. أحمد زكي.
أعلن “صندوق التمويل العالمي” اليوم عن حشد مساهمات مالية بقيمة 1.005 مليار دولار أمريكي تعهدت بتقديمها كل من “مؤسسة بيل ومليندا غيتس”، وبوركينا فاسو، وكندا، وساحل العاج، والمفوضية الأوروبية، والدنمارك، وألمانيا، واليابان، ومؤسسة “لوردال جلوبال هيلث”، وهولندا، والنرويج، وقطر، والمملكة المتحدة، دعماً لمبادرة “كل امرأة وكل طفل”. وتمكّن هذه الالتزامات الصندوق من المضي قدماً في توسيع نطاق جهوده ليشمل ما يصل إلى 50 بلداً من أكثر البلدان حاجة للمتطلبات الصحية والغذائية في العالم والمساهمة في إنقاذ حياة وتحسين صحة ملايين الأشخاص بحلول عام 2030. ويشكل إعلان اليوم محطة مهمة في إطار المساعي العالمية الرامية إلى جمع ما يصل إلى 2 مليار دولار أمريكي لمساعدة 50 بلداً حول العالم. ويتوقع “صندوق التمويل العالمي” الحصول على تعهدات إضافية من مانحين جدد وحاليين يفكرون بتقديم التزامات جديدة على مدى عدة سنوات. ويعمل “صندوق التمويل العالمي” على حفز جهود التمويل الصحي لمساعدة البلدان المستفيدة على الاستثمار بشكل سليم في تعزيز صحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال واليافعين، والحيلولة دون وفاة 5 ملايين امرأة وطفل سنوياً بفعل الإهمال والنقص المزمن في مصادر التمويل اللازمة لمواكبة احتياجاتهم الصحية والغذائية لفترات طويلة. ويساعد الصندوق البلدان المعنية بثلاث طرق: تطوير مشاريع استثمارية سليمة وتطبيق خطة صحية تركز بالدرجة الأولى على تحسين الصحة الإنجابية والرعاية الصحية للأمهات وحديثي الولادة والأطفال واليافعين، وبناء نظام قوي للرعاية الصحية؛ تطوير منصات في البلدان المعنية تُعنى بتنسيق جهود الأطراف المعنية لتطبيق خطة صحية تتمحور حول تحسين الواقع الصحي والغذائي للفئات المستهدفة؛ و التعاون مع البلدان المعنية لحشد وتنسيق الموارد المالية اللازمة لتسريع وتيرة تحقيق الأهداف الصحية في المجتمعات الأشد حاجةً في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها. وفي هذه المناسبة، قالت معالي إرنا سولبرغ، رئيسة وزراء النرويج والرئيس المشارك لمجموعة “دعاة أهداف التنمية المستدامة”: “يحدونا أمل كبير اليوم بأن تستطيع الدول الأفقر في العالم بناء مستقبل صحي يدعم النساء والأطفال واليافعين. ويلعب ’صندوق التمويل العالمي‘ دوراً فاعلاً في هذا السياق، إذ يتعاون مع البلدان المعنية لتطوير قدرتها على بناء الأنظمة الصحية الكفيلة بإنقاذ وازدهار نسائها وأطفالها”. ويعيش اليوم أكثر من ملياري شخص في دول تنفق أقل من 25 دولاراً سنوياً على صحة الفرد الواحد، وهذا أقل من ثلث الموارد المالية التي تحتاجها هذه البلدان لتوفير الخدمات الصحية الأساسية لشعوبها. ومن خلال التعاون مع “صندوق التمويل العالمي”، أظهرت بوركينا فاسو وساحل العاج ونيجيريا وغيرها من الدول التي يدعمها الصندوق بأنه من الممكن لجميع البلدان أن تحسّن مستقبلها وتستثمر في رعاية الفئات الأشد فقراً ضمن مجتمعاتها عبر زيادة الاستثمار في القطاع الصحي. وتبين أيضاً أن المساهمات المالية السخية، وإن كانت قليلة نسبياً، يمكنها – عند إدارتها وإنفاقها بشكل فاعل لدعم المشاريع الاستثمارية الوطنية – أن تؤثر بشكل كبير في حشد مصادر تمويل إضافية وإنقاذ حياة ملايين الأشخاص. وفي أوسلو اليوم، جددت بوركينا فاسو التزامها بتخصيص 15% على الأقل من ميزانيتها السنوية لتحسين قطاع الرعاية الصحية؛ كما التزمت ساحل العاج بزيادة ميزانية هذا القطاع بنسبة 15% سنوياً؛ وأكدت نيجيريا هي الأخرى التزامها بتخصيص 150 مليون دولار سنوياً من ميزانيتها لتمويل جهود تحسين صحة وتغذية النساء والأطفال واليافعين، على نحو مستدام. وتمثل زيادة الموارد المحلية محط تركيز أساسي لجميع البلدان التي يدعمها “صندوق التمويل العالمي”. من جانبه قال روش مارك كريستيان كابوري، رئيس جمهورية بوركينا فاسو: “يتعاون ’صندوق التمويل العالمي‘ مع البلدان المعنية لتحديد الأولويات وحشد الموارد المحلية اللازمة لمواكبتها، وهو ما يمثل نقاط قوته الأساسية. كما يقدم أقوى المبررات حول مدى أهمية أن تقوم البلدان بإدارة مواردها المالية بصورة أفضل، وتحديد أولويات توزيع الميزانية لخدمة القطاعات الاجتماعية الأساسية ولا سيَّما قطاع الرعاية الصحية”. وتستجيب المؤسسات والحكومات المانحة اليوم إلى الحاجة الملحة للتمويل الصحي في البلدان المعنية بهدف تسريع وتيرة التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ذات الصلة بالصحة، ووضع حد لحالات الوفيات التي يمكن تجنبها بين النساء والأطفال، وتحسين الواقع الصحي والغذائي للنساء والأطفال واليافعين. بدورها قالت كريستالينا جورجيفا، الرئيس التنفيذي للبنك الدولي: “ينبغي أن تكون جميع الأمهات في عام 2018 قادرات على الاعتناء بصحتهن وصحة أطفالهن. ومع ذلك، تموت يومياً 830 امرأة من المضاعفات المرتبطة بالحمل والولادة، كما يموت شهرياً 450 ألف طفل دون سن الخامسة بلا مبرر. ويكرس ’صندوق التمويل العالمي‘ طريقة تفكير جديدة تهدف إلى إنهاء هذا الظلم من خلال مبادرات تدخُّلٍ ذكية وتنسيق عمليات التمويل التي من شأنها إحداث نقلة نوعية في القطاع الصحي، والحد من حالات الوفيات التي يمكن تجنبها بين النساء والأطفال واليافعين في البلدان النامية”. وقد أعلن البنك الدولي، الذي يستضيف “صندوق التمويل العالمي”، أن المنح التي قدمها الصندوق بقيمة 482 مليون دولار خلال السنوات الثلاث الماضية ساهمت في حشد موارد إضافية بقيمة 3,4 مليار دولار من “المؤسسة الدولية للتنمية” و”البنك الدولي للإنشاء والتعمير” التابعين للبنك الدولي. ومن المتوقع للالتزامات المالية البالغة 1.005 مليار دولار التي تعهد بها المانحون في أوسلو اليوم أن تساهم بحشد موارد إضافية تبلغ 7,5 مليار دولار من “المؤسسة الدولية للتنمية” و”البنك الدولي للإنشاء والتعمير” لتحسين الواقع الصحي والغذائي للنساء والأطفال واليافعين. علاوةً على ذلك، وبالشراكة مع “صندوق التمويل العالمي”، أعلن البنك الدولي عن