتدرائية لسنوات طويلة قرر البابا النشيط أن ينهي أعمال التشطيب ويفتتحها في العيد الخمسين لبنائها ولأنها الكاتدرائية الأم فهي تسجل كل أهم الأحداث التاريخية التي حدثت في الكنيسة وهنا قامت عليه حرب جديدة كيف يضع البابا صورة له على جداران الكنيسة من الداخل والعجيب وكالعادة ردد البعض الأمر دون أن يروا الصورة أو يعرفوا مغزاها.

الجدارية أو الرسم للسيد المسيح له كل المجد بهالته الإلهية وأسفله أيقونتان للقديسين البابا كيرلس السادس و الأرشي ذياكون حبيب جرجس وحولهما هالة القداسة ومرسومون في هيئة أيقونتين قبطيتين كقديسين وأسفلهم رسم للمجمع المقدس يتوسطه البابا تواضروس بدون أي هالات للتوثيق التاريخي أنهم قاموا بإعلان قداسة هذان الرجلان القديسان. والعجيب أن الكنيسة وضع فيها أيقونة للبابا شنودة الثالث وهو يحمل جسد القديس أثناسيوس ولم يعترض البعض بحجة أن لم المجمع لم يعلن قداسة البابا شنودة بعد حيث يجب أن يمر ٤٠ سنة على نياحته لإعلان القداسة واسماح بذكره في المجمع.

ووضع الأحداث الهامة في تاريخ الكنائس أمر حدث كثيراً في التاريخ فستجد اسم البابا بنيامين موجود على حجاب الهيكل نفسه في كنائس الأديرة وكنائس بعض الأماكن الأثرية والذي بنيت الكنيسة في عهده أما فكرة كيف ترسم الأيقونة بالميرون وليس بها قديسين معترف بهم فهو قول حق يراد به باطل فمن ناحية الأيقونة هي للقديسين البابا كيرلس وحبيب جرجس وليست أيقونة للبابا تواضروس.

ثانيا، الميرون قصد به تكريس او تخصيص الصورة والبابا والمجمع هم أنفسهم مكرسون للرب. ثالثا، هل المرأة التي يدافع عنها مارجرجس في صورته أعلن المجمع قداستها. رابعاً، الكنيسة تقدم باباها للشعب في أوشياتها بانه البار الطوبى القديس وهذا ما كنا نسمعه يقال للبابا شنودة من عريف البطريركية إبراهيم عياد في الأعياد وهو مأخوذ من الخولاجي المقدس.

الحرب الشرسة التي يقوم بها إبليس ضد بابانا المعظم الأنبا تواضروس تتطلب من شعبه وأبنائه الالتفاف حوله وتعضيده والصلاة من أجله وليحفظ الرب كنيسته للأبد وكل عام وحضراتكم بخير

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.