لم يأتي المسيح لتأسيس هذا البيزنس الحالي بل جاء لكل ذي فم نجس ، جاء للمرضي و المعوزين ونازفة الدم. لم يأتي المسيح لتأسيس و تشييد القصور الفخمة ولا المزارع الشاسعة بل جاء ليحتويه مزودا حقيرا نطلق عليه إسم ( زريبة بهايم ) لم يأتي المسيح لجمع التبرعات و إستقطاب الأغنياء ولكنه جاء أكل مع صيادين و زار فقراء و حتي أصدقائه كانوا فقراء للغاية ولم نراه يكسب ود غني ولا تملق حاكم . لم يأتي المسيح لتأسيس مؤسسات تمارس السياسة بإسم الله و تجثو تحت أقدام السلاطين بل بمجرد ميلاده في مزود أرعب الملك جدا . لم يأتي المسيح لتأسيس كنائس منقسمة و طوائف بالآلاف بل نادي قائلا ( أريدكم واحد كما أنا والأب واحد ) لم يأتي المسيح طلبا للذبائح بل قال ( رحمة لا ذبيحة ) لم يأتي المسيح لأساطيل السيارات الفارهة و القصور الفخمة بل ( لم يكن له أين يسند رأسه ) لم يأتي المسيح للتناحر و الإنشقاق و صراع الكراسي بل جاء ليجمع لا ليفرق . لم يأتي المسيح لتأسيس إمبراطوريات بأموال طائلة بل أسس إمبراطوريته فقط بالحب. لم يأتي المسيح لإحتقار المهمشين و الفقراء ولكنه جاء للذين ليس لهم أحد أن يذكرهم. لم يأتي المسيح لينعم بأفخر المأكولات و لا ليتنعم بأطايب الملك ولكنه جاء ليتعشي مع زكا الصراف و إتكأ في بيت الغلابة و العشارين و الزناة . لم يأتي المسيح لتأسيس جلسات عرفية مفضوحة بل نادي بالحق والعدل . لم يأتي المسيح لتأسيس بروتوكولات للهيمنة على الإنسان و لم يضع عليه أثقالا بل جاء ليحتضن المثقلين بالأحمال ليريحهم. لم يأتي المسيح لتأسيس أنظمة إبتزازية ولكنه قال للمرأة الممسوكة في ذات الفعل ( ولا أنا أدينك… إذهبي بسلام ) لم يأتي المسيح لتأسيس أديان بل جاء ليكون لنا ( حياة ) و ليكون لنا أفضل. كفاكم متاجرة بالمسيح وأوقفوا إبتزازكم بإسمه ولا تستعملوا إخوته لحصد الغنائم والمكاسب فقد صنعتكم قصورا تحمل أسمه فقط وهو لا يدخلها . لا تنسبوا له بيزنس ولا تجارة فقد جاء قديما و رفع سياطه وطرد الصيارفة وباعة الحمام و قال لهم ( بيتي بيت الصلاة يدعي و أنتم جعلتموه مغارة للصوص )