كتب عصام أبوشادي
من كتابي طلاق علي رحم إمرأة، نستكمل أجزاء من حكايات ذلك الكتاب ومايدور في محيط المجتمع المصري من مسببات قد تؤدي في النهايه اما بالطلاق أوالانفصال أو بالهجر والبقاء تحت سقف واحد.
تدور قصتنا اليوم لتكون شاهدة علي أفعال البشر مع كل لحظات الحب تلك يتبعها لحظات إنكسار لتكون النهاية مصحوبة بندم شديد.
فكما اتفقنا أن الأسماء المذكورة بعيدة عن الحقيقة وكذلك القصه ليست موجهه لأحد بل هي من واقع سجلات المحاكم والتي تشهد أروقتها آلاف من القضايا ومع كل قصيه قصة.
أسامه ذلك الشاب ذوي العيون الخضراء الفارع الذي ينتفض بداخله كل الشباب والحيويه،ونوال تلك الفتاة الحالمه في أحضان الحياة،
تبدا قصتهما منذ الطفوله فهما الجيران في المسكن، والعاشقين منذ نعومة أظافرهما،ومع كل يوم يمر عليهم يترعرع الحب بداخلهما،لم يكن العمر متساوي بينهما ولكن أسامه يكبر عن نوال بعدد قليل من السنين،فقد ربوا أنفسهم علي الحب والارتباط، لم تكون هناك عوائق فكليهما ميسور الحال،كذلك لم تأخذ الغيرة مكانها لان العشق كان حائط الصد بينهما كذلك فالكل يعلم بمدى عشقهمها لبعض فأغلقوا كل الأبواب أمام كل من كان يريد الاستحواذ سواء من جانب أسامه او من جانب نوال فقد نقشوا زواجهم بين قلوبهم قبل أن يكتبه المأذون في أوراقه الرسميه،لم يكن هناك تغيرات طارئة او معاناة علي أسامه ففيه من الشباب والوسامه والفحولة ماتتمناه أي فتاة،ولكن هل هذا هو كل شيء،،؟
كان التخرج لنوال بعد أن سبقها أسامه ببضع سنوات،فكان هذا باتفاقهم ولكن لما الإنتظار لتخرج نوال،وهم يستطيعون الزواج قبل هذا.
لم يكن هناك الآن حجه للتأخير وكما قلنا انها قصة حب تفوق الوصف، يتحكي بها الجميع وكأن الزمن يعود بينا لقيس وليلي.
في لحظات كانت الأفراح واليالي الملاح تعلن عن زفاف أسامه ونوال،كانت السعاده تتراقص أمام نوال فأخيرا تحقق الحلم الذي طال إنتظاره وانتظره الجميع،إنه يوم التتويج يوم الرقص في أحضان الحب الذي تأجج بداخلها طيله هذه السنين الطويلة،ولكن في الجانب الأخر هناك ذلك الوجه الوسيم ذوي العيون الزرقاء شاردا وعلي وجهه بسمه، ظن الجميع أنه شرود الفرحة، شرود الحلم الذي أصبح حقيقه،لم يفق منه الا عندما خطفته من شروده بضحكاتها المليئة بالحب والاشتياق ووضعت يديها بداخل يده معلنه الذهاب لبيت الزوجية ليملؤا أركانه بما طال انتظاره من حب وعشق ورغبة ظلت مكبوته سنين طويلة.
وفي داخل اركان البيت كانت القبلات والاحضان ثم تتخللها اعتذار من أسامه في رغبته أن لا يقتربا اليوم من بعضهما اكثر من هذا متعللا بالتعب والارهاق من هذا اليوم الطويل،لم تبالي نوال بتلك الإعتذار فكلاهما فعلا يحتاجون الي بعض الراحه، لكي يكونوا علي استعداد تام لقضاء أيام العسل التي تنتظرها بفارغ الصبر،ولكن هل كان ذلك الاعتذار لهذا اليوم فقط،ونحن من عاده المصريين أن الأقارب دائما يريدون أن يعرفوا هل تمت الدخلة أم لا، ولكن قبلها اتفق أسامه مع نوال أنه في اليوم التالي إذا سألها أحد أن تقول أن الدخلة قد تمت بالفعل،وهذا ماكانت تقوله نوال لكل من يسألها،قد تكون أكثر واحده في هذا العالم الكل يحسدونها علي ماهي فيه ولكن هل فعلا هي الحقيقه،،؟
مرت أيام وأسابيع وهما علي تلك الحالة زواج مع مع وقف التنفيذ، فما كان من نوال التي تشتعل كل يوما نارا لا يجد من يطفئها سوي ان تكلمت مع اسامه عما يعانيه،ولكن كان الاستكبار من اسامه أنه تمام كامل الرجوله،بل كان بعد ذلك عندما ينهضون من النوم صبحا يهئ لزوجته نوال أنهم قضوا ليلة جميلة مارسوا فيها الحب،ثم يسالها ألم تشعري بكل هذا، كان الزهول ينتاب نوال وهي تسمع تلك الحكايات عن تلك الليالي التي يقضونها سويا،دون ان يطرأ عليها أي تغيير، كيف يقوم لكل هذا معي وانا نائمه دون أن أشعر،كيف لا يكون هناك ولو نقطه دماء واحده من فض غشاء البكاره،كيف كيف..؟
حتي واجهته للذهاب الي طبيب فمازالت عذراء، ولكن كيف لهذا الشاب الفحل أن يذهب الي الطبيب، ليخبره بما يعرفه هو شخصيا عن حالته،والتي لم يشعر بها قط مثل الاخرين.
أنه يعلم تماما أنا بما يعانيه ليس له حل لان مابه هي العانه القاتله والتي لا علاج لها،كانت نوال تصبر علي ماهي فيه شهر واثنين حتي بدأ الحب يتحول لصراخ فقد صبرت عليه ثماني شهور دون أن يشبع رغباتها المتأجحه، حتي وصل للأهل وفي تلك اللحظه تبددت اواصر العشرة والجيرة والكل يدافع عن نفسه، حتي وصلت الي المحاكم،ومع المداولات والطب الشرعي كان الطلاق بعد ان ثبت أن نوال مازلت عذراء،أما أسامه فقد طلقها قبل أن يتم عرضه علي الطبيب الشرعي حتي لا تكون الفضيحه،ولكن هل بعد كل هذا لم تكن هناك فضيحه،بعد قصة حب ضرب بها المثل، تكسر علي صخرة انتظرت فيها نوال أن تتذوق وتشبع رغبتها الجامحه منه ولو لمرة واحدة ولكن الحب وحده لا يكفي بعد هذا الصبر وهذا العناء النفسي،فالليلة الاولي للزواج يكون الحب والجنس وجهان لعمله واحدة ثم بعد ذلك قد نصبر العمر كله،او يذهب كلا لحاله.
الوسومعصام أبو شادى
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …