مضتْ سنوات وأنت تكتب، وتحرّض المرأة على إظهار وجهها ومخالفة آراء وتوجيهات شيوخنا وعلمائنا وفقهائنا، ولم يقتنع بهراءاتك إلا حفنة من أعداء الإسلام الذين يرغبون في جعل نسائنا كاسيات عاريات، يمشين الهوينا بالبكيني دون حياء أو .. خوف من عذاب مقيم.
وأنا ومعي كل دعاة تغطية وجه المرأة سنظل نقاوم دعوتــَـك، ونشكك فيها، ونستخرج من كتبٍ صفراء فاقع لونها كل ما يساند، ويعاضد جبهتنا العريضة والواسعة الانتشار والممتدة من كل لحية وزبيبة إلى كل داعشي وسلفي واخوانجي.
رزقنا الحرام في نقاب المرأة وإلا كيف يتسلل الواحد منّا إلى بيت جارته فيظنه الساذجون امرأة، فيخون ويرتكب كل الموبقات في حرمات منزل، وربُّ البيت لا يجرؤ على الاقتراب مني أو نزع النقاب أو حتى سماع صوتي المُحرّم!
أعرف إرهابيا يرتدي النقاب الذي يُسهّل له تهريب متفجرات، وقتل الأبرياء، والتجول بحُرّية من مكان إلى آخر بعد كل عملية، فالمجتمع الأحمق ورجاله الممغنطة عقولهم اللزجة يرجعون إلى أقوال مرّت عليها مئات الأعوام، فيطبقونها حسبما تقتضي الرؤية المفزعة لتدمير مدرسة أو مستشفى أو ذبح أطفال صغار.
أعرف شابا مهووسا بالجنس يدافع عن النقاب كأنه قطعة من قلبه، فيرتديه بطريقة مُحَنــّـكة وفنية يبدو فيه كأنه امرأة تداعب الخيال البورنوجرافي؛ فيسقط ذكور الأمة عن اليمين وعن الشمال.
هذا الشاب ارتكب كل المُحَرّمات في البيوت وفي الأزقة المظلمة، وخان أقرب جيرانه، وتواعد مع نساء وفتيات في غرف نومهن، وربُ البيت نائم يصدر شخيرًا يزيد به الخيانة عفنا.
أعرف مُهربا للمخدرات يرتدي النقاب، ويُكحّل عينيه أو يغطي وجهه كله، ويضرب الأرض بكعب حذائه العالي، وتتفتح له كل الأبواب حتى أنه أدخل كمية من الكوكايين في المنزل المجاور لبيت مدير الأمن.
كيف تدعو لسفور المرأة وظهور وجهها فتُحْرمني من اغتصاب الأطفال وهي متعتي الكبرى، فالطفل لا يستطيع أن يتعرف عليّ، وربما يخاف من قصّ حكايتي معه، فالأم الحمقاء والأب الساذج لا يُشكّان في كل زياراتي للحواري الضيقة المحيطة بمنزلهم.
النقاب وتغطية وجه المرأة أعظم وأجمل هدية من إبليس للمرأة اللعوب والرجل الخائن، أمام مجتمع أهبل وعبيط ومتديّن، ومدافع مستميت عنــّـا، نحن الرجال الذين يحاربون بشراسة من أجل أن يقتنع كل صاحب مخٍّ مخاطي أن الإسلام يدعو إلى تسهيل الإرهاب والتهريب والاغتصاب والخيانة الزوجية ودخول العشيق إلى أي بيت محرّم على الغريب، وحلال على من يرتدي غطاء وجه امرأة فتتفتح أمامه كل الأبواب.
إن رجال الأمة تقلصّت الشهامة في نفوسهم، ولا أحتاج للدفاع عن النقاب، فأنت تطالب بمجتمع حرّ كما هي توجيهات العلي القدير، نعرف ونتعارف بوجوهنا وعيوننا وأصواتنا وأجمل قرائن المعرفة، بصمات الأنامل وهوية الوجه، فيأتيك الهجوم الأحمق من كل مكان، وأصدقائي من دعاة تغطية وجه المرأة يجادلونك، ويحاربونك، ويحاورونك في البكيني والسفور والخلاعة والعري كأن دعوتك للفضيلة الظاهرة تخفي وراءها رغبة في اشتهاء المرأة.
أنا أدعو وأتمسك بعباطة تغطية وجه المرأة، فكلنا، دعاة النقاب، متحرشون وخائنون لزوجات جيراننا وإرهابيون ومهربون ومخرّبون ومغتصبون، وأنت تدعو لمجتمع نظيف مفتوح وفضيل وطاهر.
أنا أكتب هذه الكلمات وأصارحك علىَ الملأ أن تأييدي لتغطية وجه المرأة لفتح كل أبواب الموبقات الخفية أمام مجتمع أحمق يمسك رقبتــَـه دعاةُ دين يعرفون ويفهمون أن تغطية وجه المرأة أكبر عمل خبيث قام به الشيطان، ووجد من المسلمين مؤيدين ومتعاطفين أكثر مما كان يحلم به مَلـِـكُ العُصاة.
كل من يردّ على هذه الرسالة ويدافع عن تغطية وجه المرأة هو صديق لي، نتماسك، ونرهب، ونغتصب، ونخون، ونُهرّب أمام أعينكم وأعين السلطة والأمن والجيش والأزهر والدعاة والمثقفين.
هل تصدّق يا من تُحذر الناس من النقاب أنَّ معظم شباب الجامعات المصرية الذين سيتولون شؤون أم الدنيا بعد سنوات هم دعاة نقاب، فنحن الدعاة الحقيقيون ختمنا على أقفيتهم، ثم بصقنا عليها، ثم تبَوّلنا على شهاداتهم الجامعية، ثم علـّـمناهم أنَّ الجهل علم، وأن الكتاب عدو الدين.
هذه رسالتي لك بعدما تابعتك لأكثر من ثلاثين عاما وأنت تدعو لفضيلة تعارف أبناء الوطن، رجالا ونساءً، وماذا كانت النتيجة؟ لقد زادت أعدادنا، وتبخرت علومنا، وصدأت عقولنا، وانتعشت تجارتنا في الجنس والإرهاب والتهريب والتحرش واغتصاب الأطفال.
رسالتي لك، يا من تُحرّض على نزع غطاء الوجه عن المرأة فتحرمنا من رزقنا في المُحرّمات، لن تؤثر قيد شعرة في قارئيك إلا حفنة قليلة أنعم الله عليها بالعقل .. فحفظته، وبالطُهر ..فحافظتْ عليه.
أصارحك الحق: أنا الأقوى في مجتمع مُخدَّر بالسلطة ورجال الدين وحماقة الإعلاميين وجُبن المثقفين خشية اتهامهم بمعاداة الدين.
بعد دقائق أتوجه إلى حارة مجاورة متحيّنا فرصة طفل بريء يمر بجانبي، وتنتهي حياته الطبيعية هذا اليوم، ويظل المسكين يبكي مولدَه في مجتمع جبان ومريض، فأنا ساغتصبه ورجل الأمن الذي مرّ لتوي أطرق في الأرض خجلا، ظنا منه أنني امرأة منقبة ولست رجلا عدوا لأبنائكم، أستمتع بأجسادهم الغضّة الضعيفة.
أو ربما بعد دقائق أقوم بتسليم شحنة مخدرات، أو متفجرات لإرهابيين أعدوا عملية ضد أبنائكم شباب الجيش أو الشرطة.
أو ربما أدلف إلى البيت المجاور، وأدخل رافعا رأسي ومغطيا وجهي، فيصفق لي إبليس، ويصفع صاحب البيت الساذج والمنشغل بقراءة القرآن الكريم وهو سعيد بحجب حريمه!
لم يحدث في تاريخ الفضيلة والطُهْر والعفاف والسلام والأمن أنْ كان عملنا، نحن أعداء الله والبشرية والأديان والأخلاق، سهلا وميسّرا وفي حماية المجتمع والمنبر والمثقف والسلطة كما هو الآن.
أتركك الآن فتغطية وجهي هي سلاحي المرّخص به منكم، وما عليكم إلا أن تبحثوا عن أشلاء قتلاكم وعن فلذات أكبادكم المتحرش بهم و.. بهن، وعن شهدائكم الذين سقطوا في كمين نصبه لهم منقبونا أمام أعين ضباطهم.
قوموا إلى صلاتكم، وحافظوا على نقاب حريمكم، ولا تنصتوا لدعاة إظهار وجه المرأة، وحاربوهم حتى تستمر في الأرض الفتنة والفساد والخيانة والإرهاب والتهريب.
محمد عبد المجيد