بعد انتشار إعلان (بص في المرايه) و الذي كان من أبطاله أحد الكومبارس و هو يمثل علينا دور الطبيب الذي يتفق مع أخر علي السرقه المعتاده لكلي المرضي ، أضحي كل مريض يتساءل عن مصير أعضاء جسده في العمليات السابقه بل والقادمه في المستقبل ، فهو لا يدري ما مصيره خاصةً بعد أن عرف الفاجعه و السرقات الممنهجه للأعضاء من قبل أطباء ضاع ضميرهم وسط زخم الحياه و صعوبتها.
🔻من هذا المنطلق و حرصاً منا نحن الأطباء ذو الضمير الحي -حتي الأن- كان واجباً علينا أن نقدم النصائح اللازمه حتي يحمي كل مريض أعضائه من السرقه ، فلابد لكل مريضٍ أن يقوم بعمل فحص إشعاعي كامل ليعرف محتويات جسمه الكامله و لابد له من عدها عداً حتي لا يعطي الفرصه لضعاف الضمير لسرقتهم ، و كذلك لابد له بطلب تخدير نصفي أو موضعي حتي يظل مستيقظاً طوال إجراءه للعمليه الجراحيه حتي لا تغفل عينه فيتم سرقة أعضاء جسده أو علي أقل تقدير تصوير العمليه كاملةً ، لابد للمريض من التأمين علي أعضاء جسده جميعها ابتداءاً من الزائده الدوديه نهايةً بالمخ ، كما لابد للمريض من عمل محضر رسمي في الشرطه محذراً الجراحين والأطباء من مغبة سرقة أعضاء جسده ، كما أيضاً عليهم عمل تحريات عن الجراح و عن حجم تعاملاته مع المطاعم !.
🔻فكثيراً ما جاءنا مرضي يتسائلون عن أعضاءٍ سرقت منهم ، منهم من تساءل عن جزء من قلبه سُرق منه و منهم من أدعي سرقة جزء من المخ و منهم من سُرقت معدته ، حتي وَكّل بعض المرضي محامين ممن يتواجدون في أنحاء المستشفيات للحصول علي حقه الضائع ، حقاً مآساه محزنه و ظاهره تدعو إلي القلق و لكن كيف نلوم الطبيب فقط فاللوم كل اللوم علي ما درسنا في كليات الطب و خاصةً مادة كيف تسرق عضو من مريض !! والتي كانت في السنه السادسه النهائيه ، لذا فلابد من تجديد الخطاب الطبي حتي نمر من هذه المحنه وحتي لا نسمع مجدداً الصراخ المتكرر (أيـــن أعضــائي) !!.
🔻للأسف فإن تأثير الإعلام كالسحر بل أشد أثراً ، و خاصةً لو امتلك جهال بالطب أداةً لصب وابل غضبهم و حقدهم علي مهنه محترمه فهم لا يقدرون حجم الكارثه المقبلةُ عليها مصر من تناقص رهيب في أعداد الأطباء لاسيما أطباء التخصصات الحرجه و يغضون الطرف عن الأطباء الذين يهربون من العمل بالطب في مصر عن طريق الإستقالات أو تغيير المهنه !.
🔻أصبح الإعلاميون يتحدثون عن الأطباء و كأنهم أعداء لهم تاركين عظيم الأثر في عقول البسطاء والذين يجهلون أبسط المعلومات عن الطب فيشحنوهم ضد الأطباء بإعلانات هدامه لمهنة الطب كهذا الإعلان سيئ السمعه والذي يتحدث عن سرقة الأعضاء متناسيين شرح كيفية سرقة الأعضاء والتي تحتاج إمكانات مهوله و تكاليف باهظه من حفظ الأعضاء لسويعات قليله و بطرق علميه إلي تواجد المريض الذي سيُنقل له العضو مع الأخذ في الإعتبار قابلية هذا المريض لعضو المريض الأخر وتجانسه دون طرده !!.
🔻يا أيها الناس أعلموا أن مهنة الطب إنسانيه فهي التي تتعامل مع حفظ الأرواح بأمر الله وهي التي تتعامل مع علاج الأمراض بأمر الله ، و أعلموا أن أطباء مصر في المجمل يتمتعون بسمعة طيبه بين أطباء العالم أجمع فهم يحملون علي أكتافهم العديد من مستشفيات العرب بل و في الغرب ، نعم أطباء مصر من أشرف الأطباء في المجمل و لتعلموا لولا هذا الشرف لما هاجروا لبلدان أخري بعد إمتهان كرامتهم علي يد مرافقي المرضي و إعلام غير مسئول يشوه صورتهم ليل نهار ، ناهيك عن ساعات عمل غير أدميه و بلا مقابل يذكر و قد تابع الكثير منا الصفحات لأطباء هنود و هم يسخرون من رواتب أطباء مصر التي لا تتعدي ال٢٠٠دولار شهرياً .
🔻سرقة الأعضاء لنقلها يحتاج مافيا طبيه متكامله يحميها أشخاص ذو حظوه و نفوذ لأنه و ببساطه لايوجد لدينا قوانين منظمه لنقل الأعضاء ، ولا توجد لدينا عمليات نقل الأعضاء لأسباب جدليه كثيره لا مجال لها في حديثنا الأن .
🔻يا أهل مصر الكرام كم الإستقالات للأطباء ينذر بكارثه كبري في مجال الطب في مصر ، فكم من طبيب إستقال بل غير مهنته التي لم تعد تدر عليه عائداً مالياً يذكر مقارنةً بعبء معنوي و مادي لا يتحمله بشر ، كما أن أعداد الأطباء الهاربه من المجال الصحي في مصر كبير جداً ،كذلك طلبة الطب الأن عرفوا الحل فهم يدرسون معادلات أجنبيه بالإضافه لدراستهم الطب في مصر أملاً لهروب مبكر جداً من مهنة الطب في مصر.
🔻بداية الحل دائماً معرفة الخطأ ونقاط الضعف ، و وزارة الصحه تسأل لماذا يهرب الأطباء ؟؟ رغم أنهم سبب رئيسي في إفقار الأطباء و معاناتهم فلن ينسي أطباء مصر هذا الطعن الذي قدمته الوزاره ضد بدل العدوي والذي حكمت به محاكم مصر لصالح الأطباء !! ولن ينسوا أبداً عدم دعم وزارتهم لهم ما جعلهم يهربون و مازالوا من نعيم وزارتهم بل من نعيم ممارسة الطب في مصر فالوزاره تحاربهم و الإعلام يشحن البسطاء ضدهم .
🔻الوزاره و الإعلام لا يُصدِرون إلي المشهد سوي أفكارهم و هي أن كل أطباء مصر يتقاضون ڤيزيتا بمئات الجنيهات دون ذكر أن هؤلاء نسبتهم لا تتعدي ال٥٪ من نسبة أطباء مصر الباقيين في مصر والذين لا يتعدوا نسبه ال٣٥٪من إجمالي عدد الأطباء ، كذلك يتناسون عن عمد ذكر راتب الطبيب ال١٨٠٠ إلي ٣٠٠٠ جنيه بإختلاف الخبره و الدرجه و معاشه الذي لا يتعدي ١٥٠٠ جنيه لا تكفيه الدواء في شيخوخته و كذلك مكافأة نهاية خدمته التي لا تزيد عن ٢٥ ألف جنيهاً !! ، كيف نتخيل الإستمرار في هكذا معاناة ؟ وإلي متي نعتقد أن الحل بأيدي الأطباء ؟؟.
🔻نادينا كثيراً حتي أصابنا الملل والهم والإكتئاب و مازلنا ننادي عقلاء الوطن و علماء مصر في الطب و المسئولين عن الصحة فيها بأعلي أصواتنا أن تدخلوا لإنقاذ ما تبقي من هذه المنظومه ولكن لم يِسمع لنا نداءً حتي الأن !!.
#لنــا الله نحن أطــباء مصـــر😭.